العالم الآخر فى.. UIT
اقتربت من الباب بتردد، كانت تقوم بحركات لا إرادية.. خطواتها مرتبكة، وكأنها تدخل مكان السهر، لأول مرة، بحثت بأصابعها المرتعشة عن خصلات شعرها الأسود الطويل، لتخفى وجهها ونظراتها التائهة.. وكان الكعب العالى الرفيع بلونه الأحمر الصارخ، يدق على الأرض السوداء دقات صامتة، جعل بعض الأصدقاء يلمحون خطواتها الزائغة، فكانت تتجاهل بعض النظرات، بالكلام مع صديقتها الأنتيم التى تسند على يديها.. وتحاول التغلب على كسوفها المعروفة به.. وبالرغم من اختراقها للعالم الآخر عن بُعد.. إلا أن قيود زوجها العنيف بطبعه، وبشخصيته القوية التى تميزه فى عمله فى أحد المطارات المهمة فى مصر، كانت تمنعها من الاندماج فى عالمه الخاص، وبأصدقائه من نجوم المجتمع والفن، فمنذ بداية زواجهما، اقتربت من أصدقائه المقربين فى المناسبات العائلية فى المنازل أو فى الحفلات العامة. لكنها كانت بعيدة تماما عن عالم يبعد عن أفكارها وخيالها، فهى معروفة بالمرأة الجميلة الهادئة، الساذجة بأفكارها.. وهو ما كان يبحث عنه زوجها تحديدا، عند اختياره لها كزوجة وأم.
وبعد عشر سنوات من الزواج، تتمرد وتقتنع بكلام صديقتها، وهى نفس صديقة زوجها الأنتيم.. نصحتها بالخروج عن نص حياتها معه، بعد الخلافات الأخيرة التى شعرت معها بالإهانة والمعاناة، خاصة بعد شكوته لأصدقائه منها ومن زيادة وزنها المفاجئ، واضطراره للجوء لبعض العلاقات النسائية.. ما إن لجأ زوجها لأخريات، اقتنعت بكلام صديقتها، لتخرج أثناء سفره وبدون علمه، لتخترق بحريتها أماكنه المفضلة، لتفتح عيونها على عالم آخر، لا تعرفه ولم تسترح معه، فشعرت بزغللة فى عينيها، التى رفضت أن ترى تفاصيل مباحة، دائما ما كانت ترفضها، وتسمع عنها فى الأفلام الكلاسيكية. وهى تعيش دور البطلة الطيبة تماما، المغيبة عن الواقع والتى تخاف زوجها.. وبعد محاولات كثيرة من أصدقائها، فى تمردها على زوجها، ليدرك قيمتها، ووضعه أمام الأمر الواقع فى الخروج والسهر فى أماكنه المفضلة. وافقت بعد أن علمت أن هناك نجم الكرة العاشقة له، وهو « روبرت بيريز» لاعب الأرسنال الإنجليزى، وهو الذى تواجد فى المكان، أثناء زيارة لمصر الأسبوع الماضى. فهى تتابع الكرة والأفلام الأجنبية القديمة ومعارض الموضة، تماما كما يتابع زوجها الموضة على أجساد النساء.. فوجئ أصدقاء زوجها بوجودها فى المكان، لكن لم يتردد أحدهم بمغازلتها الخارجة عن حدود الأدب. وعند صدمتها المفاجئة، كانت تجرى تبحث عن صديقتها، لترى صدمة أخرى، عندما وجدتها على طرف المكان تجلس مع صديق زوجها فى وضع ساخن. حاولت صديقتها أن تتكلم معها بهدوء، لتخبرها أن تبادل المشاعر متعارف عليه، لأن المشاعر هى المسئولة عن توجيه الرغبات لأى شخص. وهو ما يجعل أى زوج أن يتقبل هذه الفكرة، وبالتالى هى تترك لزوجها حرية اتباع مشاعره. وطلبت منها أن تكون متحررة، على الأقل لإرضاء زوجها.