أحمد فايق يكتب : قلش سماوى .. حار جاف خليجى صيفا «فشيخ» ناشف شتاء
كاتب هذه السطور من مواليد الثمانينيات، آخر جيل تربى على كل شىء، آخر جيل قام بتحية العلم فى طابور المدرسة، آخر جيل لعب السلم والثعبان وميكانو، آخر جيل شاهد بقلظ وماما نجوى وبانوراما فرنسية ونادى السينما وتاكسى السهرة وعالم الحيوان وعالم البحار والعلم والإيمان، آخر جيل عرف "الأتارى" وارتبط بالكتب والصحافة الورقية ذات الرائحة العميقة، آخر جيل قرأ روزاليوسف فى مجدها، وتربى على يد كتاب الشباب احمد رجب ومحمود السعدنى وعبدالوهاب مطاوع وإسعاد يونس، آخر جيل تربى على البطل المصرى أدهم صبرى والمقدم نور وسلوى ومزة الموساد الإسرائيلى سونيا جراهام، لكننا أيضا أول جيل ضحكوا عليه وعلموه أن الطقس فى مصر حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء.
وحتى الآن مازال الطلبة يتعلمون فى كتب الجغرافيا هذا الكلام، كاتب هذه السطور من مواليد الثمانينيات ورغم ذلك لم أذق طعم المطر فى مصر منذ ثلاثين عاما أكثر من 40 مرة، ولم أعرف الدفء فى الشتاء منذ عشر سنوات، ولم أر حرارة معتدلة فى الصيف منذ 5 سنوات، فالطقس فى مصر أصبح حار نار خليجى صيفا "فشيخ" ناشف شتاء.
هل تعرف لماذا لم تتغير المناهج؟
لأن هناك عشرات اللجان فى وزارة التعليم عليها أن تجتمع، ثم تخاطب هيئة الأرصاد الجوية كى تعقد عشرات اللجان وتوافق على تغيير تقييم الطقس، وبالطبع هذه اللجان لن تنعقد، وسيظل الطقس فى مصر حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء، وبالتالى لن تنعقد لجان لوضع مواصفات للمبانى والعزل الحرارى مثلما يحدث فى كل بلاد العالم، وستخسر مصر مليارات الدولارات لأن اللجان لم ولن تنعقد.
كاتب هذه السطور من مواليد الثمانينيات الذى يجد نفسه وهموم جيله ووطنه فى كتابات عمد كتاب الثمانينيات الساخرين مثل محمد عبدالرحمن ومحمد المعتصم وقبلهما العميد عمر طاهر، محمد عبدالرحمن أصبح له مذاق يوازى طعم فنجان القهوة الصباحى، حينما تفتح صفحتك على الفيس بوك لتستمتع بـ"قلشه" المباشر، "قلش" يحمل آلاف المعانى لعلهم يفهمون، نرحب بك كاتبا على صفحات «الفجر» وحكايات القاهرة الساخرة .