السلطات الفليسطينية تسمح بتشريح جثة الرئيس الراحل "ياسر عرفات"بعد 8 سنوات لمعرفة سبب وفاته
بعد ثمانية أعوام من وفاة الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات تجددت نظرية تسميمه قبل وفاته بمادة البولونيوم 210 وهى نفس المادة التى أستخدمت لقتل ألكسندر ليتفينكو العميل السابق للمخابرات الروسية المعارض لسياسة فلاديمير بوتين .
وكانت نظرية تسميمه قد برزت عقب وفاته مباشرة فى 11 نوفمبر 2004 لكن زوجته رفضت تشريحه وقتها وأعلن أطباءه وفاته بأزمة قلبية.
وسمحت السلطات الفلسطينية الأربعاء الماضى بفحص رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات لكن هل فحص الرفات بعد 8 سنوات من وفاة عرفات سيكشف عن كيفية وفاته ؟
فى حوار أجرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية مع جون رينيه جوردان طبيب الأشعة ونائب رئيس حماية الأنسان من الأشعة بمعهد الحماية من الأشعة والأمان النووى أكد أن مادة البولونيوم موجودة فى خام اليورانيوم وهو عنصر إشعاعى أكتشفته العالمة الفرنسية مارى كورى عام 1898 . وأطلقت هذا الأسم على المادة تكريما لدولة مسقط رأسها بولندا . وأشار إلى وجود 33 نوعا من البولونيوم لكن فى حالة عرفات هو بولونيوم 210 وهو متوفر فى الجسم لكن بنسب ضئيلة جدا ويتخلص منها الجسم فى البول .
وأكد أن البولونيوم يتم تصنيعه صناعيا لأستخدامه كمصدرلأشعة ألفا فى الأبحاث الطبية . كما يستخدم كمصدر للطاقة فى الأقمار الصناعية أو لخفض الطاقة الكهربية فى الأجهزة . وتعتبر روسيا أكثر الدول إستخداما له فى التطبيقات الصناعية . ويستخدم أيضا كمصدر للنيوترون عند بدء التفاعل النووى .
وأكد الخبير الأشعاعى أن البولونيوم 210 يستحيل إنتاجه فى أى من المعامل الصناعية مؤكدا إنحصار إنتاجه فى المفاعلات النووية أو معاملها . وأشار إلى أن خطورة البولونيوم 210 على الأنسان كما حددتها لجنة الأبحاث والمعلومات المستقلة عن الأشعاعات تتحدد حسب موقع الذرات وما إذا كانت داخل أو خارج الجسم . إذا كانت خارج الجسم فتأثير أشعة ألفا يمكن إزالته بورقة أو ببعض الهواء أما إذا تم تناولها أو إستنشاقها فهى تلتصق بخلايا الجسم ومع كل تناول لها تصيب أجهزة الجسم التى تبدأ فى الأضمحلال .
يتركز البولونيوم أساسافى الكبد وفى الطحال ونخاع العظم مما يؤدى إلى أنهيار جهاز المناعة ومن ثم يصبح معرض للتسمم عند أى إصابة . وفى حالة التسمم الشديد به تظهر أعراضه بوضوح مع سقوط الشعر أو الأصابة بغثيان وقىء مثل حالة ألكسندر العميل السابق للمخابرات الروسية الذى توفى فى لندن عام 2006 .
وأشار جوردان إلى أنه يكفى 10 ميكروجرام لقتل إنسان بالبولونيوم وأنه أقوى من السيانيد بنسبة تتراوح بين 250 ألف إلى مليون مرة . وفى حالة عرفات يبدو أنه أبتلع المادة القاتلة لتؤدى إلى وفاته . وأوضح أن البريطانيين عانوا كثيرا ليثبتوا أن ألكسندر تعرض لحالة تسمم وأعتقدوا فى تسميمه بمواد كيميائية أخرى حتى أكتشفوا البولونيوم 210 .
وأوضح أن عندما يتوفى المصاب بالبولونيوم فأن الفحص الفيزيائى يصبح مستحيلا لأن المادة تتوفر فى أجهزة الجسم لمدة 138 يوما الأخيرة للجثة . وعندما تصل المدة إلى 1384 يوما لا نعثر على المادة بالجسم للكننا نعثر على كميات ضئيلة أقل من حد الكشف عنا فى الفحص التقنى التحليلى بحيث لا نرى شيئا . أما إذا كانت الكمية كبيرة فيمكننا العثور على أثار للبولونيوم . وعرفات توفى فى 11 نوفمبر 2011 أى منذ 2800 يوما وهذا يعنى أن يمكن العثور على البولونيوم فقط إذا كانت الجرعة التى تناولها كبيرة خاصة وأن ما تبقى من جسد الزعيم الفلسطينى هى العظام فى حين أن الأنسجة التى تحتفظ بالبولونيوم تحللت من فترة خاصة النخاع العظمى ، بمعنى أخر أن تأكيد وجود البولونيوم فى جسد عرفات لن يكون أمرا سهلا إن لم يكن مستحيلا