سياسيون: زيارة "بوتين" للقاهرة تاريخية والخاسر الوحيد "أوباما"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



نافعة: نجاح الزيارة يتوقف على قراءة "السيسي" للمصالح المشتركة بين البلدين

الشوباشي: روسيا تريد أن تخلصنا من التبعية الأمريكية

عز العرب: خطوة استراتيجية للبلدين في مواجهة العدو الأمريكي

محي الدين: خطوة جادة لإعادة التعاون بين البلدين وتوازن القوى بالشرق الأوسط

قدري: "السيسي" لم يستبدل أمريكا بـ"روسيا"


تعتبر الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الساعات القادمة، الأولى من نوعها منذ سقوط مبارك، حيث كانت آخر زيارة له في عام 2005.

ويتطلع الجانب المصري من خلال هذه الزيارة إلى جذب المزيد من الاستثمارات وتوقيع عدد من  الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية، لمساعدة مصر في تجاوز الأزمات التي تعاني منها منذ ثورة يناير.

وثمن سياسيون هذه الزيارة المرتقبة مؤكدين أن الإستفاده منها ستكون متبادلة بين البلدين وأن روسيا أيضاً ستستفيد من توطيد العلاقات مع مصر في موقفها ضد الإدارة الأمريكية، لافتين إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلق من هذه الزيارة ومما سيحدث خلالها.

زيارة تاريخية

وصف الدكتور حسن نافعة- أستاذ العلوم السياسية،   زيارة "بوتين" لمصر  بالتاريخية لأنها أول زيارة يقوم بها رئيس روسي بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي.

وأوضح نافعة، أن نجاح الزيارة يتوقف على قدرة النخبة الحاكمة في مصر في المرحلة الراهنة على قراءة أرضية المصالح المشتركة بين البلدين وتجنب ما هو خلافي ومحاولة تطوير ما هو مشترك مثل مكافحة الإرهاب وعودة روسيا لتصبح ثقلا موازيا للولايات المتحدة في النظام الدولي، بالإضافة إلى أن تلعب دورا أكثر نشاطا في إيجاد حلول للمشاكل العربية المزمنة مثل الصراع العربي الإسرائيلي الذي إنفردت امريكا بالتحكم فيه وبالتالي كادت تضيع الحقوق العربية تماما .

وأضاف أن روسيا على الرغم من أنها ليست الدولة الأولى في العالم من حيث التقدم التكنولوجي لكن لديها خبرات ضخمة فى المجال العسكري والنووي الفضائي ، ولذلك تستطيع أن تكسر إحتكار الغرب  لعملية نقل التكنولوجيا ومصر تحتاج إليها بشدة، متسائلاً : "هل تستطيع مصر أن تقنع بوتين بأن النظام الحالي قادم للدوام والإستقرار وأن أمامه فرص حقيقة للنجاح؟"، مشدداً أن هذا هو التحدي الكبير، وأنه لا يمكن أن تقام سياسية خارجية على رمال متحركة، مؤكداً على ضرورة تثبيت قواعد النظام السياسي في مصر، لأن النجاح في بناء نظام سياسي مستقر يؤدي إلى أن يتخذ العالم مصر على محمل الجد وسيتعامل معها بإعتبارها قوة إقليمية حقيقية تعود لممارسة دورها على الصعيد الاقليمي والدولي .

ورفض نافعة أن تصبح روسيا حليفاً وحيداً لمصر، قائلاً: "يمكن أن تكون روسيا هي الحليف الأقوى لمصر لكن نحن لا نريد حليف وحيد والنظام الدولي ليس نظاما ثنائيا ولكنه نظام يتجه نحو التعددية القطبية وعلى مصر أن تمد جسورها مع كل القوى المهمة فى النظام الدولي مع روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل" .

ولفت "نافعة" إلى  أن مهارة النخبة السياسية في تسويق رؤيتها وفي تحديد ما هو مشترك وفي إقناع الجانب الروسي أن مصر تعود من جديد ولديها الإرداة الحقيقية لممارسة دورها، مشيراً إلى أن نقطة الضعف الأساسية فى النظام المصري الحالي هو التحدي الداخلى وعدم قدرته حتى الآن على تثبيت الوضع واستئصال الإرهاب والانفتاح على القوى السياسية التي شاركت في ثورتي يناير ويونيو، وأن العالم يتردد فى التعامل مع مصر لأنه ليس مطمئنا بالكامل إلا ان تستقر مصر بالفعل، مطالباً النظام بأن يبذل جهداً لإقناع الدول الكبرى على أن مصر قد إستقرت أو في الطريق إلى الإستقرار .

التخلص من التبعية

وعبرت الكاتبة فريدة الشوباشي، عن تفائلها بزيارة الرئيس بوتين لمصر وبالتوجه الروسي لمساعدة الدول التي ترغب فى التخلص من التبعية الأمريكية ولديها إرادة أن تستقل، مشيرة إلى أن هناك سجل مشرف لروسيا في علاقاتها مع جميع الدول.

وقالت الشوباشي، أن مصر دولة كبيرة ولا يصلح أن تكون محصورة في علاقاتها مع دولة واحده مثلما كان ذلك على مدار أكثر من 40 عام، مشددة على ضرورة أن يكون لها علاقات مع كل الدول بالقدر الذي يخدم مصالحها قبل أي شيء، معبرة عن إيمانها الشديد بحديث الرئيس السيسي بأن الإرادة المصرية لن تعلوا عليها أي إرادة أخرى.

وأضافت أن سياسة مصر الحالية لم ولن تتغير فلا يقبل الرئيس السيسي أن يأخذ إملاءات من روسيا مثلما كان في السابق، قائلة: "عارفين إن كنا بنعمل اللي أمريكا عايزاه ومكناش نقدر نعمل أي حاجة إلا اللي عايزاه أمريكا النهارده مصر هاتستفيد من العلاقة مع روسيا بس روسيا أيضا ها تستفيد من العلاقة مع مصر"، مؤكدة أن وجود  قواسم مشتركة بين الدول بعيد عن النفوذ والتخريب الأمريكي في العالم مفيد للطرفين.

وقالت إن هناك فارق كبير بين العلاقات مع روسيا وأمريكا، لافتة إلى أن وروسيا دولة كان لها علاقات عظيمة بمصر خاصة وأنها ساعدتها حتى وإن كانت أسلحتها ليست بنفس كفاءة الأسلحة الأمريكية، لكن الفرق كان أن أمريكا تمد العدو وروسيا تمدنا بالسلاح، مشددة على ضرورة أن يتعامل النظام حالياً على أساس ما تفيدنا به ولا يوجد أي غضاضه اننا نفيدها أيضاً.

وأوضحت الشوباشي أن العلاقات مع روسيا كانت جيده إلى أن أصبحت قيادة الدولة في يد قاده وصفتهم بـ"مش فاهمين" وأنهم كانوا ضد الدولة، مما جعل مصير مصر في يد دولة واحده، متابعة : "ولا يصح أن تتقزم مصر".

خطوة استراتيجية للبلدين

ورأى أحمد عز العرب- نائب رئيس حزب "الوفد"، أن الزيارة خطوة استراتيجية للبلدين في مواجهة ما وصفه بالعدو اللدود المشترك المسمى بالعدو الأمريكي – على حد قوله، ، مشدداً على ضرورة أن تتحالف الدول المهدده مثل روسيا ومصر والصين وكل العالم المهدد بالشر الأمريكي حتى تواجهه.

وأشار عز العرب ،إلى أن هذا التحالف قام بالفعل وهو"دول البريكس" التى طلبت مصر الانضمام لها أثناء زيارة الرئيس السيسي للصين، مؤكداً أن العملية تسير في الاتجاه الصحيح ولم تعد أمريكا إطلاقا هي المتحكم في العالم 

وشدد على ضرورة أن تعتمد الدولة المصرية على نفسها وأن لا تعتمد على أي قوى أخرى، قائلاً : "مصر لازم تعتمد على مصر أولاً، مصر القوية المتماسكة هي الحليف الذي يسعى له الكل، نحن لا نريد الاعتماد على أي طرف آخر".

وعن  رد فعل الرئيس الأمريكي على هذه الزيارة، قال عز العرب : "يروح باراك أوباما في ستين داهية هذا الباراك أوباما الذي يمثل كل الشر في العالم لا يعنينا رأيه فينا ولا في تصرفاتنا".

إعادة التعاون

فيما أكد عصام محي الدين- القائم بأعمال رئيس حزب "التحرير المصري الصوفي" أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي خطوة حقيقية جادة لإعادة التعاون المصري الروسي مرة أخرى وتوزان القوى الموجودة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الشعب المصري سعيد بهذه الزيارة .

و أشار "محي الدين" ، إلى أن التعاون المصري الروسي هو دائما أنجح من التعاون المصري الأمريكي، موضحاً أنه دائما مثمر وله أثار عميقة تظل لفترات طويلة، كما أنه من الواضح أن الخطط الموضوعة من الجانبين ستفيد الإدارة المصرية و الشعب المصري في المرحلة المقبلة .

وأضاف: "مصر على مر الزمن علاقاتها بالدول الأخرى متوازنة بالرغم من وجود بعض التوتر أو ما شبه في العلاقات المصرية الأوروبية، ولكن السياسة الأوروبية هي أذكى من أن تضعف علاقتها مع الجانب المصري، كما أن التغيير الحالي هو تغيير " نوعي " في التحالف المصري مع الدول الأوروبية وروسيا تحتاج لهذا التعاون" 

وعن تأثير هذه الزيارة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال محي الدين، إن أوباما لم يثبت حسن النية  في علاقاته مع الشرق الأوسط،  كما أن مشروع تقسيم الشرق الأوسط الجديد بالرغم من أنه مشروع خيالي إلا أن مع مرور الأيام المواقف الأمريكية تثبت بالدليل القاطع السعي وراء تنفيذ هذا المخطط ، على الرغم من ذلك فإن علاقات الشعبين علاقات تاريخية لا يوجد بها أي عداوة بمجرد أخطاء الإدارة الأمريكية .

توازن العلاقات

وأكد المستشار يحيى قدري- النائب الأول لرئيس حزب "الحركة الوطنية"، أن زيارة الرئيس بوتين لمصر سوف تأتي بترحاب شديد من الشعب لقدومه خاصة أننا لا ننسى كل ما قدمه الاتحاد السوفيتي لمصر ولا ننسى أن العلاقة بين روسيا ومصر علاقة قوية وقديمة وأن مواقف روسيا معنا في كل الأوقات كانت مواقف مشرفة.

وعبر قدري، عن تمنيه أن تسفر هذه الزيارة عن التوسع في المعاملات الاقتصادية فيما بين الطرفين وضخ الاستثمارات الروسية في المشروعات المصرية الموجوده، بالإضافة إلى التعاون في مجال الدفاع والتسليح، مؤكداً أن مصر قادرة تماماً على أن تكون العلاقات الاقتصادية والعسكرية والخارجية من أفضل ما يكون مع روسيا في هذا الوقت.

واستبعد أن يكون الرئيس السيسي يقوم باستبدال الولايات المتحده بروسيا، لافتاً أن توطيد علاقته بروسيا هو توازن للعلاقات العالمية مع المجتمع الدولي ما بين روسيا وأمريكا والصين، وأنها توازنات وليست استبدالات كما قد يتبادر في ذهن بعض الأشخاص.