مظاهرات غاضبة تجتاح المدن التركية تنديداً بمقتل فتاة بعد محاولة اغتصابها

عربي ودولي

بوابة الفجر


استياء وغضب اجتاحا شوارع المدن التركية احتجاجا على مقتل الفتاة "أوزجه جان"، التي تبلغ من العمر 20 عاما، والطالبة بجامعة "مرسين" بكلية الآداب قسم علم النفس بطريقة وحشية بعد مقاومتها محاولة اغتصابها من قبل شخص في ال 30 من عمره، ومتزوج وله طفل، في حافلته الخاصة لنقل الركاب على الطريق البري الذي يربط مرسين بمدينة أضنة بجنوبي تركيا.


وشاركت مئات النساء في التظاهرات التي اجتاحت عدة مدن تركية، وعلى رأسها اسطنبول وأنقرة وإزمير وآنطاليا، احتجاجا على الجريمة الوحشية، وطالبن باستقالة وزيرة الأسرة عائشة إسلام بعد تصاعد أعمال العنف وقتل النساء في تركيا وفشل الوزارة في إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.


قاومت الشابة أوزجة جان القاتل برش رذاذ الفلفل عليه أثناء محاولته اغتصابها في الحافلة ولكنه قام بطعنها بالسكين وضربها بقطعة حديد على رأسها، ثم اتصل بوالده (50 عاما) وصديقه (20 عاما) لإحراق جثة الفتاة وتركها عند مجرى النهر.


وعثرت قوات الشرطة على جثة الفتاة المحروقة في مكان قريب من مجرى النهر وتوصلت لهوية القاتل ووالده وصديقه، اللذان ساعداه في الجريمة، وتم نقلهم إلى مديرية أمن مرسين للتحقيق معهم عن الدوافع وراء ارتكاب هذه الجريمة الوحشية.


وأجرى رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو اتصالات هاتفية بعائلة الفتاة أوزجه جان، فيما كتب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو في تغريدة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "لا لعقلية الاغتصاب والعنف ضد المرأة" وكتب زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي في تغريدته "ينبغي معاقبة المجرمين، ولكن مهما كانت عقوبتهم فهي قليلة بحقهم".


ومن جانبه، طالب وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي بإعادة تطبيق حكم الإعدام بتركيا حتى ينال المجرمون جزاءهم العادل، فيما قرر نادي مرسين الرياضي لكرة القدم، بعد حصوله على رخصة من اتحاد كرة القدم لدوري الدرجة الأولى، أن يرتدي قميصا رياضيا للنادي ومرسوم عليها صورة أوزجه جان وشعار مناهض للعنف ضد المرأة.


وفي سياق متصل، قرر اتحاد محاميي مدينة مرسين تولي مهام الدفاع عن المجرمين الثلاثة الذين أحرقوا الفتاة أوزجه جان وتركوها عند مجرى أحد الأنهار.


ومن جانب آخر، تصاعدت حدة الانتقادات والاتهامات في الصحف العلمانية بعد الجريمة، حيث تصدرت الصحف الصادرة اليوم الأحد عناوين تهاجم حكومة العدالة والتنمية التي لم تجد حتى الآن مخرجا لحماية حقوق المرأة، بل تزداد موجة العنف ضد النساء وقتلهن خلال تولي حكومة أردوغان زمام السلطة بالبلاد.


وقد اتهمت الصحف الموالية لأردوغان الصحف العلمانية التي تحث النساء على ارتداء الملابس ذات الطراز الغربي مثل التنورات القصيرة، فضلا عن تأكيدها أن العديد من الدول الغربية تشهد بين الحين والآخر مثل هذه الجرائم الوحشية التي لا تتعلق بنهج وسياسة حكوماتها.