العرب اللندنية: تحالف "مصري فرنسي إيطالي" على غرار التحالف الدولي

أخبار مصر

بوابة الفجر

 كشفت مصادر مطّلعة عن جهود تبذلها الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مع دول أوروبية وعربية من أجل التوصل إلى تشكيل تحالف لمحاربة داعش في ليبيا على شاكلة التحالف الدولي الذي يقاتل داعش في العراق.

وقالت المصادر إن حكومة عبدالله الثني تدفع في اتجاه تشكيل تحالف أولي يجمع كلا من مصر وفرنسا وإيطاليا ودول خليجية، وهي الدول التي أعلنت دعمها للهجوم الذي نفذته فجر أمس طائرات مصرية على مواقع تابعة للتنظيم المتشدد شرق ليبيا.
 
ولفتت مصادر ليبية مقيمة في مالطا لـ”العرب اللندنية” إلى أن بوادر هذا التحالف عكسها إقدام مالطا وإيطاليا على نشر عدد من القطع البحرية الحربية قبالة السواحل الليبية ساعات قبل شن المقاتلات المصرية غارتها على درنة، ما يؤكد وجود تنسيق بين القاهرة وعدد من العواصم العربية والغربية المعنية بمحاربة خطر داعش.
 
وكان رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، قد طالب الأحد، بسرعة التدخل لإعادة الأمن والنظام في ليبيا وعدم السماح بتحولها إلى “دولة فاشلة”، وطالب بوجود تدخل تدعمه الأمم المتحدة.
 
وقبله، أكدت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي أن بلادها على استعداد لترؤس تحالف من دول أوروبا وشمال أفريقيا لوقف انتشار داعش، ولم تستبعد إرسال قوات برية إيطالية إلى ليبيا.
 
وتزامن هذا مع تحرك فرنسي مصري لاستصدار قرار من مجلس الأمن يمثل غطاء للتحرك المصري، ويتزامن هذا مع وصول وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان أمس إلى القاهرة، على رأس وفد عسكري لتوقيع صفقة طائرات “رافال” مع مصر، وهي الطائرات التي يتوقع خبراء عسكريون أن يكون لها دور مؤثر في الحرب على الإرهاب بليبيا.
 
وأثارت المجزرة التي نفذها متشددو داعش في حق 21 قبطيا مصريا مخاوف كبيرة في أوروبا، خاصة الدول المحاذية للمتوسط، من تسلل الإرهابيين إليها، وهو ما عكس آراء الدبلوماسيين والخبراء الأوروبيين.
 
وحذر جوناثان باول المبعوث البريطاني الخاص إلى ليبيا من تحولها إلى صومال جديدة ودولة فاشلة دون قيام الغرب بتسهيل إجراء حوار تشترك فيه كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل.
 
وتوقع باول، الذي سبق أن أسهم في الوصول إلى اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية، وصول الفوضى الليبية إذ ما تركت على حالها إلى دول الجوار وتعبر حتى الضفة الأوروبية.
 
من جهته، أكد ماتيو غيدار، وهو خبير فرنسي في شؤون العالم العربي والإسلامي، أن “مصر الآن في حرب مباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية وهذا له تداعياته الكبيرة. مصر ستكون بين نار الدولة الإسلامية في سيناء ونار الدولة الإسلامية في درنة. وهو وضع أكثر خطرا من الوضع الراهن”.
 
وعلمت “العرب” أن سلاح الجو المصري استخدم 6 مقاتلات حربية من نوع “اف 16 بلوك 52 ” في عملية قصف مواقع ومنشآت تابعة لتنظيم داعش التي نفذها فجر أمس في مدينة درنة الليبية، وذلك في تطور لافت جعل ساعة الصفر للحسم العسكري في ليبيا لدحر الإرهابيين والظلاميين تقترب بعد أن تراكمت مقوماتها، ولاحت في الأفق ملامح تحالف دولي للقضاء على هذا الخطر الداهم.
 
وقالت مصادر ليبية متطابقة إن المقاتلات المصرية نفذت 8 غارات جوية، استهدفت خلالها مستودعات لتخزين الذخائر الحربية وقطع الغيار، ومعسكرين لتدريب الإرهابيين من جنسيات مختلفة منها المصرية، بالإضافة إلى تدمير عدد من مراكز إيواء العناصر التكفيرية التابعة لتنظيم داعش الذي حول مدينة درنة إلى إمارة موالية لأبي بكر البغدادي.
 
واستلم سلاح الجو المصري عددا من المقاتلات أف 16 بلوك 52 ضمن إطار صفقة أبرمتها مصر مع أميركا في عام 2009 تشمل 20 مقاتلة من نفس النوع، و200 دبابة، و24 زوجا من خزانات الوقود الكتفية لهذه المقاتلات.
 
وبحسب نفس المصادر، فإن سلاح الجو المصري تعامل مع الأهداف التي دمرها في مدينة درنة الليبية بدقة عالية، ما يؤكد امتلاكه لمعطيات دقيقة لمواقع داعش في ليبيا يُعتقد أنه حصل عليها من خلال التنسيق مع سلاح الجو الليبي بقيادة اللواء ركن صقر الجروشي الذي أكد في وقت سابق وجود غرفة عمليات مشتركة ليبية مصرية لتنسيق التحركات الميدانية في الحرب على داعش.
 
وأشارت إلى أن سلاح الجو الليبي استكمل مهمة المقاتلات المصرية بشن سلسلة من الغارات على مواقع أخرى لتنظيم داعش في مدينتي سرت وبنغازي نفذتها طائرات من نوع سوخوي 24 الإستراتيجية.
 
ولم تستبعد المصادر أن يكون التنسيق المصري الليبي قد اكتملت عناصره خلال الاجتماع العسكري الثلاثي الذي جمع في التاسع من الشهر الجاري في القاهرة بين عدد من كبار الضباط المصريين والليبيين والروس، وهو الاجتماع الذي انفردت “العرب” بالإعلان عن تفاصيله.