الفجر تنشر الخريطة الكاملة بأماكن تواجد "الإرهابيين" في ليبيا
تنشر بوابة الفجر، بالتعاون مع المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أماكن انتشار الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في ليبيا، وفقًا للباحث جميل أحمد محمود، حيث قدم خريطة كاملة بعدد المليشيات وأماكن تواجدها داخل الأراضي الليبية، بالإضافة إلي خارطة أطراف الصراع، مشيرًا إلي أن أكبر التحديات التي واجهت الدولة الليبية، ولا تزال هي التحديات التي تولدت من رحم الثورة، وتمثلت في إشكالية العلاقة والتفاعل بين الأطراف المؤثرة التي شاركت في الثورة، وقد جمعتها أهداف الثورة، وفرقت بين بعضها وجهات نظر ومصالح مختلفة.
ووفقًا للباحث، فإن المليشيات الليبية، لها ولاءات شخصية لقياداتها، ويظهر جليا من خلال السياسات الخاصة التي تتبعها كل مليشيا على حدي وبعيدة عن سياسيات المليشيات الأخرى، مشيرًا إلي أن المشهد أكثر تعقيدًا في غياب الجيش والشرطة بالمعني المؤسسي، والانتشار الواسع والغير المنضبط للسلاح، والفصائل المسلحة الغير المنظمة، مؤكدًا أن عملية الصراع تدور بين كتلتين رئاستين هما :"المليشيات التكفيرية المتطرفة، والقوات الحكومية والقوى، الموالية لحفتر من الجهة الأخرى".
أولا: المليشيات التكفيرية المتطرفة بشقيها الجهادي والإخواني:
1. كتيبة شهداء 17 فبراير: من أهمها وأخطرها ومعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وتتخذ من أحد معسكرات الجيش الليبي مقرًا لها في منطقة القوارش في المدينة، وتعتبر أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في شرق ليبيا، وتحصل الكتيبة على تمويلها من وزارة الدفاع الليبية سابقًا، وتمتلك مجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة علاوة على منشآت تدريبية في أهم المواقع داخل المدينة، ونفذت العديد من المهام الأمنية، ومهام إرساء النظام شرقي ليبيا وفي الكفرة وفي الجنوب، وجل أعضائها من أبناء المدينة.
2. كتيبة الشهيد راف الله السحاتي: سميت بذلك نسبة إلي شخص قتل أثناء قتاله قوات القذافي في 19 مارس 2011، في بنغازي، وبدأت الجماعة ككتيبة، ضمن لواء 17 فبراير قبل أن تتوسع وتصبح، جماعة مستقلة بذاتها وينتشرون في شرق ليبيا وفي الكفرة، وشاركت في تأمين الانتخابات الوطنية وغيرها من عمليات وزارة الدفاع في شرق ليبيا في السابق.
3. كتيبة شهداء أبوسليم: متواجدة في مدينة درنة الليبية، وهي جماعة جهادية سابقة، من بين أوائل الجماعات التي ثارت ضد نظام القذافي في فبراير 2011، وسميت بهذا الاسم نسبة إلي شهداء سجن أبوسليم، وهي تحت قيادة سالم دربي، الذي أعلن في الأيام الماضية تكوين الجيش الإسلامي، وجيش تحكيم الدين، وهي مليشيات مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومن أهم تفكيرها، أنها لن تخضع إلي سيطرة الدولة التي تصفها بالكافرة.
4. جماعة أنصار الشريعة: نشأت أنصار الشريعة في بنغازي بهدف تحكيم الشريعة الإسلامية في الدولة الليبية، وهي جماعة ترفض العملية الديمقراطية، والانتخابات، ولا تعترف بالدولة، وتدعو إلي إقامة الخلافة، وتري أن كل من لا يحكم بالشريعة فهو كافر، وكان المسئول عنها في بنغازي محمد الزهاوي، وهو من السجناء السابقين الذي قيل عنهم أنه قتل ودفن في مصراتة، ومن الملاحظ أن الجماعة عادت إلي عدد من المدن والبلدات بعد انحصارها، وكانت مسئولة عن اغتيال الضباط والعسكريين، ورجال القضاء والنشطاء السياسيين، ورجال القضاء والنيابة.
5. درع ليبيا: والتي تعد من أكبر الجماعات المسلحة، شرق ليبيا، وتحصل على الدعم المادي من وزارة الدفاع سابقًا، ومليشيات الدروع التابعة لجماعة الإخوان، وهي من الأذرع الرئيسية لمدينة مصراته، وكانت تتمركز في شرق ووسط وغرب ليبيا، وتمتلك مئات الدبابات والصواريخ والأسلحة الحديثة، منها صواريخ سكود بعيدة المدى، والمضادة للطائرات والآليات العسكرية، والتي حصلت عليها من مخازن الجيش الليبي والتي كانت متواجدة في منطقة الجفرة، وبعضها حصلت عليه الجماعة من الخارج عبر الموانئ البحرية والبرية.
6. مليشيات مرتزقة: تضم جزء من أصحاب السوابق الجنائية المستفيدين من العفو الذي أصدره المجلس الانتقالي، وتضم مجموعة من الجنسيات الإفريقية المختلفة، حيث بدأت في خطف وابتزاز المواطنين، ثم جندتهم جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الشريعة لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والتفجير، مقابل دفع الأموال لهم.
7. كتبيتي القعقاع والصواعق: وهما كتبتين مناهضتين لفجر ليبيا، وتابعتين لمقاتلين سابقين من بلدة الزنتان الغربية، التي انضمت إلي عمليات الكرامة من جهة، ومن أخري كتائب تميل إلي التكفيريين المتطرفين والكيانات السياسية الإسلامية الأخرى.
8. كتيبة الفاروق: أسسها أبو على، وهي أحد أبرز التشكيلات المنضوية تحت أنصار الشريعة، والتي تعد أحد أبرز الجماعات الداعمة لفجر ليبيا وهي المسئولة عن قتل طبيب مصري، واختطاف 13 قبطيًا مصريًا، حيث فرضت أفكارها على الأسواق والمحال التجارية، والطرق.
وكل هذه الجماعات تنطوي تحت مظلة واحدة وتم تسميتها بفجر ليبيا، وهى المسئولة عن الصراع في المنطقة الغربية، وسيطرت على مدينة طرابلس ومطاراتها وموانئها وكذلك حاولت السيطرة على الهلال النفطي.
وقال الباحث عمار حمدي، إن التشكيلات المسلحة في ليبيا، تربطها ارتباطات وثيقة بعدد من الأطراف الإقليمية، مشيرًا إلي أن هناك 4 أنواع من التشكيلات المسلحة في ليبيا ظهرت بعد سقوط القذافي وهم:
1.اللواءات الثورية
2.اللواءات غير المنظمة
3.اللواءات ما بعد الثورة
4. المليشيات المسلحة".
حيث يقدر عددها بـ1700 مليشية مسلحة، أبرزها "درع ليبيا، كتائب مصراته، الزنتان"، ومؤيدو إقامة نظام فدرالي في برقة، موضحًا أن هذا التشكيلات تنقسم إلي ثلاث كتل رئاسية وهم:
1. كتل تشكلت من بقايا الجيش الليبي، ومؤيدو مؤسسات الدولة الليبية، وهم متمثلين الآن في عملية الكرامة تحت قيادة اللواء خليفة حفتر،
2.كتل لا تعترف بعملية الكرامة، وتنسق مع عملية فجر ليبيا،
3.كتل ذات طابع إسلامي".
وأشار إلي أن الصراع في ليبيا، يكمن في 4 مناطق مختلفة كالتالي:"1.المنطقة الشرقية، 2.المنطقة الغربية، 3. المنطقة الجنوبية، المنطقة الشمالية"، موضحًا أن المليشيات لها الكلمة العليا في تلك المناطق، ومن الصعب أن تتخلى عن الامتيازات التي حصلت عليها خلال فترة سيطرتها على المناطق المختلفة، متوقعًا بقاء الوضع على ما هو عليه، مؤكدًا أن ليبيا أصبحت تمثل خطر حقيقي على كل دول الجوار، مشيرًا إلي أن التشكيلات المسلحة تغذي الصراعات في دول الجوار، وأن أكبر خطر يتمثل على الوضع الليبي، هو التدخل العسكري الدولي، خاصة بعد مطالب بعض الدول من مجلس الأمن الدولي السماح لها بالتدخل، مؤكدًا أنه يحمل أيضا مخاطر على دول الإقليم.