عادل حمودة يكتب: رئيس جامعة الأزهر يهدد بإغلاق «الفجر».. كان غيرك أشطر يا دكتور
هل يعرف ابن ممدوح شاهين الفرق بين صورة أشعة الجمجمة وصورة أشعة الثدى؟!
■ عبدالحى عزب قال عنه فى التليفزيون أنه شاب معجزة ثم تراجع بعد فضح «الفجر» الواقعة وادعى الحيادية
■ محمد ممدوح شاهين رسب فى الاختبار لأنه لم يتعرف سوى على 8 حالات من 30 عرضت عليه
■ سؤال تجيب عنه الرقابة الإدارية خلال أيام: هل تم التلاعب فى الكنترول؟
انتظر الجميع لحظة إغلاق «الفجر»، فقد هدد رئيس جامعة الأزهر بهذا علنًا أمام الملايين فى برنامج تليفزيونى، تصور بعضهم أن الرجل يتحدث بلسان «اللواء ممدوح شاهين»، فقد كان الاختبار قويًا، أيهما ينتصر دولة الحق والعدل أم الاستقواء والفساد؟
انتصر الحق ورسب ابن اللواء ممدوح شاهين فى اختبارات الماجستير، رسب لأنه لم يتعرف إلا على 8 حالات فقط من 30 عرضوا عليه، رسب بعد أن قال عنه توفيق نور الدين نائب رئيس الجامعة أنه عبقرى.. ثم تراجع وقال نحن محايدون.
لم يعرف الحياد إلا بعدما نشرنا الحقيقة.. لم تنته القضية عند الرسوب، فهناك أسئلة تنتظر الإجابة.. هل تم فتح الكنترول وجرى التلاعب فى النتيجة التحريرية لصالح محمد ممدوح شاهين؟ هذا السؤال ربما تجيب عنه الرقابة الإدارية خلال الأيام القادمة.
يحتاج رئيس جامعة الأزهر «فضيلة» الدكتور عبد الحى عزب إلى كشف طبى عاجل لتحديد مدى صلاحيته على اتخاذ القرارات وإصدار التصريحات.
فى 20 نوفمبر 2014 اعتمد مذكرة تحقيق قانونية مستندة إلى تقرير للرقابة الإدارية وأوقف عن العمل خمسة مسئولين كبار فى مستشفى الزهراء الجامعى على رأسهم مدير عام الشئون المالية والإدارية ألفت عبد الجواد وبعد 18 يوماً فقط أعادها إلى عملها.
وفى 11 ديسمبر 2014 أصدر قرارا بندب الدكتور سيد سعيد قدح وهو مجرد أستاذ مساعد بقسم الأنف والأذن والحنجرة مديرا عاما لمستشفى الزهراء لمدة عام اعتبارا من تاريخ صدور القرار دون أن يدرك صاحب الفضيلة رئيس الجامعة أن الدكتور سيد قدح يدير المستشفى قبل قراره.. ويوصف فى الأوراق الرسمية بمدير عام المستشفى قبل أن يحمل اللقب رسميا.
فى محضر لجنة شئون العاملين المجتمعة يوم 22 نوفمبر 2014 نجده باسمه وصفته بين الأعضاء.. وفى 7 ديسمبر 2014 يحدد تكليف أطباء المستشفى بصفته مدير عام المستشفى.. وفى اليوم نفسه كلف الشئون القانونية بالتعاقد مع شركة أمن ونظافة.. وقبل ذلك أصدر أكثر من قرار بندب الأطباء أو إبعادهم.
إن مدير الجامعة لا يعرف ما يجرى فى مؤسسات الجامعة.. ويحتاج إلى أن يفحص بنفسه وهو محقق سابق كل ما يعرض عليه.. ولا يكتفى بما يسمع حتى لا يتورط فيما يفعل.
فى العدد الماضى نشرنا واقعة إلغاء لجان امتحان الدكتوراه بقرار من نائب رئيس الجامعة الدكتور توفيق نور الدين بعد رسوب محمد ابن اللواء ممدوح شاهين فى الشفهى ووصف تلك اللجان بالعوار.. وتوقعنا أن يفحص رئيس الجامعة الأمر بدقة لكنه خرج منفعلا مهددا بإغلاق «الفجر».. وعندما هدأ صرح يوم السبت الماضى قائلا: «إن ابن ممدوح شاهين سيمتحن يوم الخميس التالى» دون أن يعرف أنه وقت نشر تصريحه كانت لجان الامتحان البديلة تختبر الطلاب فى المستشفى الجامعى الجديد بمدينة نصر.
إن طالب الدكتوراه فى تخصصات الطب يا رئيس جامعة الأزهر لا يمتحن فى منهج محدد وإنما يمتحن فى الخبرات التى جمعها من الأبحاث والمؤتمرات والتجارب العملية.
وفى الطب بالذات.. ليس من السهل على طالب الدكتوراه النجاح من أول امتحان.. لابد من التأكد أنه تمكن من تخصصه.. فمصير البشر معلق بتشخيص سليم أو خاطئ منه.. ويمكن تكون أنت يا رئيس الجامعة أو أحد أفراد عائلتك ضحية لطبيب حصل على شهادته دون وجه حق.
مثلا.. فى امتحان الدكتوراه قسم الباطنة بطب الأزهر تقدم 40 طالبا ولم ينجح أحد.. وفى قسم الأطفال تقدم 30 طالبا ولم ينجح سوى طالب واحد.
وفى قسم الأشعة تقدم 36 طالبا.. نجح منهم 13 طالبا ورسب الباقى.. وهو أمر طبيعى.. لكن.. نائب رئيس الجامعة والطبيب المتخصص فى التخدير الدكتور توفيق نور الدين لم تعجبه النتيجة.. وشكك فى هيئة لجان الممتحنين وشكل هيئة أخرى.. فى سابقة تثير الدهشة إن لم تثر الريبة.
هيئة الممتحنين شكلت من أربع لجان.. فى ثلاث منها أربعة أساتذة.. وفى الرابعة ثلاثة أساتذة.. بجملة 15 أستاذا.. منهم اثنان من كلية طب قصر العينى وواحد من معهد الأورام.. لكن.. كل هؤلاء لم يقنعوا نائب رئيس الجامعة وشكك فى ذمتهم العملية وألغى نتائجهم ووصف لجانهم بالعوار.
يوم 28 يناير تسلم مكتب رئيس الجامعة الدكتور عبد الحى عزب مذكرة موقع عليها تسعة من الأساتذة الممتحنين منهم الدكتور محمد فاروق والدكتور إمام محمد عبد الغنى والدكتورة بهيرة محمد فتح الله بدران والدكتورة عائشة رمضان محمد والدكتور محمد على عبود والدكتور محمد فؤاد عبد المعطى والدكتور جودة محمد خليفة والدكتور على عبد الهادى السيد والدكتور مصطفى فاضل شفيق.. لخصوا فيها ماحدث قائلين:
إن «الطلبة اجتازوا الامتحانات الشفهية أمام جميع اللجان الأربع على يومين وامتحن كل طالب أمام جميع الأساتذة بلا استثناء».
«لم تحدث مشكلة فى إجراءات الامتحانات ولم يعترض أى من الأساتذة أثناء الامتحانات أو حال رصد الدرجات العلنية أمام جميع الأساتذة وقوبلت النتيجة بالرضا الكامل بين جميع الأطراف المشاركة».
«ولكن.. فوجئ جميع الأساتذة بأن الأستاذ الدكتور أحمد مصطفى عوف رئيس قسم أشعة طب بنين الأزهر يرفض التوقيع على النتيجة النهائية، رغم أن سيادته قد شارك فى جميع أيام الامتحانات وقام بالتوقيع على اللجان المشارك فيها ولم يبد أى اعتراض أو ملاحظات حتى نهاية الامتحانات والجلسة الختامية لرصد الدرجات».
«وبناء على ذلك قام أعضاء اللجنة بالتوقيع على ما اتفق عليه بالنتيجة النهائية بالإجماع وسلمت النتيجة للكنترول المركزى».
وقد تمت إجراءات الامتحانات «بنفس المعايير والنظم المتبعة فى الأدوار السابقة والتى اشترك فيها الأستاذ الدكتور أحمد مصطفى عوف دون اعتراض كما أنها تطابق معايير أقسام الكلية المختلفة من حيث عدد الأساتذة المشاركين فى الامتحانات».
«ومما يدل على شفافية والتزام اللجنة فى التقييم أن جميع المدرسين المساعدين بالقسم والذين يجتازون الامتحان لأول مرة لم يحالفهم الحظ بالنجاح فى هذا الدور ومنهم ابن أستاذ بالقسم يعمل معنا ولم يلق أى نوع من التمييز.. وكانت النتيجة أن معظم الناجحين (ثلث عدد المتقدمين) من خارج الجامعة».
وأعلن الموقعون على المذكرة تمسكهم بنتيجة الامتحانات المتفق عليها رغم رفض الدكتور أحمد مصطفى عوف التوقيع عليها.
أكثر من ذلك هدد أعضاء هيئة الامتحانات باللجوء إلى القضاء لو لم يتم إقرار نتيجتهم ورفض نتيجة هيئة الامتحانات الجديدة التى شكلت بدعم من نائب رئيس الجامعة توفيق نور الدين بعد أن وصف هيئتهم بالعوار، لكن الهيئة الجديدة انتصرت للحق وأقرت نتيجتهم.
أما سر ذلك الانقلاب فى احترام قرارات اللجان العملية العليا فهو أنها لم تجد فى محمد ابن اللواء ممدوح شاهين ما يؤهله للنجاح فى الامتحانات.. بعض الممتحنين سألوا هل يستطيع أن يعرف الفرق بين صورة أشعة جمجمة وصورة أشعة ثدى؟!
وقد نشرنا فى العدد الماضى ملخصا للمشكلة وتصورنا أن الأزهر بما له من مكانة دينية سامية سيرفض التورط فيها.. وسيسارع رئيس الجامعة بالتحقيق الفورى فيما نشر.. خاصة أنه رجل قانون.. سبق أن خدم فى سلك النيابة قبل أن يحصل على الدكتوراه.. لكنه.. ترك الدفة فى يد نائب رئيس الجامعة ليسيرها فى الاتجاه الخاطئ.
ولو كان نائب رئيس الجامعة يتصور أنه بما يفعل يجامل اللواء ممدوح شاهين، فإننا لا نتصور أن اللواء ممدوح شاهين سيقبل ذلك.. لن يقبل أن يكون ابنه غير مؤهل لعلاج مرضاه.. وربما تسبب عدم تأهيله فى خطأ يدفع ثمنه من سمعته قبل أن يدفع المريض ثمنه من صحته.
ولو كان الدكتور نور الدين واثقا من براعة محمد ممدوح شاهين فليقسم بكتاب الله أنه مستعد أن يترك فردا فى عائلته للتشخيص بين يديه.
الأمر يحتاج تحقيقا من خارج الجامعة حتى يحافظ الأزهر على سمعته.
لكن.. ما أثار استياءنا هو اتهام الأساتذة المحتجين بأنهم «إخوان».. والتهديد بفبركة قضية أمن دولة لهم.. كلام مكتوب بحروف من العار.
إن مصر لن تتغير إلا بتغيرنا.. ولن تنجو إلا بضمائرنا.. ولن تتقدم إلا إذا انكسر غرورنا.. ولو كانت هذه القواعد مطلوبة قيراطا فى مؤسسات الدولة المختلفة فإنها مطلوبة مائة قيراط فى مؤسسة الأزهر الذى يوصف دائما بلقب «الشريف».