القتال في جنوب كردفان يمتد لجنوب السودان وسط محادثات الازمة

عربي ودولي



اكدت الامم المتحدة الاثنين ان القتال الذي اتسعت رقعته في جنوب كردفان امتد الي داخل حدود الجنوب في وقت يواصل قادة الشمال والجنوب مباحثات في اديس ابابا لايجاد حل للنزاع

وقال مكتب الامم المتحدة للشؤن الانسانية في احدث تقرير له انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان ال 19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل انه امتد لاحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان .

وكان جنوب السودان اتهم الشمال بقصف مناطق داخل حدوده مما تسبب في مقتل مدنيين، غير ان مصادر الامم المتحدة اكدت على ان القصف كان على الحدود بين الشمال والجنوب.

ويتزامن تقرير الامم المتحدة مع اليوم الثاني من المباحثات بين شمال السودان وجنوب السودان الذي يقترب من اعلان استقلاله.

ويحاول المتفاوضون حل النزاع في جنوب كردفان بوسط السودان، اضافة للقضايا المختلف عليها بين الطرفين وهي عائدات النفط والديون الخارجية وتقاسم مياه النيل اضافة الي الحدود بين الشمال والجنوب واستفتاء منطقة ابيي والذي كان من المفترض ان يجري بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان في كانون الثاني/يناير 2011، ولكنه تأجل لخلافات بين الطرفين حول من يحق له التصويت.

والشهر الماضي احتل الجيش السوداني ابيي.

وعلى مدى ثمانية ايام تتحدث تقارير عن قتال عنيف بين القوات المسلحة السودانية وجنود تابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان القسم المنتمي لشمال السودان في ولاية جنوب كردفان الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب وتربطها صلات قوية مع جنوب السودان.

وسيصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من تموز/يوليو المقبل وسط مخاوف ان تعود الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه اذا تدخل جيش جنوب السودان في القتال الدائر الان.

وقال مصدر بالامم المتحدة لفرانس برس في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين نفذت طائرات الجيش السوداني ضربة جوية اخرى على منطقة ياو الحدودية بين الشمال والجنوب وهي نقطة لتجميع قوات الجيش الشعبي الفارة من الشمال دون ان يقدم تفاصيل عن ضحايا.

وجنوب كردفان ينتشر فيها السلاح وتربط الولاية صلات وثيقة بجنوب السودان خاصة بين مجموعات النوبة من السكان الاصليين الذين قاتلوا مع جنوب السودان في الحرب الاهلية 1983 - 2005 على الرغم من ان موطنهم الاصلي بجبال النوبة بات ضمن حدود شمال السودان.

وتزداد المخاوف وسط المدنيين في معاقل المتمردين السابقين من القصف الجوي، وتحدثت انباء عن تعرض مدينة هيبان لقصف جوي. واستقبل مستشفى المدينة الاسبوع الماضي جثث عشرة قتلى سقوط في القتال.

وقال احد العاملين في مجال الاغاثة بجبال النوبة طالبا عدم الاشارة لاسمه لاسباب امنية، ان المشاعر المسيطرة على الناس الان هي التأهب لحرب شاملة جديدة .

واضاف يتوقع الناس في كل لحظة قصف (طائرات) انتونوف التي تحلق فوق رؤوسهم ويفرون طالبين الملاذ ويلجأون للجبال لانها اكثر امنا .

وتقدر بعثة الامم المتحدة عدد الذين نزحوا جراء القتال في جنوب كردفان بحوالى 63,500 شخص. وتحاول بعثة الامم المتحدة بالسودان اجلاء موظفيها غير الضروريين من الولاية وتضيف ان اغلاق مطار عاصمة الولاية كادقلي وهو المطار الرئيس بالولاية، منذ الجمعة عرقل بشدة جهودها الاغاثية.

ومساء الاحد انضم سفير بريطانيا بالخرطوم الي المنادين بوقف العنف, وقال في هذه اللحظة يلتقي قائدا الطرفين (عمر البشير وسلفا كيير) في حضور رئيس الوزراء الاثيوبي ورئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكي ومخاوف وامال ملايين السودانيين بين ايديهم .

وفي تلك الاثناء اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين عن دعمها لفكرة نشر قوة لحفظ السلام في منطقة ابيي المتنازع عليها، مشجعة الجانبين على قبول العرض الاثيوبي بارسال قوات.