الأسباب التي جعلت تركيا تضيع فرصة القبض على "مطلوبة" فرنسا الأولى

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشفت أجهزة الاستخبارات التركية، الثلاثاء، أنها كانت بصدد البحث عن حياة بومدين، المرأة التي تتصدر لائحة المطلوبين في فرنسا للاشتباه بضلوعها في هجمات باريس الأخيرة، يومين قبل تنفيذ تلك الهجمات من قبل زوجها كوليبالي الفرنسي من أصل سينغالي والأخوين كواشي.
وتفيد المعلومات التي نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن قوة أمنية تركية داهمت فندقا من فئة الأربع نجوم يدعى "بادي" في اسطنبول، بحثا عن حياة بومدين في 5 يناير الجاري، أي قبل الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية بيومين، غير أن المشتبه بها كانت قد غادرت الفندق متجهة إلى الحدود السورية التركية.
وبذلك تكون أجهزة الأمن التركية قد أضاعت فرصة ثمينة للقبض على بومدين البالغة من العمر 26، وبالتالي الحيلولة ربما دون وقوع الهجمات، باعتبار أنها قد تكون العقل المدبر لتلك العمليات الدامية التي ضربت فرنسا، بحسب ما ترجحه أجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وقد سبق لفرنسا أن أكدت تلقيها تحذيرات من دول أخرى حول احتمال تعرضها لهجوم إرهابي، كان من ضمنها أجهزة الاستخبارات الجزائرية التي أخبرت السلطات الفرنسية قبل يوم واحد من تنفيذ الهجمات بأنها تتوقع تعرض مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة لاعتداء إرهابي في اليوم التالي.
تركيا زودت فرنسا بمعلومات عن بومدين قبل الهجوم
ووصلت بومدين إلى مطار صبيحة في الجزء الآسيوي من مدينة اسطنبول في 2 يناير الجاري، ثم مكثت في فندق من فئة 4 نجوم في منطقة "كاديكوي"، الذي غادرته بعدها إلى مدينة شانلي أورفة الحدودية مع سوريا التي وصلت إليها في 4 يناير.
وقال مالك الفندق الإسطنبولي الذي حلت به بومدين لصحيفة ديلي ميل، إن "قوات الأمن التركية قامت باستجواب جميع العاملين في الفندق، كما طالبت بتسليمها شرائط الفيديو التي التقطتها كاميرات منذ شهر".
وأشار إلى أنه "لم ينشر أنباء عن عملية المداهمة تلك إلا عندما قررت السلطات التركية الكشف عن تواجد بومدين في تركيا قبل ذهابها إلى سوريا".
وقالت السلطات التركية إنها قدمت إلى فرنسا معلومات حول حياة بومدين حتى قبل أن تطلب منها ذلك.
حياة عاشت طفولة عادية
ومما تم الكشف عنه بخصوص المطلوبة رقم واحد في فرنسا أن أسرة مسلمة قامت برعايتها لمدة 8 سنوات، بعد وفاة والدتها وعدم مقدرة والدها على تحمل عبء تربيتها. وعاشت معهم في بيت متواضع يقع في إحدى ضواحي باريس الفقيرة منذ أن كان عمرها 8 إلى أن بلغت 17.
وقالت تلك العائلة إنها حاولت إقناع حياة بعدم الزواج من كوليبالي الذي اعتنق الإسلام عندما كان سجينا، وقضى في هجمات باريس الأخيرة بعد قتله شرطية واحتجازه رهائن في متجر يهودي، غير أنها تمسكت بقرارها لارتباطها الشديد به.
وأشارت العائلة إلى أن "حياة عاشت طفولة عادية وكانت مثل أقرانها، تستمتع بأوقات العطلات والنزهات، لكنها قطعت علاقتها بهم بعد زواجها من المتطرف كوليبالي".
وذكر الزوجان اللذان قاما برعاية حياة وهي طفلة أن "آخر اتصال لها معهم كان في أكتوبر المنصرم عندما هنأتهم بأداء فريضة الحج".
ويشتبه في أن حياة قدمت المساعدة لمنفذي هجمات باريس، حيث تشير الأنباء إلى التحاقها حاليا بمقاتلي تنظيم داعش المتطرف في سوريا بعد أن عبرت إليها من تركيا.
ويعتقد أن كره زوجها كوليبالي لرجال الشرطة ربما يرتبط بحادثة مقتل صديقه المقرب في العام 2000 برصاص رجال الشرطة، عند محاولته سرقة دراجات نارية من مرآب في ضاحية "غرينيي" الباريسية.
نقلا عن العربية.نت