بالصور..مباحثات "السيسي" ورئيس وزراء اليابان
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، شينزو آبى، رئيس وزراء اليابان، وبرفقته وفد من المسئولين اليابانيين، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب برئيس الوزراء الياباني في زيارته الثانية لمصر، وكذا بالوفد المرافق، مؤكداً اعتزاز الشعب المصري بالعلاقات التاريخية مع شعب اليابان الصديق، حيث ينظر المصريون للتجربة اليابانية بإعجاب وتقدير.
كما وجه التهنئة لرئيس الوزراء على فوز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت في الشهر الماضي، وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب أيضاً عن تقدير مصر للدعم الياباني على مدار العقود الماضية، وعن تطلعنا لانطلاقة جديدة في علاقات التعاون بين البلدين، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي، حيث تشهد مصر مرحلة البناء واستكمال مؤسساتها من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في 21 مارس المقبل، تحقيقاً لتطلعات الشعب المصري نحو الديمقراطية والاستقرار والعدالة والتنمية.
كما وجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء "آبى" لمشاركة يابانية واسعة في المؤتمر الاقتصادي المُقرر عقده في شرم الشيخ في مارس المقبل، وكذا لقيادات وممثلي مجتمع الأعمال الياباني، وذلك فى ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التى سيتيحها المؤتمر، والجهود التى تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وانخراطها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، معرباً عن التطلع لمشاركة الشركات اليابانية فيها. ونوه سيادته لأهمية مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمختلف قطاعات الاقتصاد المصري وفي إطار شراكة تنموية، تُسهم فيها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا). وأعرب السيد الرئيس عن التطلع لعودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر، لاسيما في ظل حالة الاستقرار الراهنة في مصر، لما يحققه ذلك من قيمة مُضافة للاقتصاد الوطني، وتعميق للتواصل بين الشعبين الصديقين.
وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس وزراء اليابان قد أعرب بدوره عن اعتزازه بالعلاقات التي تجمع بين البلدين، مشيراً إلى أن مصر هي أول دولة يقوم بزيارتها عقب فوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأعرب عن تطلع اليابان لتعزيز العلاقات مع مصر وفتح صفحة جديدة تشمل مواصلة الدعم المُوجه إلى مصر في العديد من المجالات لاسيما في الكهرباء والطاقة والتعليم والصحة، وتوسيع وامتداد هذا التعاون إلى مجالات أخرى جديدة تساهم في دعم العملية التنموية التي تشهدها مصر. وأشار إلى أن إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين البلدين سيؤدى إلى تنشيط السياحة اليابانية إلى مصر. كما أبدى رئيس الوزراء "آبى" اهتمام الجانب الياباني بالمشاركة فى المشروعات القومية في مصر، لاسيما مشروع تنمية محور قناة السويس، بما يدعم العلاقات الثنائية، مشيراً الى قيام حكومته بتشجيع الشركات اليابانية على المشاركة بفعالية فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيُعقد في مارس المقبل.
وأعرب رئيس الوزراء "آبى" عن تقديره للخطوات التي تتخذها مصر من أجل استكمال العملية الديمقراطية وفقاً لخارطة الطريق، مبرزاً سعادته باستعادة مصر لاستقرارها، وبما ينعكس على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقوم مصر بدور محوري فيها.
وأكد مساندة بلاده للجهود التي تبذلها مصر في سبيل محاربة الإرهاب، مُشيداً بتوجهات السيد الرئيس الرامية لمحاربة الفكر المتطرف ومكافحة ظاهرة الإرهاب، فضلاً عن حرص سيادته على التعايش السلمي واستقلال القضاء. كما وجه رئيس الوزراء الياباني الدعوة للسيد الرئيس لزيارة اليابان من أجل مواصلة التشاور وتعزيز العلاقات الثنائية، حيث أعلن الرئيس قبوله هذه الدعوة، كما أعرب رئيس الوزراء كذلك عن تطلع بلاده إلى مشاركة مصر في المؤتمر العالمي الثالث للحد من الكوارث والذي ستستضيفه اليابان في مارس 2015.
من ناحية أخرى، تضمنت المباحثات بين السيد الرئيس ورئيس وزراء اليابان استعراض الوضع الدولي والإقليمي، حيث تم تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية، فضلاً عن الجهود المبذولة على المستوى الدولي في سبيل منع الانتشار النووي. وقد تناول السيد الرئيس الاتصالات التي تقوم بها مصر من أجل تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي قدماً في العملية السلمية من أجل التوصل لتسوية تقوم على حل الدولتين، وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل. وقد أعرب رئيس وزراء اليابان عن تقديره للدور المصري في تحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مبدياً دعم بلاده للجهود المصرية المبذولة مع كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذا الصدد.
وجرى التطرق أيضاً إلى مناقشة انتشار ظاهرة الإرهاب، حيث توافقت الرؤى حول أهمية تنسيق جهود المجتمع الدولي لمُكافحة هذه الظاهرة البغيضة بمختلف أشكالها، وعدم التركيز على محاربة تنظيم بعينه، خاصةً في ضوء اشتراك التنظيمات الإرهابية في خلفية فكرية واحدة، وعدم اقتصار التعامل مع الإرهاب على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب، حيث ينبغي الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر. وقد قدم رئيس الوزراء "آبى" عرضاً للسياسة الأمنية لليابان الرامية إلى المساهمة الإيجابية في السلام العالمي.
وأضاف السفير علاء يوسف أنه في أعقاب المباحثات الموسعة بين الرئيس ورئيس وزراء اليابان، تم عقد لقاء مع رؤساء مجالس إدارات وممثلي كبرى الشركات اليابانية المرافقين لرئيس الوزراء، في حضور مجلس الأعمال المصري-الياباني، حيث تم عرض نماذج ناجحة للتعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات، وأعرب ممثلو الشركات اليابانية عن تطلعهم لتعزيز التعاون مع مصر وزيادة الاستثمارات اليابانية فيها خلال المرحلة المقبلة، وذلك في ضوء الفرص العديدة الواعدة والمتاحة للاستثمار في مصر، والجهود التى تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.
وعقب اللقاء أقام السيد الرئيس مأدبة غداء على شرف رئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق لسيادته.