كيف تساهم المنطقة التي تسكنين بها في زيادة الوزن؟

الفجر الطبي



عدم وجود أماكن آمنة لممارسة رياضة المشي أو الجري، أو عدم وجود شوارع مناسبة لممارسة رياضة ركوب الدراجات، أو بُعد المتنزهات عن المنزل، وطبيعة المكان الذي تسكنين فيه، كلها عوامل تساهم في زيادة الوزن.. لكن كيف؟

قد يقول البعض إن السبب الأول في زيادة الوزن هو عدم وجود محفز لممارسة التمارين، الرياضية أو ضعف الإرادة، بالإضافة إلى القرارات الخاطئة المتعلقة بنوع الطعام الذي تتناولينه. ولكن هناك عنصر آخر خطير يجب عدم إغفاله، هو المنطقة التي تسكنين بها. فسواء كنتِ تسكنين في الضواحي أو المدن أو إحدى المناطق الريفية فإن المكان الذي تسكنين به قد يجعل عملية إنقاص الوزن سهلة أو صعبة.

بالتأكيد عدم وجود أماكن آمنة للمشي، وطرق لممارسة رياضة ركوب الدراجات، تجعلكِ في حيرة من أمركِ عند البحث عن مكان لممارسة هذه التمارين المفضلة لديكِ. وربما تفتقر المنطقة التي تسكنين بها إلى محلات البقالة، بينما تكتظ بمطاعم الوجبات السريعة التي تغريكِ بتناولها مما يؤدي لزيادة وزنك.

بالإضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى تتعارض حتى مع أبسط الحلول لفقدان الوزن.

فيما يلي بعض العوامل المرتبطة بالمنطقة التي تسكنين بها والتي تساهم في زيادة الوزن وترهل الجسم، بالإضافة إلى حلول لتلك المشاكل.

المشكلة الأولى: عدم وجود شوارع آمنة لممارسة رياضة المشي

إن اضطراركِ للذهاب لمكان بعيد عن المنزل لممارسة رياضة المشي يُضعف العزيمة لديكِ. وقد أثبتت العديد من الأبحاث أن الأشخاص الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساحات الخضراء والمتنزهات تزيد لديهم فرصة اكتساب الوزن.

الحل: إذا أردتِ استنشاق الهواء النقي، يمكنكِ ممارسة رياضة الجري أو المشي في ملعب المدرسة المجاورة لمنزلكِ، أو يمكنكِ الجري حول محيط المدرسة الخارجي. كذلك حاولي الالتحاق بإحدى صالات الجيم القريبة من مقر عملكِ إذا وجدتِ أن الحل الأول غير ملائم لكِ.

المشكلة الثانية:انتشار مطاعم الوجبات السريعة في منطقتك

أثبتت دراسة حديثة نشرتها مجلة السمنة أن وجود عدة مطاعم وجبات سريعة على بعد ميل ونصف الميل من منزلكِ يُساهم في زيادة معدلات السمنة لديكِ. وقد كشفت الدراسة التي شملت أكثر من ستين ألف سيدة أن السيدات اللاتي يسكن في مناطق بها محلات كثيرة لبيع الخضروات والفواكه هن أقل عرضة لزيادة الوزن وضغط الدم الانبسطاي مقارنة بغيرهن ممن يسكن في مناطق تفتقر إلى محلات الخضروات الطازجة.

الحل: بالطبع لن يكون بمقدوركِ منع افتتاح فرع جديد من مطاعم الوجبات السريعة بمنطقتكِ، وقد تختارين طريقاً أطول للوصول إلى منزلكِ دون المرور بجانب هذه المطاعم، ولكن ليس من المؤكد أنكِ ستقومين بذلك في كل مرة، وقد لا تتمكنين من مقاومة إغراءات هذه المطاعم بين وقت وآخر. لذلك فليس هناك حل سوى اختيار الوجبة السريعة قليلة السعرات الحرارية والدهون، والابتعاد عن المشروبات الغازية الغنية بالسكريات وتجنب تناول فطائر التفاح والبطاطس المقلية. وهناك بعض المطاعم توفر قائمة لبعض الأطعمة الصحية. كل ما عليكِ فعله هو كتابة قائمة بالأطعمة المناسبة لكِ.

المشكلة الثالثة: عدم وجود محلات بيع الخضروات الطازجة

قد لا تجدين في المحل المجاور لمنزلكِ كل أنواع الخضروات الطازجة اللازمة لعمل طبق السلاطة الذي تفضلينه. كذلك قد تكون الخضروات الموجودة في المحل غير طازجة، إضافة إلى ذلك قد لا تتاح لكِ الفرصة في منتصف الأسبوع للذهاب إلى الأسواق الكبيرة التي تتوافر بها هذه المنتجات الطازجة. وفي كل الأحوال فإن عدم وجود فواكه وخضروات ذات جودة عالية في المتناول يُساهم بشكل كبير في الانحراف عن التوجه للعيش بمثالية وعدم تحقيق الفوائد الصحية المترتبة على تناول المنتجات الطازجة.

الحل: إذا كنتِ ترين أن المحل المجاور لمنزلكِ يفتقر إلى المنتجات الخضراء المفيدة، فلماذا لا تحاولين التحدث مع مدير المحل وحثه على توفير المنتجات المهمة. مما لاشك فيه أن مدير المحل سيسعد لسماع مقترحات ستساعده حتماً في نمو أعماله التجارية. كذلك يمكنكِ الاتصال بالمحلات الكبيرة التي تتوافر لديها هذه المنتجات وتوفر أيضاً خدمة التوصيل المنزلي. كذلك يمكنكِ إبرام اتفاق مع الباعة لشراء هذه المنتجات لكِ وبصفة منتظمة.

المشكلة الرابعة: عدم وجود ممرات آمنة لممارسة رياضة ركوب الدراجة

كشفت إحدى الدراسات أن المناطق التي يعتمد سكانها على المشي وركوب الدراجات للوصول إلى مقر أعمالهم صحية أكثر من المدن الأخرى التي تعتمد على وسائل المواصلات التقليدية. فركوب الدراجة أمر رائع بالفعل ومفيد جداً لصحة الإنسان ولكن ذلك لا يجب أن يكون على حساب سلامتكِ. وهناك مخاطر كبيرة تترتب على ركوب الدراجات واقتسام الطريق مع الشاحنات الكبيرة والسيارات.

الحل: إذا كنتِ تنوين ركوب الدراجة ينبغي عليكِ أولاً دراسة الطريق ولا تنسي أبداً أن كل السائقين يراعون أن راكبي الدراجات هم شركاؤهم على الطريق. كذلك عليكِ دائماً ارتداء الخوذة وتركيب عاكسات وأضواء حتى تظهري بوضوح لقائدي السيارات.

كذلك يمكنكِ ركوب الدراجة في المسارات المخصصة للمشي إذا كان ذلك لا يتعارض مع القوانين المحلية في بلدتك، ولكن انتبهي إلى المشاة الذين يستخدمون نفس المسار. كذلك يمكنكِ وضع الدراجة في سيارتكِ والتوجه إلى إحدى المناطق المخصصة لركوب الدراجات.

المشكلة الخامسة: مدينتك لا تهدأ أبداً

سواء كنتِ تسكنين بجوار محطة القطار أو المطار أو بجواركِ كلب ينبح طوال الليل والنهار، أو إذا أبتليت بجار يعشق إقامة الحفلات الصاخبة في منزله بين الحين والآخر، فأنتِ بالفعل في مشكلة حقيقية. فالتلوث السمعي يؤثر بشدة على جودة النوم وقد تقل ساعات نومكِ وبالتالي تكتسبين المزيد من الوزن بسبب إفراز هرمون الكورتيزول الذي يحول دون حرق السعرات الحرارية.

وبحسب الدراسات فإن الأصوات التي يتعود عليها الإنسان يومياً مثل صياح الديكة أو نباح الكلاب لا تتسبب في إزعاج النائم بينما تتسبب الأصوات الفجائية غير المتوقعة في توتر النائم واستيقاظه.

الحل: شغّلي مروحة العادم أو مروحة السقف فمن شأنها صد الأصوات الفجائية المزعجة وتوفير ضوضاء نسبية لهؤلاء الذين لا يستطيعون النوم في بيئة صامتة تماماً. كذلك فإن هناك جهاز الضوضاء البيضاء الذي انتشر في الآونة الأخيرة والذي يستخدمه البعض ممن يعانون من الأرق ليدخلوا في النوم سريعاً أو للحصول على نوم متواصل, كما تستخدمه بعض الأسر من أجل حصول أطفالهم على نوم هادئ ومريح.

من المعروف أن الاستماع إلى الأصوات العالية لفترة زمنية طويلة قد يؤثر سلباً على سمع الإنسان بغض النظر عن عمره, وكذلك الأصوات العالية للضوضاء البيضاء, ستكون مضرة وذلك لأننا سنتعرض لها لفترات طويلة, كما أن الدرجة المنخفضة جداً منها لن تؤدي الغرض المطلوب, لذلك ترى الدراسات أن المقدار المثالي للضوضاء البيضاء هو 60 ديسيبل.