"بن نايف" يذكر الدوحة بالتزامها باتفاق المصالحة الخليجية

عربي ودولي

بوابة الفجر



وصل ولي ولي عهد السعودية ووزير داخليتها الأمير محمد بن نايف إلى الدوحة الثلاثاء في زيارة إلى قطر يقول مراقبون إنها تهدف اساسا لتذكيرها بالالتزام باتفاق المصالحة الخليجية لا سيما بعدما لاحظته دول مجلس التعاون وخاصة السعودية من تطورات على الساحة القطرية يبدو انها تشكل توجها قطريا للتنصل من الاتفاق الذي رعته الرياض بإشراف مباشر من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن الأمير محمد بن نايف التقى أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني وبحث معه "الأوضاع الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات اهتمام مشترك"، لكن مصادر خليجية قالت إن الرياض منزعجة من عودة الدوحة للتحريض ضد مصر ورئيسها وبالتالي الإخلال بأحد أهم بنود اتفاق الرياض للمصالحة الخليجية، ومن هناك جاءت الزيارة للفت انتباهها إلى أن الحرص الخليجي على أمن مصر مايزال أولوية مطلقة للسعودية ولدول الخليج.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجيّ أعلنت في ختام الاجتماع الاستثنائيّ الذي عقد في المملكة العربيّة السعوديّة في 16 نوفمبر 2014، انتهاء الخلاف الخليجىّ مع قطر، وفقا لشروط محددة وواضحة.

وقرّرت إعادة سفراء السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين إلى الدوحة، بعد تعهّد قطر عدم التدخّل فى شؤون الدول الأعضاء ووقف الانتقادات الإعلاميّة التي ظلت وسائل الإعلام القطريّة تمارسها دعما للإخوان المسلمين خلال حكمهم وحتى بعد فشلهم في هذا الاختبار وسقوطهم المدوي بنفس السرعة التي وصلوا بها الى السلطة في مصر وفي غيرها من الدول التي شهدت انتفاضات ما كان يعرف بـ"الربيع العربي".

وتقول الجهات الخليجية والمصرية الغاضبة من ازدواجية الخطاب القطري أن هذا التوجه الإعلامي الذي تقوده قناة الجزيرة يظل تعبيرا واضحا عن موقف رسمي قطري، يغرد خارج سرب الإجماع الخليجي والعربي ويشق صفوفه، رغم أن السلطات القطرية تسعى للتخارج عنه والادعاء بأن الإعلام في بلادها حرّ.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد تعهد شخصيا خلال الاجتماع بوقف حملات "الجزيرة" المسيئة لدول الخليج ولمصر.

كما أكدت الدوحة أنها امرت القرضاوي بالصمت ملتمسة من الخليجيين تفهم موقفها بعد طرده من البلاد مقابل تعهدها بعدو عودته لتصريحاته المسيئة ضد الدول الخليجية او ضد بلده الأصلي مصر.

ولكن الايام الأخيرة شهدت عودة مؤسسات اعلامية قطرية او محسوبة على قطر إلى شن الهجمات الاعلامية على مصر ورئيسها.

وعادت قناة الجزيرة القطرية الى تناول الشأن المصري بطريقة تصعيدية وإلى إبراز تأييدها للأخوان، كما أن زعيم التنظيم العالمي للأخوان يوسف القرضاوي عاد الى توجيه انتقاداته لبلده الأصلي مصر.

ويقول مراقبون إن هذا التصعيد تركز اساسا في الفترة التي أعقبت وفاة العاهل السعودي الملك الراحل عبدالله، وكأن الدوحة تريد أن تقول إنها أوقفت التزامها الخليجي بوفاة راعيه الاول وأنها صارت اليوم في حلّ من الاتفاق الذي كان الملك عبدالله حريصا على إتمامه بما يراعي مصالح الجميع وفي سياق التهدئة الشاملة لحرب إعلامية تؤججه الدوحة وترفض فيها الاعتراف بما اعترف به العالم كله وأجمع عليه وهو ان التغيير في مصر قد حصل وان حكم الإخوان مرحلة لن تعود لا سيما مع نجاح مصر في إعادة بناء منظومتها السياسية بنجاح وعلى مراحل.

وقال محللون إن الزيارة تهدف أيضا إلى تأكيد الموقف السعودي خصوصا والخليجي عموما بالالتزام في دفع الاستقرار في مصر ودعمها اقتصاديا وسياسيا.

ولذلك فإن الأمير محمد بن نايف يسعى لتذكير الدوحة بأنها ملزمة بعدم التشويش على هذا التوجه الخليجي لدعم مصر وبالانخراط فيه إن لزم الأمر، لأنه توجه يشكل هدفا حيويا في استراتيجية خليجية متكاملة تضع مصر في عمق مخططاتها لإحداث التوازن الأمني في المنطقة، الذي اختل في السنوات الأخيرة لفائدة ايران بشكل كبير.