البلاغة البصرية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تساعد الطلاب على فهم التاريخ والثقافة المصرية

الاقتصاد


تقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة هذا الصيف مادة دراسية جديدة في البلاغة والتعبير تتيح للطلاب فرصة التعرف على الثقافة والتاريخ من خلال مجموعات الصور الموجودة في مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة، فضلاً عن قواعد بيانات بصرية منتقاه بما فيها من إعلانات وملصقات وأعمال فنية استشراقية. تهدف مادة تفسير الثقافة البصرية: بلاغة الصورة، إلى إشراك الطلاب في تفسير وتحليل الثقافة الجماهيرية بطريقة بصرية.

قال دوريس جونز، مدرس المادة: ساعدت المادة الطلاب على فهم ما تعنيه القراءة والكتابة بل والثقافة البصرية، ومكنتهم من تفسير ما هو بصري بغرض فهم ثقافتهم الخاصة، ودينهم، وديناميات الأسرة، والشعور بالقوة، فمن خلال فحص مجموعات من الصور تمثل فترات تاريخية مختلفة في جميع أنحاء العالم، فهم الطلاب أن الصور يمكن أن تتجاوز الزمن لأنها تمثل الماضي، بقدر ما تمثل أيضاً الحاضر.

تناول المنهج الدراسي الفكر الثقافي، وفكر ما بعد الاستعمار، وسرد السير الذاتية، وربطها بالصور. فحص الطلاب الصور من مجموعة وجهات نظر أندروود ستيريو ، التي التقطت خلال فترة الاستعمار البريطاني لمصر. يقول جونز: المجموعة التي تحتوي على أكثر من 3،000 صورة تمثل الثقافة في مصر، وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب صحراء في أواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20، لها إطار يعبر عن وجهة النظر ما بعد الاستعمار، كما أوضح جونز أن الصور قد لا تعبر بالضرورة عن الشعور بالهوية الوطنية لدى الكثير من المصريين اليوم.

أقام جونز تعاوناً مع مؤسسات تعليمية في الخارج بهدف دعم تجربة تعليم الطلاب، وقد سنحت الفرصة للطلاب للاستفادة من قواعد البيانات البصرية التي وضعها برنامج البلاغة البصرية في جامعة تكساس في أوستن. قال جونز: يحوي البرنامج أكثر من 30 قاعدة بيانات ذات اتفاقيات تراخيص مشتركة، وهو ما سمح للطلاب باستخدام الصور لأغراض تعليمية، مثل دمجها في أبحاثهم، طالما أنهم يذكرون المصدر.

تعلم الطلاب خلال دراسة المادة، التطلع إلى أبعد من الأساسيات. يقول مصطفى محمود، طالب ببكالوريوس هندسة البترول، والذي كتب بحثه عن فن الكتابة على الجدران في مرحلة ما بعد الثورة المصرية، إن المادة مبتكرة ومثيرة للاهتمام. إستطاع محمود من خلال استخدام المهارات المكتسبة في المادة، تحليل النغمات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية لفن الشارع، فضلاً عن تأثيره البصري، وأوضح قائلاً: زاد بشكل كبير فهمي للقراءة والكتابة البصرية والثقافة. الآن التفت للتفاصيل الدقيقة للصورة، ويمكنني تحليل خلفية الصورة.

لأنها متعددة المجالات، جذبت المادة طلاب من مختلف التخصصات بالجامعة، بما في ذلك العلوم الصعبة. يقول مهاب أسامة، طالب ببكالوريوس هندسة الإلكترونيات: تخصصى عملي للغاية، لكنني استمتعت بالكتابة التحليلية والبحوث المدرجة في هذه المادة. أضاف مهاب الذي كتب بحثه عن المواد الاستهلاكية وكيف تشجع الاعلانات وغيرها من البصريات الناس على الحصول على المزيد أن المادة عززت أيضاً قدرته على التفكير النقدي وتحليل الرسائل الخفية وراء الصور.

أوضح جونز أن البلاغة البصرية متعددة المجالات لأنها سياسية، وثقافية، ودينية، وتاريخية وفنية، ويمكن أن تحوي أيضاً عناصر السير الذاتية، كما قال: الطلاب بحاجة إلى فهم أن تفسير الصور يعتمد أيضاً على وجهات نظرهم الثقافية، والمعرفة التي يضيفونها إلى التجربة البصرية، وكيف يطبقون هذه المعرفة لتفسير الصور.