"أبو مرزوق" يغادر غزة لإجراء عملية قلب مفتوح بأحد مستشفيات أنقرة
يتواجد في هذه الأوقات الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس مكتب حركة حماس السياسي في مصر، بعد مغادرة مباغتة لم يعلن عنها من قبل كمرات سابقة، وذلك خلال عملية الفتح الجزئي لمعبر رفح البري في الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي.
زيارة أبو مرزوق حسب ما يؤكد مسؤول في حماس لـ “رأي اليوم” لا يتخللها أي ترتيبات لتنشيط الملفات التي تديرها مصر، وهي المصالحة الداخلية مع حركة فتح، والتهدئة مع إسرائيل، رغم أن كلا الملفين يشهدان في هذه الأوقات أزمات كبيرة، فلا الأول يسير بالطريق السلمية، ولا الثاني أنهي بشكل تام بعد انتهاء الحرب الأخيرة قبل عدة أشهر.
فالمصالحة الداخلية يعلوها خلافات جسيمة عملت حماس في غزة خلال اجتماع رأسه أبو مرزوق ودعا له باقي الفصائل على تشكيل لجنة بديلة لحكومة الوفاق لإدارة غزة، لكن الحركة فشلت لرفض المقترح من الفصائل، وذلك مع تردي الوضع والعلاقة بين فتح وحماس، وتعطل ملفات المصالحة بينهم، وكذلك التهدئة التي رعتها مصر قبل عدة أشهر في ختام حرب قامت قوات الاحتلال بتنفيذها بقسوة ضد قطاع غزة لم تشهد عقد جلسة ثانية ولا ثالثة لمناقشة باقي النقاط العالقة، سوى لقاء غير مباشر بين الوفود جرى خلاله تأجيل عقد الاجتماع لشهر، قبل أن تعلن مصر من طرفها دون مباحثات التأجيل لأجل غير مسمى ذلك قبل نحو الأربعة أشهر.
وسيخلو بذلك برنامج أبو مرزوق من بحث ملف تبادل الأسرى مع اسرائيل عن طريق مصر كما حدث في المرة السابقة.
وبالعودة إلى سفر أبو مرزوق الذي استقر بالأصل في قطاع غزة، ينوي العودة من جديد إلى غزة بعد انتهاء مهمته في مصر، والتي قد تأخذه للسفر لدولة أخرى على الأرجح ستكون تركيا، حسب ما قال المسؤول في حماس لـ “رأي اليوم” التي استفسرت منه عن الأمر.
فالرجل هدف زيارته لمصر هو العلاج من مرض ألم به، وعلى الأرجح سيخضع أبو مرزوق لعملية جراحة قلب مفتوح، بعد نصائح أطباء له في غزة، فهو قبل ذلك خضع لعملية قسطرة في مشفى خاص في مدينة غزة لتوسيع شرايين القلب، وطلب منه من أجل اتمام العلاج إجراء عملية جراحية، كون عملية القسطرة لم تكف بالغرض.
ولم تعلن حركة حماس عن الامر بشكل مفصل، حتى أن الحركة لم تذكر في بيان رسمي أن أبو مرزوق قد خرج من غزة، كذلك لم يعط المصدر المسؤول في حماس إجابات حول المكان الذي اختاره أبو مرزوق لإجراء العملية الجراحية في القلب، إن كان سيجريها في مصر أو في تركيا، التي يلجأ لها قادة حماس للعلاج، فهناك قد سبقه للعلاج كل من عماد العلمي عضو المكتب السياسي الذي خرج من غزة خلال الحرب الأخيرة التي أصيب بها، وقبله النائب الحمساوي سيد أبو مسامح.
وأبو مرزوق كان قد لجأ إلى مصر بعد ان خرج قادة حماس من سوريا، إذ أن الرجل كان الوحيد الذي اختار القاهرة للإقامة في حين ذهب باقي قادة التنظيم وعلى رأسهم زعيم حماس خالد مشعل للإقامة في العاصمة القطرية الدوحة.
وبعد آخر زيارة له إلى غزة بعد أيام قليلة من توقف الحرب الإسرائيلية، قرر الرجل البقاء في القطاع والإقامة فيه، وافتتحت حماس لأبو مرزوق مكتبا، وأوكل له إدارة العديد من الملفات، أهمها العلاقة مع الفصائل الفلسطينية والحوار مع حركة فتح والحكومة، وكذلك الحوار مع الأمم المتحدة لإعمار غزة.