واشنطن تنتقد مشروع بكين اقامة حامية في جزر في بحر الصين الجنوبي

عربي ودولي


اتهمت الولايات المتحدة الجمعة الصين بتصعيد التوتر يقرارها اقامة حامية في بحر الصين الجنوبي ودعت كل الاطراف الى التهدئة في بحر الصين الجنوبي المتنازع على جزر فيه.

وكانت الصين اعلنت الاثنين انها ستقيم موقعا عسكريا في سانشا احدى جزر باراسيل ما اثار غضب فيتنام والفيليبين اللتين اتهمتا بكين بالترهيب.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل في بيان نشعر بالقلق من تزايد التوتر في بحر الصين الجنوبي ونتابع الوضع باهتمام .

واضاف ان اقامة الصين حامية عسكرية في مدينة سانشا لا يذهب باتجاه الجهود الدبلوماسية لتسوية الخلافات في المنطقة بل يمكن ان يؤدي الى زيادة التوتر .

واشار فينتريل خصوصا الى خطاب المواجهة والحوادث في البحر. وقال ان الولايات المتحدة تطلب من كل الاطراف التحرك لخفض التوتر .

واكدت الصين انها تسيطر على الجزء الاكبر من بحر الصين الجنوبي. لكن بروناي وماليزيا وتايوان والفيليبين وفيتنام تطالب بجزر فيه.

ووقفت الولايات المتحدة الى جانب دول جنوب شرق آسيا عبر تعزيز علاقاتها مع الفيليبين وفيتنام. وقرر الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال وحدات من مشاة البحرية الى استراليا لتعزيز الوجود الاميركي في آسيا.

واقر مجلس الشيوخ الاميركي الخميس قرارا ينصح بقوة كل دول المنطقة بضبط النفس والامتناع عن احتلال اي موقع في بحر الصين الجنوبي.

ويؤكد القرار الذي دعمه الديموقراطيون والجمهوريون في المجلس حرص الولايات المتحدة على مساعدة شعوب جنوب شرق آسيا على البقاء قوية ومستقلة .

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون صرحت خلال زيارة الى فيتنام في 2010 ان للولايات المتحدة مصلحة قومية في الاستفادة من حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي الذي تعبره نصف سفن الشحن في العالم.

واوضحت الخارجية الاميركية الجمعة ان الولايات المتحدة مهتمة باحلال الاستقرار وضمان مرور تجارة قانونية وبلا معوقات في بحر الصين الجنوبي.

واكد فينتريل وجهة نظر كلينتون لكنه شدد على ان واشنطن لا تريد الانحياز الى اي دولة في مطالبها.

وتواجه الصين خلافا آخر في بحر الصين الجنوبي مع حليفة الولايات المتحدة، اليابان التي بحث وزير الدفاع في حكومتها ساتوشي موريموتو في هذه المسألة خلال زيارة لواشنطن الجمعة.

وعبر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي مشترك مع موريموتو عن الامل في تحقيق تقدم في وضع مدونة سلوك في بحر الصين الجنوبي.

وقال ان آخر ما نريد ان نراه هو مواجهة مباشرة في بحر الصين الجنوبي بالنظر الى القضايا القانونية .

واضاف ان هذه القضايا يجب ان تحل بطريقة سلمية وان تتم تسويتها وفق مدونة سلوك ، مؤكدا ان الولايات المتحدة ستفعل ما بوسعها في العمل مع اليابان وغيرها لضمان ذلك.

وشهدت رابطة جنوب شرق آسيا خلال اجتماعها السنوي الشهر الماضي في كمبوديا انقسامات منعتها من اصدار بيان مشترك وعرقلت تقدمها على طريق وضع مدونة سلوك مع الصين.

ويهدف وضع مدونة السلوك هذه الى تحديد القواعد لخفص احتمالات تحول اي خلاف بشأن صيد السمك وحقوق الملاحة والتنقيب عن النفط والغاز، الى نزاع مسلح.

وتبحث الدول العشر الاعضاء في الرابطة (الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وسنغافورة وتايلاند وبورما وكمبوديا ولاوس) في هذا المشروع منذ عشر سنوات.

وهي تأمل بانجازه بحلول نهاية العام الجاري لكنه سيكون من الصعب اقناع الصين بالانضمام اليه.

ورأى روبرت مانينغ الخبير في المجلس الاطلسي والاستراتيجي السابق في الحكومة الاميركية ان الصين قد تكون اقامت الحامية كوسيلة للتصدي للتركيز العسكري الاميركي على المنطقة.

وكتب مانينغ في مقال نشره المركز للتأكد من ذلك، تدرك الصين ان خطوتها هذه لا تلقى قبولا في شرق آسيا ويمكن ان تؤدي الى ميل دول اصغر نحو الولايات المتحدة لتحقيق توازن مع الصين .

وتابع لكن بكين ترى على ما يبدو انه على الرغم من الموقع العسكري الاميركي القوي في المنطقة، يمكنها ان تطوق ذلك وسيقتصر الرد الاميركي على اللوم الدبلوماسي .