الجارديان: فرنسا تبحث في سبب قتل ياسر عرفات
نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه ان أفضل فرصة لاثبات ما قتل عرفات بشكل قاطع تقترب بسرعة. يطالب محامي عائلة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتعيين قاض مستقل للتحقيق في سبب وفاته.
وكان قد وصل الرئيس الفلسطيني الى مستشفى بيرسي العسكري في 29 اكتوبر 2004، بعد أسابيع من التدهور غير المبرر لحالته الصحية في وقت سابق. و قد دخل في غيبوبة وأخذ أنفاسه الأخيرة هناك يوم 11 نوفمبر من العام نفسه. في فيلمنا، أجرينا مقابلات مع العلماء السويسريين الذين كان اكتشفوا وجود مستويات مرتفعة من البولونيوم 210 في البقع البيولوجية علي ملابس عرفات التي كانت معه في المستشفى.
هذا هو أقوى دليل مادي و الوحيد حتى الآن علي أن ياسر عرفات ربما تم اغتياله. فقد كشف السويسري انه لا يمكنك الحصول علي البولونيوم المشع من السوبر ماركت وليس لديه أي عمل في دم أي شخص أو بقع البول في مستويات الكشف عنه. باعتبار الوفاة عنصر من عناصر جريمة القتل، من المهم معرفة اين تعرض عرفات للمادة النووية.
وتوفي عرفات في فرنسا، تحت رعاية من المسئولين في الحكومة الفرنسية. و تحمل لا من أرملته سهى وزهوة ابنته الجنسية الفرنسية. هما أيضا ضحايا محتملة للجريمة على حد سواء ، وخاصة زهوة (17 عاما) ، التي كانت في التاسعة من عمرها عندما توفي والدها. هذا هو السبب في تقرير محاميهم التعمق في هذه المسألة. هذا ممكن لأن فرنسا تتبع النظام التحقيقي للعدالة الجنائية. يجوز للقضاة المستقلين وراء أهواء السياسة الداخلية وتأثير الاليزيه جمع الأدلة في قضايا معقدة وكبيرة، بما في ذلك القتل، اذا تقاعست او فشلت وزارة العدل أو غيرها في التحقيق.
يمكن للقضاة المستقلين استدعاء الشهود وجمع شهادات اليمين الدستورية. ما هو أكثر من ذلك، فإنه يمكنهم الأمر باخراج جثمان عرفات من قبره في رام الله، و اخضاعها للاختبار مرة اخري، و قد وافقت سهى عرفات على الملأ. و سيحافظ قاضي التحقيق على اي سلسلة جديدة من الأدلة من العينات البيولوجية التي يمكن أن تقدم في نهاية المطاف أمام محكمة القانون التي يرأسها قاض مستقل مختلف. و سيكون هذا خارج نطاق الصحافة الاستقصائية، ويقدم أفضل أمل ممكن لتحقيق العدالة والمساءلة الحقيقية من أي وقت مضى في هذه القضية.