وول استريت جورنال : الملك السعودى اعاد اكثر رجاله دهاءا من امريكا لادارة " الربيع العربى "

عربي ودولي


اطلقت صحيفة وول استريت جورنال تساؤل حول السبب وراء اختيار الأمير بندر بن سلطان لرئاسة الاستخبارات السعودية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة،

فى ظل المعركة في سوريا دائرة على أشدها، فرغم أن الهاجس الرئيسي للمملكة هو إيران إلا أن همها الحالي هو سوريا، مشيرة إلى أن بندر قد يكون في الحقيقة هو رجل المرحلة، ببسبب سمعته الجيدة خلال السنوات الماضية كونه حصيفاً في الدبلوماسية والخبايا في كل من سوريا ولبنان.

وأضافت كما أن الرغبة السعودية في لعب دور في السياسات السورية، هو الترحيب الذي استقبل به رفعت الأسد - عم الرئيس السوري بشار الأسد - في الرياض عندما أتى لتقديم تعازيه على وفاة الأمير نايف في الشهر الماضي، وقد عاش رفعت في باريس منذ عام 1984 بعد أن حاول فاشلاً شن انقلاب في أعقاب مرض أخيه وعم بشار، الرئيس السابق حافظ الأسد، وتوجد علاقة مصاهرة بين رفعت والملك عبد الله حيث إن إحدى زوجات رفعت هي شقيقة إحدى زوجات الملك عبد الله، التي هي والدة نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبد الله، كما أن التقارب بين رفعت وعبد الله هو أكثر من مجرد علاقة مصاهرة، فقد عملا سوياً في أوائل الثمانينيات عندما كان رفعت يقود سرايا الدفاع التي كانت تمثل الحرس الجمهوري السوري بينما كان عبد الله قائداً للحرس الوطني السعودي.

كما ذكرت إن المملكة العربية السعودية تعيد رجلها الأكثر دهاء من واشنطن لإدارة الربيع العربي ، فسمعة الرجل التي اكتسبها على مدار سنوات من العمل الدبلوماسي كونه حصيفاً في الدبلوماسية والخبايا في كل من سوريا ولبنان، جعلته الخيار الوحيد أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي غالبا ما يتم تصويره على أنه محب لسوريا إلا أن الملك غير اتجاهه خاصة بعد الحرب بين إسرائيل ولبنان عام 2006 عندما وبخ الرئيس السوري بشار الأسد أقرانه القادة العرب واصفاً إياهم بأنهم أنصاف رجال بسبب عدم دعمهم حزب الله .


و اضافت متابعة : إن بندر قد استعاد بعض رونقه السابق إلا أن مشاكل الشرق الأوسط من منظور سعودي هي بالتأكيد أكبر من أن يتولاها شخص واحد، ففي سوريا تريد الرياض خروح بشار الأسد، لكنها لا تريد انتقال العدوى إلى الأردن، ومما يزيد غضب الرياض هو أن تجد نفسها تتصارع على النفوذ في سوريا مع قطر التي هي الأخرى تزود المال والسلاح إلى المعارضة لكنها تتمتع بنباهة شديدة في التعامل مع الأحداث على أرض الواقع، وفي الوقت ذاته تلوح إيران في الأفق إذ تكتسب قدرة نووية وتثير أيضاً - من وجهة نظر السعودية - لهب السخط الشيعي في البحرين بل وفي الداخل أيضاً في المنطقة الشرقية من السعودية، وكانت الصدامات الأخيرة بين الشيعة السعوديين وقوات الأمن بعد اعتقال رجل الدين الشيعي المتشدد نمر النمر قد أسفرت عن مقتل العديد من المتظاهرين وإصابة عشرات آخرين.

موضحة أن تعيين بندر يشير إلى وجود نقطة ضعف أخرى في الرياض، فالملك عبدالله على ما يبدو لا يتمكن من تحديد أي شخصية أخرى ذات موهبة داخل آل سعود لتولي هذا الدور، أو ربما لا يستطيع أن يثق بشخصية كهذه، ولكن لبعض الأسباب، يمكن القول بأن الملك عبدالله قد اختار الأمير بندر لدور يمكن أن يوصف بأنه إنقاذ للمملكة.