المستشار أشرف العشماوى : شباب الثورة لم يتلقوا أى تمويل خارجى.. ورصدنا 6 مليارات فى حساب الإخوان والسلفيين

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

قال إن مشروع «مكتبة الأسرة» لم يكن مشروعا ثقافيا.. والفرانكو آراب «قلة أدب»

■ النسخ المزورة تهدد صناعة النشر والدولة مسئولة عن ذلك.. وأحمد مجاهد «الرجل المناسب فى المكان المناسب» وينقصه الإمكانيات

بدأ الكتابة منذ عام 1995 وبقيت كل كتاباته حبيسة الأدارج حتى اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعن ذلك يقول: "ثورة يناير جعلتنى أتخذ قرارى بنشر ثلاث روايات خلال عامى ٢٠١١ و٢٠١٢ وهما "زمن الضباع وتوبة والبار مان"، وفى منتصف ٢٠١٢ بدأت فى ترددى على دار الوثائق المصرية بينما كنت أنهى روايتى التى نشرت فى منتصف ٢٠١٣ "المرشد" وخلال هذه الفترة حصلت على مجموعة كبيرة من الرسائل التى أرسلها " القناصل الإنجليز " إلى بلادهم تحوى أوضاع مصر عقب جلاء الاحتلال الإنجليزى وتحديدا منذ عام ١٨٠٠ حتى عام ١٨٠٥ حين تولى "محمد على" حكم مصر.

وأضاف: إن الرسائل تحوى تفاصيل مثيرة عن حالة الفوضى والفتنة التى شهدتها مصر خلال هذه الفترة المهمة والتى أغفلتها من قبل وزارة التربية والتعليم فاقتصر الأمر على وضع أحداث الحملة الفرنسية داخل كتب التاريخ بينما الفترة التى سبقت تولى "محمد على" مقاليد الحكم تم إغفالها، مما جعلنى أقوم بجمع الكتب والمراجع الأجنبية التى حررها المستشرقون الأجانب حول هذه الفترة، وترددت على دار المحفوظات بمنطقة القلعة وحصلت على خرائط " القلعة " منذ إنشائها وحتى الآن، ومنذ بداية عام ٢٠١٢ وحتى منتصف ٢٠١٤ انتهيت من كتابة روايتى الأخيرة " كلاب الراعى " والتى صدرت هذا العام بمعرض الكتاب وكنت حريصا على التزود بكل المعلومات حول هذه الفترة التى تتشابه كثيرا مع ما يجرى من أحداث راهنة.

هل حاولت أن تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه من خلال روايتك الأخيرة ؟، السؤال لنا، أما الإجابة فعلى لسان العشماوى: "نعم.. وكنت حريصا أن أترك القارئ يكتشف ذلك بنفسه من خلال شخصيات الرواية، دونما المساس بحق القارئ فى المتعة والتسلية ومشاركتى الخيال فى حالة عدم إدراكه للإسقاط السياسى داخل الرواية، وهناك تعاقد"بينى وبين "وكالة أدبية" تتيح للدار المصرية اللبنانية حق التعاقد مع شركات الإنتاج بشأن الحصول على حقوق الملكية الفكرية وتحويل بعض الروايات لأعمال أدبية، ونتيجة لثقتى بالناشر محمد رشاد صاحب دار النشر المصرية اللبنانية كونه رجلا مثقفا ولديه خبرة طويلة بمجال النشر فى الوقت الذى انتشرت ظاهرة الناشر "المقاول" الذى يسعى خلف الربح المادى فقط هناك من يسعى لنشر أعمال لمشاهير بدون التأكد من جودة هذه الأعمال، ولهذا أحرص على استمرار نشر أعمالى بالدار المصرية اللبنانية التى تنتقى أعمالها بعناية وحرفية شديدة.

وعن كتابه "سرقات مشروعة " ذكر أنه انتدب بالهيئة العامة للآثار المصرية لمدة ثمانى سنوات انتهت عام ٢٠١١، تولى حينها ملف استرداد الآثار المصرية المنهوبة والتفاوض لاسترجاعها، عبر دراسة مفصلة للقوانين المصرية التى تنظم هذا الأمر، وعقب تركه للعمل بهيئة الآثار، أصدر كتابه الذى يحوى أسرار سرقة الآثار المصرية، وكيف أن بعضها خرج من مصر بطريقة مشروعة عبر "الهدايا الشخصية" و"القانون الذى أتاح للبعثات الأجنبية اقتسام الآثار المكتشفة عبر البعثة " وهناك ٥٧٠٠ قطعة تم استرجاعها عن طريق التفاوض القانونى، بينما هناك قطع نادرة مازالت خارج مصر ويتم عرضها علانية مثل "رأس نفرتيتى" المعروضة ببرلين والتى حصلت عليها بطريقة مشروعة وقتها، ولهذا لن نستطيع استرجاعها، رغم انتهاء العمل بهذه القوانين منذ عام ١٩٨٣.

وعن اعتذاره فى مارس ٢٠١٣ عن متابعة ما عرف وقتها بقضية "التمويل الأجنبى" يقول قضيت سبعة شهور متصلة أقوم بجمع الوثائق والمعلومات حول هذه القضية وقدمت للنائب العام وقتها ما يثبت إدانة " عدد من المنظمات الأمريكية والأحزاب الدينية بتلقى أموال "تمويل" غير مشروع وحين تم الإفراج عن المتهمين "الأمريكان" قدمت اعتذارا رسميا عن الاستمرار فى متابعة القضية ولا أعلم من تولى متابعة القضية عقب اعتذارى عنها، وكل ما يدور فى وسائل الإعلام وتوجيه الاتهامات لبعض الشخصيات من "شباب الثورة أو النشطاء" غير حقيقى فلم تحو أوراق القضية أى اتهامات لأشخاص مصريين بخلاف الأحزاب الدينية وهى "النور والفضيلة والحرية والعدالة والأصالة" وبالفعل حصلت هذه الأحزاب الدينية "الإخوان والسلفيين" على أموال ضخمة سهلت لهم السيطرة على الانتخابات البرلمانية تمهيدا للسيطرة على حكم مصر.

وعن زيارته هذا العام لمعرض الكتاب يقول اعتدت على زيارة معرض الكتاب منذ طفولتى، ومازلت حتى الآن أحرص على زيارة "سور الأزبكية" لاقتناء الكتب وهناك تطور كبير هذا العام به حيث تعرض الكتب بأسعار زهيدة، ومتفائل بالإقبال على زيارة المعرض من قبل الشباب خاصة، ولكن يبقى التنظيم الجيد غائبا، ورغم ثقتى الكبيرة فى شخص الدكتور أحمد مجاهد الذى أرى أنه "الرجل المناسب فى المكان المناسب" مازال معرض الكتاب المصرى بحاجة إلى راع رسمى يتولى الإنفاق على تنظيم المعرض بالشكل الذى نراه فى معارض العالم، لكن الهيئة العامة للكتاب "معندهاش فلوس".

بينما يؤكد قلقه الدائم من اتساع ظاهرة "النسخ المزورة" التى تهدد صناعة النشر مطالبا الدولة بالتصدى لهذه "السرقة العلانية "التى سبق لها" تدمير صناعة السينما " وغلق دار النشر التى يثبت قيامها بالتزوير والاتجاه لعمل أكشاك بيع الكتب بالشوارع والميادين بدلا "للفرشة" ومناداة رجال الأعمال بالمشاركة فى ذلك وتوفير أكشاك مرخصة بكل ميادين مصر.

ونفى العشماوى صفة "الثقافة" عن مشروع "مكتبة الأسرة" كونه يعتمد على فكرة طباعة الكتب دون فرز حقيقى وتقديمها بسعر معقول بينما الأساس فى الثقافة "ماذا تقرأ".

ومرجعا ظاهرة نجاح "الأطباء والقضاة" فى الكتابة الأدبية، كون هاتين المهنتين الأكثر قربا للاحتكاك بالموطن وكاشفة "للإنسانية" لدى فئات المجتمع المختلفة، وفى نفس الوقت أكد العشماوى تفاؤله بالوضع الحالى للبلاد رغم ما يراه من بطء أحيانا، بعد فقدانه للثقة خلال فترة حكم "الإخوان" لعدم قناعته التى خلفتها قراءته الواسعة للتاريخ المصرى بقدرة أى تيار دينى على الحكم.

وفى نهاية حديثه طالب العشماوى التوقف عن ممارسة ما يسمى "بالفرانكو آراب" واصفا ذلك بـ "قلة أدب" وإهانة للغة العربية.