فيسك: داعش خلقت تحالف عربي للاطاحة بأعداء الغرب

عربي ودولي

بوابة الفجر


نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك اورد فيه انه بينما كانت تخشى واشنطن والناتو قصف داعش من تلقاء نفسها، خلقت "الدولة الإسلامية" تحالف عسكري عربي جديد لتفجير أعداء الغرب. بعد ذبح 21 مسيحي مصري، جلبت داعش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الحرب ضدها. و كذلك بعد حرق الطيار الأردني، تعرضت ل 56 ضربة جوية من الأردن، بمساعدة الإمارات العربية المتحدة و البحرين. في ما يكاد يوصف بمشهد جانبي، يواصل سلاح الجو الليبي قصف مقاتلين داعش، ولكن الآن بالتعاون مع مصر.
 
لذا يشعر الرئيس أوباما والبنتاغون بارتياح في رؤية أصدقائهم "المعتدلين" في الشرق الأوسط يساندونهم في احدث "حرب على الإرهاب". حتى الان، الوضع جيد جدا. لا "وجود للقوات البرية على الأرض"، كما انه لا يوجد خطر علي حياة اي غربي - باستثناء حفنة يرثى لها من الرهائن ما زالوا محتجزين في الرقة. وبطبيعة الحال، سيعاني تبعا لذلك أي عراقي يعارض "الدولة الإسلامية"، أي عراقي شيعي ، وأي مسيحي - ليبي أو غير ذلك - يسقط ضحية للكراهية الطائفية . ولكن سيكون ذلك حرب بين العرب، بينما يبقي الأميركيون آمنين، و كذلك الإسرائيليين.
 
يقول فيسك ان داعش تزعم ، في جميع الطفرات المختلفة، أنها تقاتل أعدائها في العراق وسوريا والمملكة (اليمن)، مصر (سيناء)، ليبيا والجزائر.ولكن دعونا نبدأ بمصر. منذ أطاح الرئيس الحالي- السيسي - الرئيس السابق، محمد مرسي، في عام 2013، خاضت داعش وأقمارها الصناعية حملة شرسة ضد قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء. يحب السيسي دمج داعش و الإخوان المسلمين، و هو امر يثير غضب الآلاف من أنصار الإخوان الذين غصت بهم السجون في مصر. وقد أظهر الإسلاميين أنفسهم اقوياء بما فيه الكفاية في سيناء بتفجير قنابل في القاهرة - من دون الحصول على حلفاء جدد بين جماعة الاخوان المسلمين.
 
كانت الضربات الجوية المصرية علي "معسكرات تدريب ومخابئ للأسلحة" – التي كانت نفس هدف سلاح الجو الأردني- انتقاما لمقتل 21 مسيحيا، وجميعا يعلم أنه سيكون هناك ضحايا من النساء والأطفال. ولكن الآن تريد داعش الانتقام ردا علي الغارات الجوية المصرية. و يتسائل فيسك، هل سيكون هناك المزيد من القنابل في القاهرة نفسها؟ بالتأكيد. هل ستكون هناك محاولات لاغتيال السيسي؟ يكاد يكون من المؤكد.
 
عندما حارب الدكتاتور السابق حسني مبارك أعدائه الإسلاميين في التسعينيات، نجا بأعجوبة من 15 محاولة قتل، احدهم في أديس أبابا، و منهم اثنين على الأقل على يد جنود ينتمون إلى نفس الجيش المصري. كان مبارك محظوظا. و يجب ان يكون السيسي الآن أكثر حظا.
 
مما لاشك فيه ان داعش ستعمل علي إثارة العنف المسلح بين السنة و الاقباط في مصر، لاشعال حرب مصغرة تم اثارتها منذ عقود. و هذا سيناريو غير مرجح. لكن دعم مصر للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر - والذي بدوره يدعم حكومة بنغازي المعترف بها دوليا - سوف يعمق فقط الصراع المدني الليبي.
 
ولكن بالنسبة للعرب، هناك رسالة واضحة في كل هذه التحالفات. لدي واشنطن مسؤول عن القوات الجوية الليبية، و هو جنرال تلقي تدريبه في أمريكا، و مشير سابق مسئول عن مصر تم تدريبه هناك ايضا، وملك تعلم في امريكا وتدرب في بريطانيا ، مسئول عن الأردن وإماراتين ثريتين تكتظان بالاستثمارات الأمريكية، إحداهما تعد مركزا للأسطول الأمريكي في الخليج. لم يتبقي سوي الدكتاتور الوحيد الذي حارب داعش لاطول فترة، و هو الرئيس السوري بشار الأسد، حتى الآن.