مسجد "نجم الدين" من أعظم أثر إسلامى إلى مقلب "قمامة"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شارع المعز حيث الراحة النفسية والهدوء وجدران مساجد تتحدث عن تاريخها، وهو من أعرق شوارع القاهرة الذى يضم العديد من الاثار التاريخية بخلاف المساجد الاسلامية التى شيدها سلاطين وملوك الدولة الاسلامية.
لكن وسط هذه الاثار الجذابة، يوجد مسجد السطان الملك الصالح نجم الدين ايوب أو المدرسة الصالحية، ويعد مسجد نجم الدين من أشهر مساجد القاهرة، بنى عام 641 هـ /  1243- 1244م، أنشأه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، حيث أقام المسجد على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الفاطمي الكبير.
ويتكون المسجد من بناءين أحدهما قبلي وقد ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة، والثاني بحري لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربي الذي يغطيه قبو معقود، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقي والآخر غربي وصف من الخلاوي على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع في نهايته الغربية مدخل المدرسة الذي يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
ورصدت عدسة "الفجر" مظاهر الإهمال والتدمير التى تحيط بمسجد الصالح نجم الدين، وتحول المسجد إلى زاوية صغيرة مهدمة الجدران والحوائط يصلي بها أهالي حارة الصالحية، كما انه لا يوجد أى أهتمام من قبل الجهات المعنية والتى تركت هذا الأثر الذى يشهد على عقود تاريخية ليتحول الى مقلب قمامة.
وقد ابدى أهالى الحارة الصالحية استيائهم من الاهمال الذى يحيط بمعالم المسجد، مؤكدين علي إن الإهمال لم يتوقف عند هذا المسجد فقط، ولكنه وصل إلى مدرسة نجم الدين ايوب التي قامت هيئة الآثار في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ببيعها لأحد الأشخاص وتحويلها إلى سنتر سياحي باسم "خان الخليلي الجديدة"، حيث ان عصر مبارك اضاع العديد من الاثار التاريخية.
ومن جانبه قال المرشد السياحى محمد مصطفى، انه لم يكن أحد يعرف شئ عن شارع المعز حتى حدث زلزال 1992 ، وبدات الاثار تظهر، وقامت هيئة اليونسكو بتطوير شارع المعز حيث تبنت الهيئة مصروفات الشارع لأن هيئة الاثار لم تكن لديها القدرة على الصرف على كل الاثار المصرية.
وأشار الى ان المياه الجوفية هى السبب الرئيسي فى تدمير عدد من الآثار بجانب التعنت الواضح من وزارة الاثار، وابرز مثال على ذلك هو قبة الصالح نجم الدين ايوب ، موضحا ان القبة اغلقت لفترات طويلة، وكان حجة الاثريين على ذلك هو قلة عدد موظفى الاثار، لافتا الى ان القبة ليس هناك ترميم كامل لها ومن المفترض ان تدخل حيز الترميم من جديد.
واوضح "مصطفى" ان عدد من موظفي شركة النظافة التى استعانت بها وزارة الآثار كبير جدا لكن للاسف لم يهتموا بالموقع، مضيفا انه داخل مجموعة السلطان قلاوون توجد مستشفي الطب النفسي والتى تعد مكان مهم للزيارة الا انه لا يوجد اهتمام به هو الاخر واتخذها عمال النظافة كمسكن لهم.