مصطفى عمار يكتب :مرسى فى عبأة الخومينى !


الصدفة وحدها قادتنى لمجموعة تصريحات وخطب وكلمات لـ روح الله الموسوى الخمينى الشهير بالخومينى ، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية والتى كانت فى بدايتها ثورة ديمقراطية حولها الخومينى ورجاله لثورة دموية ،راح ضحيتها مئات الألاف من معارضي حكمه الأسلامى، وهو نفس ما حدث مع لغة الخطاب التى تبناها الرئيس المنتخب محمد مرسى فى خطبه العاطفية التى ألقاها على الشعب فور إعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية ، فجعل الناس تطمئن اليه وتحسن الظن به ، قبل أن يكشف عن وجهه الآخر ، ويقرر عودة مجلس الشعب ضارباً بحكم المحكمة الدستورية عرض الحائط ، حدث ذلك رغم قسمه على احترام القانون ، ولكن يبدو أن مرشده محمد بديع افتى له بالصوم ثلاثة أيام ، ليلحس قسمه ،ويفعل ما تخطط له جماعته الدينية ، طمعاً فى أخونة مؤسسات الدولة بالكامل والسيطرة على اللجنة التأسيسية للدستور لخلق مسخ جديد من الحزب الوطنى.

تعالوا لنستعرض مقتطفات من خطب الخومينى وكلماته قبل سيطرة الثورة الإيرانية الأسلامية على الحكم فى إيران ، ونقارنها بما قاله محمد مرسى رئيس الجمهورية فى خطابه الرسمى الأول بجامعة القاهرة ، عقب ادائه اليمين الدستورية ،

الخومينى فى عام 78 قال فى حوار له مع التليفزيون الأسترالي أنا لا أرغب في أى سلطة حكومية, لا أرغب في أن أكون قائد الثورة الإسلامية, أنا فقط أنصح الناس بشكل النظام الحكومي المناسب لهم ، بينما قال محمد مرسى فى خطابه الأول بجامعهة القاهرة ، دستور يقوم على الحق والعدل والقانون ويحمي استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والإبداع ...دستور يحقق العدل الاجتماعي وينقل مصر إلى مصاف الدول الحديثة التي يكون الحاكم فيها أجيرا عند الأمة وخادما للشعب

كما قال الخومينى فى خطاب له عام 79 : إقامة حكومتنا الإسلامية سيعتمد على حرية الرأى و الخطاب, و سنحارب أى نوع من الرقابة ، حقوق الأقليات الدينية محفوظة تحت مظلة الحكم الإسلامي

وقال محمد مرسى فى خطابه بجامعة القاهرة: إنني من موقعي هذا أتعهد أمام المصريين جميعا بأن تقوم الدولة بكامل مسئولياتها تجاه المجتمع وتجاه أبناء مصر في الداخل والخارج ..وأن تسهر على ما يخص أمنه واستقراره وسلامته ...وأن ترعى كل فئات هذا المجتمع وأبذل غاية وسعى لدعم وسائل التعاون والمحبة بين كل أطياف هذا المجتمع المصري الأصيل وتفعيل مفهوم المواطنة بين المصريين جميعا

الخومينى بعد ذلك قال في لقاء له مع جريدة الجارديان, في نوفمبر 1978:

للمرأة تحت مظلة الحكم الإسلامي حق إختيار ملابسها و وظيفتها و أنشطتها

في حين قال مرسى: فى خطابه بجامعة القاهرة: المصرية وهويتها الحضارية إضافة إلى القيم الإنسانية خصوصا في مجال الحريات واحترام حقوق الإنسان والمحافظة على حقوق المرأة والأسرة والطفل، وإلغاء كل أشكال التمييز .

تلاحظون معى التطابق الشديد ، فى نفس لغة الحوار التى أستخدمها فى الماضى الخومينى ، لفرض سيطرته وتطمين الشعب الإيراني والمجتمع الدولى عقب نجاح الثورة الإيرانية ، وفى الأطاحة بحكم الشاه ، مع نفس لغة الحوار والمصطلحات التى يستخدمها الأن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ، ولككنى ساعرض عليكم الأن جمل كاملة على لسان الخومينى بعد تمكنه من السلطة وجلوسه على كرسى الحكم وفرض سيطرته الكاملة على مؤسسات وهيئات الدولة الإيرانية .

لا يمكن عزل رجال الدين عن الدولة, ما الذي قدمتموه للدولة و لا يمكن للشيوخ تقديمه؟, يجب أن تقدروا هؤلاء, فبدونهم لن تتبقى راية للإسلام على الأرض, و جميعنا يخطىء و يصيب

خطاب للخومينى في البرلمان الإسلامي, طهران’ مايو 1981

لا تستمعوا لهؤلاء الذين يتحدثون عن الديموقراطية, جميعهم يكرهون الإسلام، ولا يريدون أن تقوم له قائمة, سنكسر جميع الأقلام المسمومة التي تخص من يتحدث عن الديمقراطية و القومية و ما شابه

الخومينى فى لقاء مع طلاب إيرانيين, مارس 1979

من يعارضنا يعارض الإسلام, و سندمرهم بنفس القبضة التي دمرت نظام الشاه, فخذوا حذركم, و توبوا عن كتاباتكم طالما هناك وقت للتوبة

لقاء للخومينى في مدرسة إيرانية, يونيو 1979

حذرنا- ونحذر- من يطلقون على أنفسهم صفة المثقفين, ليتوقفوا عن كتاباتهم, عاملناهم برفق حتى يتوقفوا عن بث سمومهم, إذا لم يتوقفوا و يتوبوا سنقوم بسحقهم, و يجب أن تعلم أمريكا, أننا نستطيع أن نلقيهم في أقرب صندوق قمامة و في أقرب وقت .

خطبة للخومينى موجهة للشعب الإيراني, أغسطس 1979

يجب أن تتوقف أحزاب المعارضة عن أنشطتها, كان يجب علينا من البداية-كجميع الثورات الناجحة في العالم- أن نقوم بقطع رؤوسهم لتختفي جميع مشاكلنا, لذلك قررنا حل جميع الأحزاب و وقف أنشطتها, سنحرق كتاباتهم, و سنعاملهم بكل شدة و قسوة

لقاء للخومينى مع مجموعة أعضاء من الكونجرس, اغسطس 1979

من يحاولون تدمير إيران و يعيثون فيها فساداً, أسوأ من يهود بني قريظة, و يجب أن يعدموا, هكذا يأمرنا الله خطبة للخومينى في مدرسة إيرانية, أغسطس 1979

كل من لم يصوت للدولة الإسلامية, يريد عودة بقايا نظام الشاه, و أيضاً من قاطعوا الإنتخابات لا يرغبون في الدولة الإسلامية, سنعاملهم كأعداء و سنسحقهم حتى يتوقفوا عن صنع المشاكل, أنتم أعدائنا و أعداء الإسلام و أعداء إيران, جميع اتصالتكم مراقبة, و نعلم جيداً أنكم تتصلون بالنظام القديم, سندمركم و سنوقف شروركم

رسالة للأمة من الخومينى في نهاية شهر رمضان, سبتمبر 1979

ثورتنا إسلامية, الملايين نزلت في الميادين تطالب بالإسلام و الدولة الإسلامية, لا الديمقراطية

لقاء مع إتحاد الإذاعة و التليفزيون الإيراني, ديسمبر 1979

لن نقوم بمحاكمة المجرمين المتهمين بالتآمر على إيران, هويتهم و إنتمائهم الحزبي يكفيان لإعدامهم, و لن نستخدم معهم اللين من الأن

خطاب للخومينى موجه للأمة الإيرانية, يونيو 1980

هكذا تحول خطاب الخومينى بعد سيطرته على مؤسسات الدولة الإيرانية ، فاعدم مئات الأف بتهمة التخابر والعمل على قلب نظام الحكم ، ومحاربة الإسلام ، ليفرض قبضته الدموية على الشعب الإيرانى ، الذى يعانى من فاشية الحكم الإسلامى حتى وقتنا الحاضر ، فالشعب الإيرانى الذى خرج وساند الثورة الإيرانية ،ليتخلص من حكم الشاه ، كان مثلنا يحلم بالديمقراطية ، ولكن حلمه تحول لكابوس ، فهل نحن قادمون على نفس مصير الشعب الإيرانى؟ ، وهل سنشاهد الدكتور محمد مرسى رئيس جمهوريتنا ، أو محمد بديع مرشد جماعة الأخوان المسلمون ، وهما يستخدمان نفس الخطاب الفاشى للخومينى ، بعد فرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة وهيئتها ، وجعلها قطعة من صلصال فى يد جماعة الأخوان المسلمين؟ ، محمد مرسى الذى اقسم فى كل مكان ذهب له عقب فوزه بالرئاسة ، بأنه سيحمى الدستور والقانون ، يظهر الأن بعض من فاشيته وفاشية جماعته ، بعد أن قرر عودة مجلس الشعب ، ولولا موقف قضاة مصر الرجال والشرفاء برفضهم قرار رئيس الجمهورية ، لكانت جماعة الأخوان تحتفل الأن بنجاح أول مخططاتها فى اخونة الدولة ، ولكن ماهى الخطط القادمة التى يعكف الأن المرشد ورجاله_ ومنهم محمد مرسى – لفرض سيطرتهم على الدولة ومؤسساتها؟ . هذا ما ستكشفه الأيام القادمة ، بعد أن يسقط قناع محمد مرسى ويظهر لنا قناع خومينى جديد صنعناه بإيدينا .