نيويورك تايمز: مرسي يمثل تهديدا مزدوجا باعتباره اول مدني اسلامي يتولى رئاسة

أخبار مصر


نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا اوردت فيه ان وسائل الاعلام المصرية في حالة حرب مع الرئيس الجديد. مما لا شك فيه، مذيعين الدولة والصحف هنا لا تزال تظهر الاحتفال بالرئيس محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين باعتباره أول زعيم مصري منتخب ديمقراطيا. وهذا هو أيضا الموقف الرسمي لكبار جنرالات مصر الذين تولوا السلطة بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك وتصر الآن أن أداء السيد مرسي اليمين الدستورية يفي بوعدهم للانتقال الي ديمقراطية مدنية.

ولكن بتحرك السيد مرسي هذا الاسبوع لتحدي الجنرالات، تحالفت وسائل الاعلام الحكومية بسرعة مع الجنرالات، مقوضين بإصرار الرئيس الجديد في حين لا يزالوا يكرمون موقفه ظاهريا. على ما يبدو ان هذه النتيجة المتناقضة اوضحت من الذي لا يزال بيده قوة حقيقية على البيروقراطية المصرية. يوم الثلاثاء، على سبيل المثال، استدعى السيد مرسي مرة أخرى البرلمان المنتخب ديمقراطيا بعد ان حله الجنرالات بعد حكم قضائي مستعجل. ولكن ذكرت صحيفة الأهرام عنوانا لها يحمل فقط بيان الجنرالات الحاكمين: إن القوات المسلحة ملك للشعب وستبقى الى جانب الدستور والشرعية .

تركز مقالة صفحتها الاولى فقط على قرار السيد مرسي باعادة البرلمان الذي تسبب في خسارة بسوق الأوراق المالية المصرية. كما نشرت صورة فوتوغرافية على صفحتها الاولى لمرسي يقف كتاف إلى كتف - وأقصر قليلا - بجانب القائد الاعلي للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوي

في حين أن القنوات الإخبارية الخاصة اجريت مقابلات مع مشرعين متشككين تركوا البرلمان، تحولت شبكة الحكومية الرئيسية لأفلام وثائقية، بما في ذلك تكريم الذكرى السنوية للشرطة السرية في مصر. حملة وسائل الاعلام الرسمية ضد السيد مرسي هي جزء من صراع على السلطة المحيرة في الشوارع والمحاكم والغرف الخلفية بالحكومة المصرية. مع تعثر اقتصاد مصر و تعرض عملتها لخطر الانهيار، مصر في حاجة ماسة إلى تشكيل حكومة مستقرة يمكنها تقديم التزامات ذات مصداقية للمقرضين، بدءا من صندوق النقد الدولي. ولكن في المواجهة المستمرة بين السيد مرسي والجنرالات، لا يستطيع أي أحد أن يقول على وجه اليقين من هو المسؤول.

وقال محمد سالم، 26 عاما، يبيع السجائر في الشارع لأنه لم يستطع العثور على عمل هذا مثل الحرب النفسية في وسطنا، ولا يعرف احد ما يجري ، وواصل السيد سالم قائلا ان المجلس العسكري كان خارج اللعبة ولكن لا يزال البرلمان قيد نظره. ومن ثم ادي السيد مرسي يمينه أمام المحكمة الدستورية على الفور ولكن سرعان ما تحدي سلطتها. من يستطيع أن يفهم هذا؟ . و امتدت الحرب داخل وسائل الاعلام المصرية الحكومية ضد الرئيس لتغطية زيارة مقررة من قبل وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون في نهاية هذا الاسبوع ايضا. وأكدت الأهرام كل أسبوع أن واشنطن مقسمة وتحذر من أول رئيس من جماعة الاخوان المسلمين، وهي جماعة إسلامية ناقدة لاسرائيل والغرب.

ولكنها نشرت على الصفحة الأولى من الاهرام الأسبوعية باللغة الانجليزية الاتجاه المعاكس للمضاربة على الرئيس من خلال تصويره واصفة اياه بأنه بيدق من واشنطن. على الرغم من أن الحدس بعنف، كلفت نظرية المؤامرة انعدام الثقة الشعبية العميقة هنا في الولايات المتحدة. نقلت الأهرام ويكلي عن ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قوله ان مرسوم السيد مرسي لاستعادة البرلمان كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى السلطات العسكرية وغيرها، محذرا من أن الأمريكيين يريدونه يتولي كامل الصلاحيات، وأنها على استعداد لحمايته لتحقيق هذا الهدف . واشار التقرير الى أن السيد مرسي أصدر الأمر بعد وقت قصير من لقائه مع نائب وزير الخارجية وليام بيرنز جيه.

ونقلت الصحيفة عن المرشح الرئاسي السابق اليساري، أبو عز الحريري، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تأمل في استخدام اقامة الدولة الدينية ذريعة للغزو. وقال عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، ان هجمات وسائل الاعلام الرسمية على رئيس الدولة جعلت الوضع واضح تماما: السيد مرسي يمثل تهديدا مزدوجا باعتباره اول مدني و اول اسلامي يتولى رئاسة.