قلق لدي حزب الله و إيران على الرئيس السوري ..ومكاسب سعودية

عربي ودولي


تزعج الإشارات على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، حلفاءه الإقليميين إيران وحزب الله، وتثير قلق جيران آخرين يخشون الفوضى على حدودهم.

ومن الناحية الإستراتيجية، يبدو أن أكبر الخسائر ستكون من نصيب إيران وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية التي نعى زعيمها حسن نصر الله المسئولين السوريين القتلى باعتبارهم «رفاق سلاح»، في حين ستكون أكبر المكاسب من نصيب خصمهم الإقليمي السعودية، وستكون تركيا التي كانت صديقة للأسد إلى أن اختلفت معه العام الماضي لرفضه نصيحتها بنزع فتيل الانتفاضة من خلال إصلاح حقيقي، سعيدة بأن تراه يرحل لكنها تشعر بالقلق من غموض الرؤية بشأن أي صراع مستقبلي على السلطة في سوريا.

وغياب آلية الانتقال المنظم خلقت كثيرا من الحسابات التي تحتاج لتسويتها خاصة بين الأقلية العلوية المرتبطة بالشيعة التي ينتمي إليها الأسد والأغلبية السنية التي تمثل 70% من سكان سوريا، وتوجد في سوريا أيضا أقليات درزية ومسيحية وكردية، مما يعني أن أي انزلاق لحرب أهلية ستكون له آثاره في الدول المجاورة مثل العراق ولبنان، بما لديها من تركيبة طائفية دقيقة بل ومتفجرة في بعض الأحيان.

ويمكن أن تنتشر مثل هذه الحرب عبر حدود سوريا أو تجذب إليها دولا مجاورة تحاول الدفاع عن مصالحها أو عن أبناء طوائفها، وتشعر تركيا، والعراق، والأردنن ولبنان، بالقلق بشأن تدفق اللاجئين عبر حدودها واحتمال صعود السنة المتشددين في سوريا التي حذر الأسد من أنها يمكن أن تصبح أفغانستان أخرى بدونه.


وإذا تولت السلطة في دمشق حكومة سنية معتدلة، فسيساعد ذلك أيضا في إمالة ميزان القوى الإقليمي في صالح السعودية، ويعزز وضع السنة في لبنان المجاور، وهو تحد آخر لحزب الله.


ورغم أن الزعماء الغربيين يتنصلون من أي نية للتدخل عسكريا في سوريا إلا أنهم غضوا الطرف عن تقديم السعودية وقطر اموالا للمعارضة السورية لشراء السلاح واحتياجات أخرى.

وستمثل «خسارة» سوريا بعد انشقاق حماس ضربة ايديولوجية ايضا لمحور المقاومة الايراني للمشاريع الامريكية-الاسرائيلية التي تمتد من ايران الى لبنان ولصورة ايران نفسها كحاملة لواء الثورة الاسلامية.

وبعدما ظلت سوريا لوقت طويل لاعبا مهما في صراعات السلطة الاقليمية فأنها تجد نفسها الأن ساحة لصراعات أوسع التنافس السعودي الايراني والتوتر السني الشيعي ومنافسة يواجه فيها الغرب روسيا والصين وأدت إلى إصابة الامم المتحدة بالشلل.ومكاسب أي فائزين اجانب في الصراع على سوريا قد يثبت انها عابرة او تستهلكها عواقب غير منظورة.والخاسر الحقيقي هو الشعب السوري الذي ربما يسعده التخلص من الأسد لكن معاناته قد تكون بعيدة عن نقطة النهاية.