دعوى فى فرنسا من ارملة عرفات للتحقيق فى وفاته

عربي ودولي


قررت أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إقامة دعوى قضائية في فرنسا بشأن وفاة زوجها ياسر عرفات التي أحاطها الغموض قبل ثماني سنوات.

وتجدد الجدال بعد أن أذاعت قناة الجزيرة الأسبوع الماضي برنامجًا وثائقيًّا من إنتاجها قال فيه المعهد السويسري لفيزياء الإشعاع: إنه رصد في ملابس لعرفات مستويات عالية من عنصر البولونيوم-210 وهو المادة التي استخدمت في قتل الجاسوس الروسيالسابق ألكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006.

لكن المعهد السويسري قال: إن الأعراض الواردة في التقارير الطبية الخاصة بالرئيس الفلسطيني لا تتفق مع أعراض التسمم بهذا العنصر المشع.

وقال المحامي بيير أوليفييه سود في بيان: تأمل السيدة عرفات في أن تتمكن السلطات من تحديد الملابسات الدقيقة لوفاة زوجها وكشف الحقيقة حتى يأخذ العدل مجراه .

وأضاف أن طبيعة الشكوى القانونية التي ستقدمها سها عرفات (48 عامًا) لم تتقرر بعد بشكل محدد لكن يتوقع تقديمها قبل نهاية الشهر.

وقال المحامي في بيان: إنها ستقدم ضد شخص أو أشخاص مجهولين.

ووافقت السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي على طلب من سها عرفات التي تقيم في مالطا وفرنسا لاستخراج رفات زوجها من قبره في رام الله بالضفة الغربية وأخذ عينة منها.

وقالت سها عرفات لقناة الجزيرة: إنها تريد أن يعرف العالم الحقيقة بشأن اغتيال ياسر عرفات ولم توجه اتهامات مباشرة لكنها أشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تعتبرانه عقبة في طريق السلام.

واتهم حسن خريشة عضو لجنة التحقيق في مقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيادات رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية بالتورط في مقتل عرفات، وتعطيل عمل جهات التحقيق التي شكلت لكشف الملابسات.

وأكد خريشة أن قيادات رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية متورطة في مقتل عرفات وإيصال مادة البولونيوم المشعة إلى مقر المقاطعة برام الله أثناء حصاره من قبل الاحتلال الصهيوني، كما اتهم أطراف فلسطينية وعربية ودولية بإعاقة عمل جميع اللجان التي شكلت للتحقيق في أسباب مقتل عرفات، لمنعها من كشف المتورطين في العملية.

وأوضح أن هذه الجهات منعت الطبيب الخاص بعرفات والفريقين الطبيين المصري والتونسي من الإدلاء بشهادتهم للجان التحقيق، لحماية شخصيات كانت مقربة بشكل كبير من الزعيم الراحل ومتورطة في قتله، مشيرًا إلى موافقة السلطة على تشريح رفات عرفات، يأتي نتيجة لحالة الضغط الهائل الذي يمارس على المستوى الرسمي والشعبي لفتح الملف المغيب منذ نحو ثماني سنوات.

ونوَّه إلى أن عملية فتح الملف وبشكل مفاجئ أربك حسابات الأطراف الخفية التي شاركت في عملية قتل عرفات وحالت دون فتح تحقيق حقيقي في الحادثة، مطالبًا الفصائل بتشكيل لجنة وطنية عليا للإشراف على تشريح جثة عرفات للتأكد من وجود مادة البولونيوم في جسده، ومحاسبة من قام بذلك.

وتأججت قضية وفاة عرفات مسمومًا من جديد بعد كشف تحقيق تلفزيوني أعدته قناة الجزيرة بأدلة علمية عن وجود مادة البولونيوم المشعة السامة في مقتنيات شخصية للرئيس الراحل استخدمها في الأيام الأخيرة قبل وفاته.