دخلوا بجوازات سفر أجنبية ..إيقاف طاقم تصوير التليفزيون الإسرائيلي فى ليبيا

عربي ودولي


مرة أخرى، يُكشف النقاب عن قيام عدد من الصحافيين الإسرائيليين بالدخول إلى دولة عربية، لا تُقم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، وهذه المرة، والتي كُشف عنها أمس الأربعاء، تتعلق بليبيا، التي يحكمها المجلس الوطني الانتقالي.

وبحسب (يديعوت أحرونوت) فإن الإعلامي الإسرائيلي، عمانوئيل روزين، المراسل المعتمد للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، تعرض للتوقيف مرتين في ليبيا، قبل أسبوعين، حين كان يقوم مع مصور وفني صوت إسرائيليين، بإعداد تقارير عن ليبيا ما بعد القذافي، على حد قول المصادر في تل أبيب.

وقال روزين، إنه والمصور جيرمي فورتنوي ومهندس الصوت ميخائيل اوكي هاريس، وصلوا قبل أسبوعين إلى العاصمة الليبية، طرابلس الغرب ، على متن طائرة قادمة من روما، وبحوزتهم جوازات سفر أجنبية، وبدأ الطاقم الثلاثي بتصوير تقرير من خلال مرافقتهم لرئيس الجالية اليهودية في ليبيا، رفائيل لوزون، الذي ولد في بنغازي ورحل مع أسرته عن ليبيا بعد العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في يونيو حزيران عام 1967، ومنذ ذلك الحين وهو وأسرته يقيمون في لندن.

وبحسب الإعلامي الإسرائيلي فقد تمت عملية توقيفه مع زميليه، في المرة الأولى، بعد الانتهاء من تصوير التقرير عن لوزون في طرابلس القديمة، حيث اقتيدوا للتحقيق في احد معسكرات الجيش الليبي، وشارك في التحقيق معهم، في وقت لاحق، وزير الاستخبارات الليبي نفسه، واستمر التحقيق أربع ساعات، وقال روزين لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، التي نشرت صورة له، وهو بانتظار الطائرة في مطار طرابلس الغرب، إنه سرد للمحققين إنه وزميليه التقوا لوزون في المطار بالصدفة، وأنهم طاقم تلفزيوني يعمل لحساب شركة أوروبية كلفتهم بتصوير فيلم عن ليبيا ما بعد القذافي، وكانت هذه مهمتنا بالفعل، على حد قول روزين الذي عاد مع مرافقيه إلى إسرائيل قبل عدة أيام.

أما في ما يتعلق بعملية التوقيف الثانية فقال الإعلامي الإسرائيلي للصحيفة العبرية إنها تمت عندما وصل مع مرافقيه إلى بنغازي، لتصوير تقرير عن الحاخام لوزون والمنزل الذي ولد فيه في تلك المدينة، لافتًا إلى أنه عندما وصلوا إلى المنزل، تمت إحاطتهم من قبل مجموعة من الشباب الذين سرعان ما علموا بأن لوزون يهودي فراحوا يهتفون الله اكبر، وأضاف أنه سـُمع في المكان انفجار جسم ما، وقيل لهم إنه في هذه الأثناء ذهب أحد الشبان لإحضار رشاش من طراز (كلاشنيكوف)، بعد ذلك، أضاف روزين، إنهم تلقوا اتصالا ً من إحدى الجهات الأمنية، التي لم يكشف عنها، حيث طُلب منهم مغادرة المكان، وفعلاً، قاموا بترك المكان، حيث أوصلهم لوزون إلى الفندق، الذي كان ينزلون فيه، مشيرا إلى أنه بعد مرور عدة ساعات جرت عملية توقيفه، عندما كانوا في طريقهم إلى المطار، حيث قام عدد من رجال الأمن الليبيين باقتياد روزين وزميليه إلى أحد معسكرات الجيش، وتم التحقيق معهم على مدار عدة ساعات، ولم يكشفوا أمام المحققين عن أنهم من إسرائيل، ولكنهم يحملون جوازات سفر أجنبية، على حد قوله.

وساق قائلاً إن المحققين اشترطوا أطلاق سراح أفراد الطاقم بإبقاء الأشرطة المصورة لدى السلطات الليبية، ولكن الطاقم رفض الاستجابة لمطلب المحققين، على حد قوله، وبعد مفاوضات بين الطرفين، أضاف الصحافي الإسرائيلي، وافقوا على الإفراج عنهم، بعد تسليمهم نسخة عن الأشرطة، لافتًا إلى أنهم تعمدوا شطب مقاطع ومشاهد من شأنها إثارة غضب المحققين، الذي أكد للصحيفة العبرية على أن روزين اعتقل لمدة أربعة أيام، ومن ثم أُطلق سراحه ليعود إلى العاصمة البريطانية.

وأكد روزين للصحيفة على أن الفيلم الوثائقي الذي أعده في ليبيا سيتم بثه قريبًا في القناة العاشرة التجارية، ووصف انطباعاته عن هذه التجربة قائلاً إنه يبدو جليًا أن ليبيا قد تحررت من نظام الدكتاتور القذافي، لكنها، أضاف، ما زالت بعيدة عن الاستقرار، حيث ما زالت الفوضى سائدة، بينما الليبيون توافون للحرية، منوهًا إلى أن ما تعرض له الطاقم يدلل على أن هنالك الكثير مما يجب عمله في المسيرة نحو الديمقراطية، على حد تعبيره. جدير بالذكر أن المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، رون بن يشاي، كان قد زار ليبيا بعد سقوط القذافي، ولم يتم اعتقاله من قبل السلطات الليبية آنذاك.