رمضان الصينى: 20 مليون نسمة يصومون شهر «باتشاى»
يسمى شهر رمضان باللغة الصينية «باتشاى»، ويصوم المسلمون ثلاثين يوماً كل عام ولا يعتمدون على الهلال فى الفطر، لأنهم لابد أن يتموا الصيام ثلاثين يوماً على الدوام، ويسكن أغلبيتهم فى شمال غربى الصين، وعددهم قرابة عشرين مليون نسمة، ويتركزون فى مقاطعتى «زينج يانج» و«نينج زيا».
وتبدأ مائدة إفطار مسلمى الصين بالتمر والحلوى والشاى والخبز، عملاً بالسنة النبوية، ثم بعد ذلك يتناولون الأطعمة المختلفة، وخلافاً للمسلمين العرب الذين يتناولون الحلويات بعد الإفطار، يفضل مسلمو الصين الفاكهة والمكسرات. ووجبة السحور عادة ما تكون شوربة المكرونة مع الخضروات.
وفى الصين أكثر من 988 مطعماً ومتجراً للأطعمة الإسلامية، غالباً ما تقدم طوال رمضان لحم الضأن المشوى.
وفى العاصمة بكين عدة جوامع، أشهرها «مسجد نيوجيه»، وهو أقدمها إذ يرجع تاريخه لأكثر من ألف عام، و«مسجد دونجسى»، ويرجع تاريخه لأكثر من سبعمائة عام. وبالصين، عامة، أكثر من 34 ألف مسجد أقدمها على الإطلاق مسجد «هوليشينغ»، الذى يعنى اسمه «الحنين إلى النبى محمد»، صلى الله عليه وسلم، فى مدينة «قوانفتشو»، عاصمة مقاطعة «قوانعذونغ»، وهو المسجد الذى دعا منه سعد بن أبى وقاص الصينيين لاعتناق الإسلام.
بعد الإفطار، ينطلق المسلمون لأداء صلاة التراويح، من مختلف المراحل العمريّة، مرتدين ذيهم الأبيض النظيف مع القبعة المزينة، ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد انتهاء كل ركعتين: «يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم قوى إيماننا لنثبت على طريق الحق». ويستطيع المسلمون أداء الصلوات الخمس بالمساجد، وجميع شعائرهم الدينية.
وصوم رمضان إلزاميا للأبناء، منذ مراحل العمر المبكرة، الإناث من التاسعة، ويلزمون الذكور منذ الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفى من المجتمع، حتى التدخين هنا يشكل مشكلة كبيرة، ويمنع ممارسته كشرب الخمر تماماً. ومع أن الجو العام فى الصين لا يدع للمسلمين الصينيين فرصة الإحساس بروحانية رمضان، كما تعيشه باقى المجتمعات الإسلامية، إلا إنهم يحاولون تجاوز ذلك، بإقامة موائد الإفطار الجماعية فى المساجد، بدءاً من العاصمة بكين وحتى عملاق الصين الاقتصادى شنغهاى