مزيد من المشاكل لطائرات F22 بعد نقص الأوكسجين الغامض

عربي ودولي



قالت مصادر سلاح الجو الأميركي إن مشاكل ظهرت مؤخرا على متن الطائرة المقاتلة «اف 22» المعروفة باسم «رابتور» تتعلق بنظام الأوكسجين، لا علاقة لها بمشاكل في التنفس أثارت قلق الطيارين منذ نحو عام عندما حلقوا بالطائرة.

وقد فتح سلاح الجو الأميركي تحقيقا حول تعرض الطيارين لحالات غامضة من فقدان الأوكسجين أثناء التحليق، مما تسبب في الدوار والارتباك للطيارين، منذ ربيع عام 2011.

ولكنه اعتبر ان الحادثين الأخيرين المتعلقين بنظام الأكسجين من المسائل الميكانيكية العادية ولا صلة لهما بنقص الأكسجين أثناء الطيران الذي تحقق في أمره السلطات، وفقا للكولونيل تاد شولتز المتحدث باسم سلاح الجو.

وأضاف شولتز «ان الأحداث الأخيرة التي أدت إلى أشكال جديدة من القلق هي من نوع مختلف من تلك التي ركزنا عليها في الأشهر الأخيرة».

وقد وصف المسؤولون العسكريون أسباب المشاكل التي تتعلق باضطرابات التنفس لدى الطيارين على طائرات «رابتور» بأنها «مجهولة»، في حين قالوا إن الحادثين الأخيرين وقعا لأسباب معروفة.

ودفعت تلك المشاكل اثنين من أعضاء الكونغرس، السيناتور مارك وارنر، والسيناتور آدم كنزنغر، إلى إرسال خطاب إلى الأمين العام للقوات الجوية الأسبوع الماضي يطالبان فيه الحصول على أجوبة.

وأكدت معلومات صادرة عن القوات الجوية الأميركية أن الطيارين الذين يقودون مقاتلات F22، التي تعتبر الأحدث في أسطول الولايات المتحدة الجوي العسكري أبلغوا عن حالات نقص في الأوكسجين داخل قمرة القيادة أكثر بعشر مرات من طياري سائر المقاتلات.

وقال السيناتور مارك وارنر إن الأرقام التي بحوزة القوات الجوية الأميركية تظهر بأن الطيارين أبلغوا عن 26.4 حالة نقص أوكسجين خلال مائة ألف ساعة تحليق، وهو رقم ضئيل للغاية، إلا أنه يفوق بكثير ما جرى الإبلاغ عنه في مقاتلات أخرى مثل A-10 وF-15E وF-16.

وأضاف وارنر، ومعه زميله في الكونغرس آدم كنزنغر، إن هذه التقارير «مثيرة للقلق»، وأكدا على الحاجة للتوسع في التحقيق.

من جانبه، أوضح كنزنغر، الذي كان طيارا عسكريا قبل أن يتحول إلى السياسة، أن ظاهرة نقص الأوكسجين بالغة الخطورة، إذ أنها تمنع الطيار من التفكير السليم واتخاذ القرارات المناسبة أثناء التحليق.

وأشارت مصادر عسكرية لـ «سي ان ان» أن القوات الجوية تحاول دراسة أسباب الظاهرة، ويدور التركيز حاليا على بحث تأثير بعض القطع المستخدمة في سترة الطيران، والتي تعمل من أجل تخفيف تأثيرات التبدل السريع للجاذبية على الطيارين، وإن كان البحث مازال بمراحله الأولية، وسط شكوك تحوم حول دور عوامل أخرى في الظاهرة.

وكان ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي، قد قرر منتصف مايو الماضي حظر طيران جميع المقاتلات من طراز F-22 خارج المناطق التي يمكنها فيها القيام بعمليات هبوط اضطرارية، وذلك في حالة إصابة الطيار «بعوارض صحية غير متوقعة»، وفقا لجورج ليتل، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع (پنتاغون).

ووفقا لليتل، فإن القوات الجوية تعمل بشكل متسارع على تزويد طائرات F22 بنظام أوكسجين أوتوماتيكي احتياطي، مشيرا إلى أن الوزير الأميركي طالب بتقرير شهري عن التطور في بحث أسباب نقص الأوكسجين بقمرة قيادة الطائرات.

وكانت شركة لوكهيد مارتن قد أطلقت حملة إعلامية مضادة بمواجهة الطيارين الذين رفضوا التحليق بطائرة F-22 التي تصنعها، متحججين بوجود مشاكل في قمرة القيادة تتسبب بنقص الأوكسجين.

وقامت الشركة بنشر حملة ضد الطيارين عبر موقع تويتر، لردع النقد المتزايد من قبل الرأي العام لطائرات الشركة.

وقالت قيادة عمليات القتال الجوي الأميركية إن هناك ما يقارب 12 حالة متعلقة بنقص الأوكسجين للطيارين، ولكنها أضافت بأن القوات الجوية لم تتمكن حتى الآن من تحديد سبب معين لتلك الحالات، في حين لوح عدد من الطيارين برفض قيادة طائراتF-22 حتى تحل المشكلة.

ودافعت لوكهيد مارتن عن أسطول طائراتها وامتدحته، وذلك بعد أن بث برنامج «60 دقيقة» فقرة عن مشاكل طائرات F-22 تضمنت لقاء بعض الطيارين الممتنعين عن التحليق بها.

وكانت الطائرات قد أوقفت عن الطيران لإجراء بعض الفحوصات عليها، ولكنها سرعان ما عادت للتحليق في سبتمبر 2011.

وفي بداية 2011، لم يسمح للطائرة بالطيران فوق 25 ألف قدم بعد حادث تحطم في نوفمبر 2010.

ووفقا للجنرال مايك هوستج، القائد في القوات الجوية، فإن التحليق فوق هذا العلو قد يتسبب بإغماء الطيار لنقص الأوكسجين.