أحكام فقهية رمضانية... لكل سؤال جواب

إسلاميات


تتعدد الأحكام الدينية والفقهية التي تتعلق بصوم رمضان، وعلى كل مسلمٍ ومسلمةٍ معرفة هذه الأحكام والعمل بها، تنفيذاً وإقامةً لشرع الله تعالى، ومنها:

صوم الكبير:

فيما يتعلق بالكبير الذي يملك عقله وتمييزه ولكن لا يستطيع الصوم، فقد أفتى ابن عباس وغيره من الصحابة: أنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينٍ، على إعتبار إقامة الإطعام مقام الصيام رحمةً من الله فينا إستناداً لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) البقرة: 184

أما إذا كان الكبير قد فقد التمييز, وحصل منه التخريف والهذيان, فهذا لا يجب عليه صيام ولا إطعام, لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه وتخريفه, فهو أشبه بالصبي قبل التمييز, فإذا أخذ ما وهب سقط ما وجب، وأما إذا كان يميز أحياناً, ويخرف أحياناً، فإنه يجب عليه الصوم, أو الإطعام في حالة تمييزه.

صوم المريض:

المريض الذي دخل عليه شهر رمضان, وهو مريضٌ, أو مرض في أثنائه له حالتان، الأولى: أن يرجى زوال مرضه, فهذا إذا خاف مع الصيام زيادة مرضه, أو طول مدته, جاز له الفطر إجماعاً، وجعله بعض أهل العلم مستحباً, لقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة، الآية: 185، ولما رواه الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته، فيكره له الصوم مع المشقة لأنه خروجٌ عن رخصة الله, وتعذيبٌ من المرء لنفسه .

أما إن ثبت أن الصوم يضره, فإنه يجب عليه الفطر, ويحرم عليه الصيام, لقوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء، الآية: 29، ولما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم, قال : إن لنفسك عليك حقا فمن حقها أن لا تضرها، مع وجود رخصة الله تعالى، وإذا أفطر لمرضه الذي يرجى زواله, قضى بعدد الأيام التي أفطرها ولا كفارة عليه.

الثانية: أن يكون المرض لا يرجى زواله, كالسل والسرطان والسكر وغيرها من الأمراض، فإذا كان الصوم يشق عليه, فإنه لا يجب عليه لأنه لا يستطيعه, وقد قال تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة، الآية: 286، بل يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينٍ, ولا قضاء عليه, لأنه ليس له حالاً يصير إليها يتمكن فيها من القضاء وفي هذا يقول تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) البقرة، الآية: 184

تذكري سيدتي أن الإسلام دين العقل والتفكير، فلا تتركي ببالك سؤالاً إلا وبحثتي عن إجابته.