لوفيجارو : هجوم رفح يعكس الفراغ الأمني في سيناء ويثير استياء اسرائيل

أخبار مصر


أوردت صحيفة لوفيجارو الفرنسية خبرًا يُفيد بأن الهجوم على معبر حدودي بين مصر واسرائيل يعكس الفراغ الأمني الذي يسود شبه جزيرة سيناء ، الأمر الذي يثير استياء اسرائيل.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الهجوم الدموي الذي شنه جهاديون مجهولين على المعابر الحدودية بين اسرائيل ومصر في شمال سيناء تسبب في اضطراب العلاقات المقعدة بالفعل بين الفاعلين الثلاثة الرئيسيين في المنطقة وهم مصر واسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.

ومن جانبها ، تؤكد اسرائيل السيناريو الكارثي بأن تصبح سيناء مكانًا ينعدم فيه القانون ويستطيع الجهاديون من مختلف أنحاء الشرق الأوسط شن هجمات من خلاله على الأراضي الاسرائيلية. وإذا كان التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة الفلسطينية في غزة لا يزال تحت السيطرة نسبياً من خلال الهجمات الانتقامية ، فإن وجود الجهاديين في سيناء يمثل ظاهرة يعد منعها أكثر صعوبة.

ويتمثل الرد على المعطيات الجديدة في بناء سياج مكهرب على طول الحدود مع مصر – الذي من المفترض أن ينتهي خلال الأسابيع المقبلة – وتعزيز القيادة الجنوبية للجيش الاسرائيلي ، وذلك عقب ثلاثين عامًا من الهدوء النسبي على الحدود بين مصر واسرائيل.

ولكن امتنعت اسرائيل عن انتقاد عدم السيطرة المصرية على شبه جزيرة سيناء ، وتأمل دون الكثير من الأمل في أن تتخذ مصر في النهاية اجراءات لاستعادة سلطتها على سيناء.

وفي مصر ، تواجه حكومة الإخوان المسلمين الجديدة أول أزمة سيادة تواجهها. ويعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل ستة عشر جندياً مصرياً اهانة لا يمكن أن يتركها الرئيس محمد مرسي تمر خوفًا من أن يضعف موقفه في مواجهة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، المجلس العسكري الذي تولى الحكم منذ سقوط مبارك واحتفظ بصلاحيات واسعة.

وكان الرئيس المصري قد وعد بأن المسئولين عن هذه الجريمة سيتم ملاحقتهم والقبض عليهم . كما يتعين على مصر إدارة الرأي العام في البلاد الذي دائمًا ما يكون على استعداد للانضمام إلى نظريات المؤامرة. فقد اتهمت جماعة الإخوان المسلمين الموساد بالوقوف وراء الهجوم. وألمح جهاز الأمن المصري إلى أن بعض منفذي الهجوم قد يكونوا قادمين من قطاع غزة عبر الأنفاق تحت الحدود.

وقد أعلنت مصر إغلاق معبر رفح الذي يربط أراضيها بغزة حتى اشعار آخر. ومن جانبها ، يجب أن تواجه حركة حماس – التي تنفي أن يكون منفذو الهجوم فلسطينيين – عودة نشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة على أراضيها ، وهو الأمر الذي قد يدخلها في مواجهة جديدة مع اسرائيل ويهدد علاقاتها الجيدة مع حكم الإخوان المسلمين في القاهرة.

وقد أغلقت حركة حماس المعابر السرية التي تتحكم في أنشطتها واتهمت اسرائيل أيضًا بالوقوف وراء الهجوم. وتوقفت في تلك الأثناء المفاوضات التي تجريها حماس منذ عدة أشهر مع السلطات المصرية الجديدة لاعادة فتح الحدود.

ويعد تأثير الهجوم مباشر بصورة أكبر على العلاقات بين مصر واسرائيل ، حيث تمثل شبه جزيرة سيناء القضية المركزية في معاهدة السلام التي وقعت عليها مصر واسرائيل في عام 1979.

وقد أصبح مصر أول بلد عربي يعترف باسرائيل مقابل عودة أراضي سيناء. ومن جانبهم ، وافق الاسرائيليون للمرة الأولى على تسليم أراضي استولت عليها من بلد عربي مقابل نزع السلاح في سيناء. ويعرض التدهور السريع في الوضع الأمني في سيناء أمن اسرائيل والسيادة المصرية للخطر ويهدد ما تبقى من الحرب الباردة الحالية بين البلدين.