دراسة جديدة: "فيسبوك" ليس السبب في الثورة
اندلعت أحداث العنف في تونس والدول العربية وانتشرت صورها في سرعة على المواقع الاجتماعية والإنترنت، لتسجل شهورًا من الثورات في 2011. كان الغرب هو أول من احتفل بنجاح تلك التكنولوجيا الحديثة، والتي تعتبر إحدى أحدث وسائل الإعلام الجديدة، وانتشرت فكرة أن الربيع العربي هو ثورة فيسبوك بين الآلاف، بل إن أحد الأسر في مصر أطلقت على مولودها الجديد فيس بوك .
هل كانت الإعلام الاجتماعي أحد أهم الوسائل الحيوية التي أثارت غضب الملايين وحولته إلى فعل حقيقي، أو أن تلك الثورات كانت آتية بغض النظر عن أي شئ؟ بعد عام كامل من تلك الثورات، انطلق الباحثون يفحصون عوامل وأسباب هذه الثورات والتحركات الشعبية الضخمة، وهل لعب الإعلام الاجتماعي دورًا مهما في الأحداث أم أن لها أسبابا أخرى؟ وقامت كاثلين كارلي- الباحثة بجامعة كارنيجي ميلون- بإجراء آخر بحث لتحليل وفحص المقالات الخبرية المستمدة من أرشيف ليكسيس ، عن طريق برنامج طورته بنفسها. وبحث فريق عمل كارلي خلال المقالات والتعليقات على الشبكات الاجتماعية عن كل ما يخص الربيع العربي في 18 دولة ما يزيد عن 10 أشهر.
تعرف البرنامج على عدة مصطلحات مجتمعة ومتوافقة معا في نفس المقالة، مثل مصر و تويتر ، وقام ببناء صورة كبيرة لأهم ما يبدو مترابطا بين أكثر من 400 ألف مقال تم تحليله. وحينما قام فريق العمل بفحص الإحصائيات التحليلية النهائية، لم يظهر إلا المصطلحات المرتبطة بحقوق الإنسان والعلاقات الدولية كأهم مسبب للثورة، وبينما ارتبطت الثورات العربية بالشبكات الاجتماعية، فإن الأمر ليس شاملا للكل.
تقول كارلي، لم تكن الشبكات الاجتماعية عرضية، فقد أخبرت الشعب أن يذهب إلى مكان معين، أو أن يفعل شيئًا ما، لكن سبب الحراك كان الأزمة الاجتماعية وليس هذه الشبكات .
يتضح إذن أن الشبكات الاجتماعية لعبت دورا مهما في الطريقة التي ثارت بها الشعوب، لكن تأثيرها كان أقل مما صوره البعض.
يقول هان لو- عالم كمبيوتر بجامعة أريزونا- يعتقد البعض أن الأمر واضحًا، ولكن الشبكات الاجتماعية لم تكن هي المحفز، ولكنه الحدث الذي تصفه تلك الشبكات . ويقول فيليب هاورد- باحث بجامعة واشنطن- إن الأمر ليس واضحا، فقد كان هناك ثورات كثيرة ولم يكن هناك أي شبكات اجتماعية، لكن وجودها يجعل الأمر مختلفا بعض الشيء، ففي كل واحدة من تلك الثورات السابقة كان هناك نوع من أنواع الإعلام .