هل يرجع انحراف الطفل الى الجينات

الفجر الفني


اختلاف طباع الأطفال الذين ينشأون فى اسرة واحدة ويخضعون لنفس المعاملة ويتنلقون نفس الرعاية طالما اثار دهشة الأبوين والمجتمع خاصة اذا انحرف احدهم والحق العار بأسرته ..

تقول دراسة امريكية ان السلوك الإنحرافى للأطفال قد يكون سببه جينات وراثية ويعلق د. امبرى الباحث النفسى على هذه الظاهرة بإنها نادرة فالطفل المنحرف يلزمه ايضا مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة الى المحيط الثقافى ومن أغرب النماذج لاختلاف طباع الأخوة ما حدث للتوأم كازينسكى حيث اختلف مصيرهما فى الحياة فبينما انكب دافيد كازينسكى على بناء مستقبلها كأخصائى اجتماعى كان أخوه تيد يستخدم مهارته فى الرياضيات لصنع متفجرات أودت بحياة عشرين شخصا من الأبرياء.

ويشير الخبراء الى ان هناك مايطلق عليه المناخ الغير مشترك بين ابناء الأسرة الواحدة فالأطفال يهضمون الخبرات المشتركة بطرق مختلفة بالإضافة الى ان الخلل فى روتين الأسرة كالإنتقال من بلد الى أخر مثلا قد يتم استقباله من طفل بالترحيب ويستقبل من أخر بالشعور بالغربة والتمزق كذلك يؤثر ترتيب الطفل بين اخواته على الحالة النفسية للطفل بالإضافة الى طبيعة العلاقة بين الأبوين وتأثيرها على الحالة المزاجية والعصبية للطفل .. ومن اشهر الدراسات التى اجريت فى هذا المجال ما اكتشفه مايكل جلمور مؤلف كتاب رصاصة فى القلب فقد عكف على البحث والتنقيب فى تاريخ اسرته حتى وجد نفسه الأخ الأصغر لقاتل تمت ادانته واعدامه عام 1977 فكان موضوع بحثه اسباب اختلاف طباع الأخوة ؟ وتساءل فى كتابه عن السبب الذى دفع اخاه جارى الى ارتكاب جريمة بينما رفض اخاهما الأخر استخدام السلاح اثناء فترة تجنيده حتى انه عوقب بالسجن وماالذى جعله هو شخصيا ناجحا كل هذا النجاح مع ان النشأة كانت واحدة ؟توصل مايكل جلمور ان اخويه تعرضا لخبرات تختلف كثيرا عما تلقاه هو فقد شبا فى فترة الأربيعينيات والخمسينيات عندما كان والدهم فى عنفوان شبابه وكان معروفا بأستخدامه للقسوة فى تربية ولديه بينما كانت فترة مراهقة جلمور فى حقبة السبعينيات وكان والده قد تقدم به السن واصبح اقل قسوة وصرامة فى التعامل معه وهكذا ينقسم الخبراء بين مؤيد ومعارض ..مما يجعلنا نتساءل لماذا اذا انتشرت فى بلادنا مقولة ان العرق دساس ..؟