احترس.. تجاهل وجبة الإفطار يزيد وزنك

الفجر الطبي



تعرف البدانة بأنها زيادة وزن الجسم عن الوزن المثالي بأكثر من 20% وأسبابها عديدة ومن هذه الأسباب العوامل الوراثية، الإفراط في تناول الطعام، اتباع عادات غذائية خاطئة، قلة النشاط والحركة، أمراض في الغدد الصماء، والعلاج ببعض الأدوية.

ويرتبط العديد من الأمراض بالبدانة مثل أمراض الأوعية الدموية والقلب كارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وأمراض الجهاز التنفسي كضيق في التنفس وأمراض الغدد الصماء، وأهمها الإصابة بمرض السكري و أمراض في الجهاز الهضمي كعسر الهضم والتهابات المرارة، بالإضافة إلى العيوب الجسمانية والاضطرابات النفسية مع ازدياد في معدلات الوفيات.

ولإنقاص الوزن يبتعد الكثيرين عن الأطعمة الدسمة والأكلات الشهية لتحقيق معادلة الرشاقة الصعبة التي يحلمون بها، بينما يكتفي البعض الأخر بالامتناع عن وجبة الإفطار ظناً منهم أنها تسهم بشكل كبير في إصابتهم بالبدانة، لكن كشفت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون من معهد أبحاث الألبان وجامعة ميسورى عن أن الأشخاص الذين يتجاهلون وجبة الإفطار معرضين بشكل كبيرة لزيادة الوزن والإصابة بالسمنة وممارسة العادات الغذائية الخاطئة مثل تناول كميات كبيرة من المشروبات السكرية وتناول الوجبات الإضافية عالية السعرات الحرارية.

وأشارت الدراسة إلى أن تناول وجبة الإفطار هام وضرورى جدا، وخصوصا أنه يمد الإنسان بـ١٧% من السعرات الحرارية التى يحتاجها طوال اليوم وكما يوفر له الحصول على نسبة كبيرة من الاحتياج اليومى للعناصر الغذائية الموصى بها مثل فيتامين د ٥٨% وفيتامين ب ١٢ ٤٢% وفيتامين أ ٤١%، لافتة إلى أن استهداف ذلك السلوك الخاطئ ومحاولة إقناع الناس بأهمية تناول وجبة الإفطار قد يؤدى إلى تقليل فرص الإصابة بالسمنة والتحسين من صحة الإنسان.

وأذيعت هذه النتائج فى الندوة العلمية التى أجراها المعهد الأمريكى لتكنولوجيا الأغذية، وذلك في التاسع والعشرين من شهر يونيو الماضى من خلال اللقاء العلمى الذى يجريه سنوياً.

وأضافت الدراسة أن الشباب الذين قاموا بتجاهل وجبة الإفطار زاد معدل استهلاكهم للحلويات والأطعمة التى تحتوى على الكثير من السكر بزيادة قدرها ٤٠%، وزاد استهلاكهم للمشروبات الغازية بمقدار ٥٥%، وكما قل معدل تناولهم للخضراوات بنسبة ٤٥% وقل استهلاكهم للفواكه بنسبة ٣٠% مقارنة بالأشخاص الذين يحرصون على تناول وجبة الإفطار.

وكما ركزت الدراسة على أهمية تناول البروتينات فى وجبة الإفطار، حيث أشارت إلى أن وجبات الإفطار الغنية بالبروتينات تزيد من الإحساس بالشبع والامتلاء على مدار اليوم، حيث تقلل من كميات الطعام الإضافية التى يتناولها هؤلاء الأشخاص على مدار اليوم وتقل عدد السعرات التى يحصلون عليها على مدار اليوم بمقدار ٢٠٠ سعر حراري.

كما أبرزت دراسة تايوانية حديثة دور استهلاك وجبات الفطور في الوقاية من السمنة، مؤكدة أن إهمال تلك الوجبات الصباحية قد يؤثر سلباً على نوعية الحياة للأفراد، فيما يختص بالجانب الصحي.

وشملت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة تايبيه الطبية ما يزيد عن 15 ألف شخص، من المشاريكن في إحدى المسوح الصحية الوطنية التي أجريت في تايوان خلال عام 2005.

وقام فريق البحث بتحديد الأشخاص الذين لا يتناولون وجبات الإفطار، طبقاً لما ورد بوكالة القدس برس الأثنين، وهم الذين لا يتجاوز معدل تكرار استهلاكهم لوجبات الإفطار عن مرة أسبوعياً. كما تم تصنيف الحلات المصابة بالبدانة بين أفراد العينة، وهى التي بلغ معامل الكتلة للجسم (IBM) لديها 27 أو يزيد، بالإضافة إلى ذلك تم تقييم نوعية الحياة المرتبطة بالصحة عند جميع المشاركين.

وبحسب نتائج الدراسة التي نشرتها الدورية الدولية للسمنة الصادرة لشهر إبريل من عام 2010، ارتفعت مخاطر نشوء السمنة بين الأشخاص الذين لا يتناولون وجبات الإفطار، حتى عند ضبط عدد من العوامل الهامة مثل السن، نوع الجنس، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية، الدخل الشهري، وغيرها.

ووفقاً لما أوضح الباحثون، انخفضت نوعية الحياة من الناحية الصحية عن الأشخاص الذين يتناولون وجبات الإفطار، ومن وجهة نظرهم، تدعم نتائج الدراسة الأخيرة وجود دور محتمل لتناول وجبة الفطور في الوقاية من السمنة.

كما أكد فريق من الأطباء التشيك أن الاعتقاد السائد بأن تجاهل الوجبة الصباحية قد يخفض الوزن وبالتالي يصبح الكولسترول في الدم في حدوده الطبيعية اعتقاد خاطئ.

وأثبتت الدراسة أنه على العكس من ذلك يمنح الفطور الصباحي للجسم الطاقة المناسبة من أجل الانطلاق في نهار عمل منظم وحيوي مما يعطي الإنسان الراحة النفسية المطلوبة طوال اليوم.

وأوضحت الدراسة أن عدم تناول الفطور يمنع استجابة الجسم بالشكل المطلوب لمادة الأنزولين الموجودة فيه وبالتالي ترتفع نسبة الكولسترول، وأن هذه الوجبة مهمة جدا من أجل إمداد الجسم بربع الطاقة أي 20 إلى 25% من الطاقة اللازمة.

وأشارت الطبيبة ريناتا مارتينكوفا المشرفة على الدراسة، إلى أن اَلية سير عمل الجسم تحتاج إلى تفسير من أجل وضع خطة تناسب هذه الآلية، لذلك تبين أنه لا بد من الانتباه إلى أمور عديدة في مجال مراعاة تنظيم إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها من أجل قضاء يوم عمل طبيعي دون أي إشكالات.

وأكدت أنه من الخطأ الاكتفاء بتناول وجببتين كبيرتين خلال النهار بل يجب توزيع كمية الطعام بالشكل المناسب، لذا من الضروري إعطاء الجسم خلال النصف الأول من النهار طاقة يومية يحتاجها وتصل إلى 60% ويصرفها لأنه يكون في كامل نشاطه، أما مدة ما بعد الظهيرة والمساء فلا يحتاج لنفس الطاقة فيقوم الجسم بتحويل الطعام إلى فائض يتكدس في الجسم مسبباً البدانة.

الإفطار يحميك من الموت المفاجئ

في إطار اهتمام الأطباء بوجبة الإفطار، أفادت دراسة حديثة بأن إهمال وجبة الإفطار قد يتسبب في الموت المفاجئ، بينما تناول وجبة خفيفة في الصباح ربما يقلل الإصابة بالسكتة القلبية‏.

وأوضحت الدراسة أن خطورة اهمال وجبة الافطار يؤدي إلى ارتفاع معظم حالات السكتات القلبية والجلطات المسببة للوفاة في ساعات الصباح الأولي، حيث تكون الصفائح الدموية في ذلك الوقت أكثر نشاطاً وتميل الي تشكيل تجلطات وتخثرات دموية‏,‏ في حين أن تناول القليل من الطعام صباحا ربما يقلل من نشاط تلك الصفائح حيث تندفع كمية كبيرة من الدم الي المعدة لاتمام عملية الهضم‏.‏

وأشار الدكتور فايز فائق أستاذ الأمراض القلبية، إلى أن إهمال وجبة الإفطار لا يؤدي بالضرورة إلي الوفاة‏,‏ وإنما هناك أسباب أخري تؤدي إلي ذلك ينبغي التعامل معها بوعي وحرص شديد‏,‏ حيث يجب على مرضي القلب تناول افطار خفيف وقليل الدسم يتكون من طبق صغير من الفول وقطعة جبن قريش وبيضة مسلوقة، كذلك يمكن تناول الزبادي والعسل والخبز الأسمر وقطع من الفواكه مع البعد تماماً عن الأكلات الدسمة والتوقف عن التدخين وتقليل كميات الملح المستخدمة في الطعام‏,‏ وممارسة رياضة المشي يومياً‏.‏

فوائدها لا تنتهي

أكد خبراء التغذية أن وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم، لأنها توفر للجسم نحو 30% من المواد الغذائية التي يحصل عليها طوال اليوم.

وتقول فابيان لوجارد أخصائية التغذية الفرنسية إن نوعية الأغذية المقدمة في هذه الوجبة تلعب دوراً كبيراً في عمل كل أجهزة الجسم، فقد أكدت كل الأبحاث العلمية أن الأطفال والكبار الذين لا يتناولون وجبة إفطار كافية وجيدة من حيث النوعية يكونون أقل قدرة علي الأداء ويظهر ذلك في شكل قلة التركيز وصعوبة التذكر.

وتنصح فابيان لوجارد بضرورة توفير وجبة إفطار كاملة العناصر الغذائية تتكون من الحبوب والألبان والفواكه، لأنها العناصر الثلاثة الأساسية التي يحتاجها الجسم في أي سن.

من جهة أخرى، تؤكد الدكتورة سلوي شرف الدين أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس المصرية أن وجبة الإفطار من أهم الوجبات للتفوق والتحصيل الدراسي الجيد وحتى في وقت الإجازة من أجل صحة أفضل للطفل.

وأضافت أن أهم ما يجب أن تحتويه وجبة الإفطار أو أي وجبة يتناولها الطفل خلال اليوم أن تكون بالدرجة الأولي محتوية علي بروتينات كالأسماك والدجاج واللحم أو البروتينات النباتية كالفول والعدس، كذلك الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة والمواد النشوية لتمده بالطاقة والنشاط.

4 وصفات طبيعة تخفض وزنك

أعلن خبراء تغذية أن علاج السمنة أصبح ضرورة قصوى، وعليه قدموا أربع نصائح سريعة وفعالة لإعادة المرء إلى رشاقته.

أما أولي هذه الطرق فتتمحور حول تجنب الأطعمة المصنعة، مثل قطع الحلوى أو الشيكولاتة، واستبدالها بالغذاء الطبيعي، مثل الخضروات والفاكهة التي يرى خبراء التغذية أنها أفضل بما لا يقاس.

وبما أن العديد من البدناء يشعرون بالكسل، يشير خبراء التغذية أنه من الممكن استغلال هذه السمنة بشكل إيجابي، بحيث يمكن للشخص زائد الوزن أن يضع أطعمته بأماكن بعيدة عن متناول اليد، مثل الخزائن العالية في المطبخ.

وتكمن أهمية هذه الطريقة الثانية، برأي خبراء التغذية، أن الإنسان الكسول سيفضل كسله على جوعه، وبالتالي فإن وضع الأطعمة في أماكن بعيدة، سيجعله يفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على الأكل.

أما الطريقة الثالثة، فهي سهلة وبسيطة، وهي حث الشخص على أكل نصف الكمية التي يأكلها عادة، وإذا ما ألحت عليه شهيته بالاستزادة، فيجب أن يذّكر نفسه أن جسمه ليس مخزنا للأغذية كي يملأه كيفما اتفق.

ويرى خبراء التغذية أن الطريقة الرابعة تكمن في الحذر من بعض برامج الطبخ على التليفزيون، لأن بعضها يطبخ أغذية من شتى الأنواع، بصرف النظر عن قيمتها الغذائية أو قدرتها على زيادة وزن المشاهد، ناهيك عن أنها عادة ما تقدم بصورة جذابة، وهو الأمر الذي يضعف من عزيمة الشخص الذي ينوي إنقاص وزنه.