اتصالات إسرائيلية مع مناف طلاس عبر شقيقته في فرنسا ناهد طلاس العجة من أجل إقناعه بالانشقاق

العدو الصهيوني


أكدت مصادر فرنسية وإسرائيلية متطابقة واسعة الاطلاع لـ الحقيقة أن جهات أمنية إسرائيلية عالية المستوى تجري منذ بعض الوقت ، بالتنسيق مع جهات أمنية فرنسية رسمية،اتصالات مع العميد في الحرس الجمهوري السوري مناف مصطفى طلاس لدفعه إلى الانشقاق والهرب إلى فرنسا، معتمدة في ذلك على شقيقته ناهد طلاس العجة ، التي تتمتع بصفة ديبلوماسية في السفارة السورية في باريس بدرجة سكرتير ثالث ، وعلى الكاتب الروائي والفنان التشكيلي الفرنسي ـ الإسرائيلي آرون هالتر( المعروف باسم مارك هالتر) ، الذي يوصف في فرنسا بأنه عشيق المدام طلاس . وقال المصدر إن مسؤولين أمنيين إسرائيليين زاروا باريس مؤخرا والتقوا بالسيدة طلاس ـ العجة في منزلها، وأن آرون هالتر هو من تولى ترتيب اللقاءات معها، رغم أنها على صلة قوية باللوبي الإسرائيلي في فرنسا من خلال المؤسسة الخيرية التي تترأسها تحت اسم l'Assocation HADASSAH France ، جمعية هداسا /فرنسا ، والتي تقوم بجمع التبرعات لصالح قسم برنامج علاج شلل الأطفال في مشفى هداسا الإسرائيلي في القدس. وأكدت هذه المصادر أن والدها ، العماد المتقاعد مصطفى طلاس ، الموجود في باريس مع زوجته وابنه الأكبر فراس منذ بضعة أسابيع، شارك في هذه اللقاءات و تعهد لدى مسؤولين فرنسيين بإقناع ابنه بالانشقاق . وقالت مصادر فرنسية لـ الحقيقة إن نظام ما بعد الأسد لا يمكن أن يركّب إلا من خلال عناصر المافيا نفسها التي تحكم الآن ، وبشكل خاص منها رجالات النظام المرتبطين بأجهزة الاستخبارات الغربية والموثوقين من قبلها. ولهذا يجري العمل حاليا من قبل خلايا الأزمة الأميركية والأوربية على التركيز على عناصر المافيا هؤلاء، لاسيما العسكريين منهم .

على هذا الصعيد، قال مصدر حزبي في الليكود لـ الحقيقة إن مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي لشؤون لبنان وسوريا ، آفي ليختر، وهو أحد مساعدي منسق الأنشطة الإسرائيلية في لبنان خلال الثمانينيات ـ أوري لوبراني، شارك في اللقاءات المذكورة بين المسؤولين الإسرائيليين والسيدة طلاس ـ العجة ، مشيرا إلى أن آرون هاتلر لعب دورا مهما وحيويا جدا في ترتيب هذه اللقاءات . وقال المصدر الليكودي إن العميد طلاس يقود أحد أهم الألوية في الحرس الجمهوري (اللواء 105)، إن لم يكن أهمها. ومن شأن انشقاقه تسديد ضربة معنوية وعملية للنواة الصلبة في أعلى هرم النظام السوري . لكن المصدر استدرك بالقول إن بشار الأسد أعفى طلاس من مهماته منذ بداية الأزمة السورية العام الماضي، وطلب منه البقاء في منزله حتى إشعار آخر كي لا يسبب له المزيد من الإحراجات ، خصوصا وأن واحدة من أكثر العمليات الحربية ضراوة يقوم بها الجيش السوري في مدينة الرستن ـ مسقط رأس آل طلاس الذين قدموا للجيش أكثر من 700 ضباط من أصل حوالي ألفي ضابط قدمتهم البلدة للمؤسسة العسكرية . وكانت المعارضة السورية المسلحة فشلت حتى الآن في استقطاب أي من الضباط المنحدرين من آل طلاس باستثناء ثلاثة من أصحاب الرتب الصغيرة ، قتل أحدهم في إحدى المواجهات العسكرية في البلدة.

يشار إلى أن آرون أو مارك هالتر يتنقل ما بين موسكو ، حيث أسس كلية للغة الفرنسية ، وباريس والقدس. وكانت الحقيقة كشفت في العام 2007 عن قيامه بزيارة سوريا سرا في تموز / يوليو من العام نفسه بترتيب من ناهد طلاس ، حيث اجتمع مع والدها وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس ومشؤولين آخرين. وهالتر مواطن إسرائيلي منذ العام 1951 . وهو شريك المافيوزي ورجل المخابرات الفرنسية الشهير الراحل بوب دينار ، عرّاب الانقلابات العسكرية الفرنسية في أفريقيا وأحد أبرز متعهدي المرتزقة الفرنسيين في القارة السمراء . كما أنه أحد أبرز شركاء المافيات الروسية في العديد من الأعمال المشبوهة داخل روسيا وخارجها . وهو ، إلى ذلك، كلف بمهمات من قبل وكالة المخابرات المركزية منذ العام 1979 لدعم الأصوليين الأفغان في مواجهة السوفييت مع صديقي عمره وشريكيه برنار هنري ـ ليفي و وزير الخارجية الأسبق برنار كوشنير!

وكانت سلطات النظام السوري، وفي إطار رعايتها شبكة الفساد الأخطبوطية وحماية عصابات المافيا التي يديرها المسؤولون الرسميون داخل سوريا وخارجها ، منحت السيدة طلاس صفة ديبلوماسية من أجل تمكينها من التهرب الضريبي في فرنسا (الديبلوماسيون معفون من الضرائب). وذلك بعد أن انخرطت في مشاريع ذات طابع مافيوزي على أثر وفاة زوجها الأول تاجر السلاح أكرم العجة ، الشريك الأبرز لتاجر السلاح السعودي عدنان خاشجقجي، وحصولها على تركة مالية ضخمة منه . علما بأنها تزوجت لاحقا ، ولأربع سنوات أو ما يقارب ذلك، من الصحفي الفرنسي/الإسرائيلي الشهير فرانز ـ أوليفييه جييسبير Franz-Olivier Giesbert كان عرّابها في هذا الزواج السفير السوري في باريس آنذاك د.الياس نجمة!!

وإلى ما تقدم ، علمت الحقيقة من مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن كلا من برنار هنري ـ ليفي ومارك هالتر يقومان ، بالتعاون مع السيدة طلاس ومعارضين سوريين آخرين مقيمين في فرنسا ينتمون إلى المجلس الوطني و الأخوان المسلمين ، بتجنيد مرتزقة إسلاميين لإرسالهم إلى سوريا. وقالت هذه المصادر إن المذكورين الثلاثة أرسلوا حتى الآن عشرات المقاتلين الليبيين والتوانسة ، ومناطق أخرى من غرب أفريقيا، لمساعدة المسلحين السوريين في المنطقة الوسطى (حمص والرستن). وتؤكد هذه المصادر أن العميد مناف طلاس متورط في هذه القضية، وهذا هو السبب الذي دفع السلطة لتجميد مهماته ووضعه فيما يشبه الإقامة الجبرية ، وليس أي سبب آخر .