فاينانشيال تايمز : الأزمة في سوريا تختلف في أعين الروس

عربي ودولي


ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الثلاثاء أن الأزمة السورية تختلف في أعين الروس عما يراه سائر العالم ، حيث ينظر الكثيرون منهم إلى الصراع الدائر في سوريا بوصفه حرب بالوكالة يخوضها الشعب السوري نيابة عن بلدهم من ناحية والقوى الغربية من ناحية آخرى .

وأشارت الصحيفة - في سياق تعليق لها أوردته على موقعها الالكتروني - إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الروسية تبدي بالفعل دعما ثابتا غير متزعزع لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتطوع وتستخدم مختلف الوسائل الإعلامية التي تهيمن عليها لتبرير سياستها تجاه سوريا ، إلا أنه يتضح في حقيقة الأمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو أي مسئول روسي ليسا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد أو محاولة الهيمنة على الرأي العام في بلاده .

وأوضحت أنه في الوقت الذي تلقى فيه الأزمة الإنسانية التي يعاصرها أبناء الشعب السوري منذ اندلاع ثورته ضد نظام الأسد وحتى الآن اهتماما ضئيلا من قبل المواطنين الروس ، تتصدر الدبلوماسية والمناوشات بين موسكو والغرب حول هذا الشأن معظم عناوين النشرات الإخبارية في روسيا ويمنحها الروس جل اهتمامهم .

ولفتت إلى أن الحكومة في روسيا تشجع وتكرس الروايات المنتشرة حول حرب بالوكالة يخوضها الشعب السوري نيابة عن أطراف دولية ، وإظهار نفسها في مظهر حامي حمى الوطن ومصالح روسيا حول العالم ومدافع عن مواقفها الجيوسياسية ضد السياسات الغربية التوسيعية /بحسب تعبير الصحيفة .

وقالت إنه في الوقت الذي تتعرض فيه كثير من سياسات بوتين إلى هجوم وانتقادات لاذعة في الداخل ، غير أن معظم المواطنين الروس يتبنون نظرته حول عالم منقسم بين غرب وشرق .

وأضافت حينما يتعلق الأمر بتقارير إخبارية تتناول قضايا وطنية داخلية مثل: كيفية تعاطي الحكومة مع الكوارث الطبيعية أو الحريات العامة ، تعالجها وسائل الإعلام الروسية بلا هوادة أو صبر ولا تتوانى في توجيه انتقادات للحكومة وتفسيراتها للأحداث والعلل التي تتحجج بها ، ولكن عندما يأتي الأمر إلى مناقشة الأزمة السورية ، تهمين الاعتبارات الجيوسياسية على عاملي : المهنية والموضوعية .

وخلصت الصحيفة - في ختام تعليقها - إلى أن الكثيرين في الخارج قد يندهشون كثيرا لعند وصلابة الروس على مواقفهم في وجه ما هو يقين وحتمي بشأن رحيل نظام الأسد عاجلا أو آجلا إلا أن تلك النزعة القومية والجيوسياسية لدى الشعب الروسي - على حد وصف الصحيفة - تعود إلى جذور ثقافية متآصلة .