فيسبوك يساعد الجهات الأمنية في ضبط المجرمين

تكنولوجى


بين مطرقة الخصوصية وسندان أمن المستخدمين وجد ''فيسبوك'' نفسه مضطرا للبحث في بيانات المستخدمين ورسائلهم وتعليقاتهم وحتى المحادثات الخاصة بين الأفراد المسجلين في أكبر موقع للتواصل الاجتماعي عبر المسح الآلي للكشف عن أي أنشطة إجرامية والبحث عما يدل على المجرمين وإبلاغ أجهزة الشرطة عن كل ما يمكن أن يساعدها في هذا الخصوص.


وكشف ''فيسبوك'' أنه يقوم بمسح المنشورات المرسلة ورسائل المحادثة الخاصة للبحث عن أنشطة إجرامية محتملة. وأنه سيقوم بمجرد الاشتباه في منشور ما بتعليمه بشكل خاص ليطلع عليه جهاز الأمن الخاص في ''فيسبوك'' قبل أن يقرر ما إذا كان يستدعي اتخاذ إجراء أمني بشأنه يتمثل غالبا في إبلاغ الشرطة أم لا.


وكشف جو سوليفان رئيس جهاز الأمن في ''فيسبوك'' في مقابلة مع وكالة رويترز هذه الحقيقة، حيث أكد أن محادثة مشبوهة عبر الموقع تم تتبعها أدت إلى اعتقال الشرطة رجلا في الثلاثينيات من عمره كان يحاول اغتصاب طفلة في ولاية فلوريدا الأمريكية.


وأن الشرطة بمساعدة ''فيسبوك'' تمكنت من وقف الجريمة قبل حدوثها بيوم واحد، ولم يكشف سوليفان ولا ''فيسبوك'' الأدوات أو الآلية المستخدمة لمسح البيانات من حسابات المستخدمين، لكنه أكد أن الموقع لا يضع موظفيه في حال تواصل مباشر مع البيانات والمراسلات الخاصة، لكنه يقتصر على استخدام التقنية في رصدها.


واعترف جهاز أمن ''فيسبوك'' بأن هذا يمكن أن يزيد المخاوف المتعلقة بخصوصية المستخدمين الذين يمثلون أكبر مجتمع على الإنترنت بقاعدة بيانات تضم 900 مليون مستخدم، فهم يريدون نظاما من شأنه أن يجمع بين الخصوصية وأمن المستخدمين، مؤكدا أن مستخدمي ''فيسبوك'' يجب ألا يقعوا فريسة للخديعة عبر الشبكة الاجتماعية، مؤكدا أن الشبكة لا تريد أن تكون رقيبا على المحادثات الخاصة التي يجريها المستخدمون.


وأضاف: ''إننا قد نكشف معلومات أوسع وأكثر وفقا لمذكرات الاستدعاء وأوامر المحكمة إذا كان لدينا اعتقاد راسخ بأن هناك حاجة من قبل القانون. هذا قد يتضمن احترام طلبات من بلدان خارج الولايات المتحدة تتماشى مع المعايير الدولية المقبولة عموما.


و''فيسبوك'' لديه قدرة هائلة على التنقيب عن البيانات، لكون هذه المهمة أحد الأساسيات التي تدير الشبكة الاجتماعية عبرها جانبها الاقتصادي. ويستخدم ''فيسبوك'' الكلمات الدالة ويبحث في عبارات مخصصة ربما تمثل مفتاحا للكشف عن عمليات إجرامية ويكثف عملية البحث بمجرد رصده أية شبهات.


وتحاول إدارة ''فيسبوك'' تقليل كمية التواصل بين البالغين والقصر عن طريق الحد من إمكانية التقاء الطرفين في قوائم البحث، فعلى سبيل المثال، لا يتم سرد الأشخاص القصر ضمن أداة البحث في ''فيسبوك''، إضافة إلى ذلك، يمكن لقائمة الأصدقاء فقط الدخول في محادثة مباشرة مع أي شخص قاصر. ومع ذلك لا تبدو هذه الأدوات التي يستخدمها ''فيسبوك'' فعالة في ظل إمكانية كل شخص استخدام تاريخ ميلاد مزور عند التسجيل في الموقع.


كما يركز ''فيسبوك'' المسح في الحسابات الشخصية التي لا تملك أصدقاء مشتركين أو الأشخاص الذين انفصلوا منذ فترة قريبة عن بعضهم أو الأشخاص الذين أصبحوا أصدقاء مع وجود فارق كبير في العمر، وكل ما يمكنه إثارة الشبهات بشكل عام دون أن يكون تعبير ''مثير للشبهة'' واضحا أو محددا للمستخدمين.