فقراء اوروبا يواجهون فقرهم ببيع اعضائهم
فى مواجهة الفقر المدقع، سعى بعض الأوروبيين لبيع اعضائهم , كالكلى و الرئتين، ونخاع العظام أو القرنيات ، وقد ساهمت الظروف الاقتصادية السيئة على انتشار تجارة الاعضاء البشرية بطريقة غير شرعية فى أوروبا، كما اكتسبت زخما بواسطة الإنترنت، والنقص العالمي في الأعضاء الصالحة لعمليات الزرع ، وفي بعض الحالات هناك تجار عديمي الضمير على استعداد لاستغلال البؤس الاقتصادي.
ففى صربيا يقول الخبراء ان هذه الظاهرة جديدة نسبيا ، بعد تلقيها ضربات موجعة من جراء الحرب وتتصارع الان مع الأزمة المالية التي اجتاحت القارة بكاملها .
و تجارة الأعضاء في صربيا غير قانونية ويعاقب عليها بالسجن 10 سنوات . لكن هذا لا يردع الناس ، على سبيل المثال ، بلدة دوليفتش Doljevac، الفقيرة جنوبى صربيا حيث تبلغ البطالة 50 % بين سكانها ، فقد رفضت الحكومة محاولة من جانب سكانها لتسجيل وكالة محلية لبيع أعضائهم والدم لخارج البلاد من أجل الربح ، لذا لجأ السكان لمحاولة بيع أجزاء من اجسادهم في بلغاريا المجاورة أو في كوسوفو.
وفي اسبانيا وايطاليا واليونان وروسيا، ازدادت إعلانات من يريدون بيع اعضائهم على شبكة الإنترنت و تختلف الاسعار باختلاف العضو البشرى، فقد وصلت أسعار الرئتين الى ما يوازى 250 الف دولار و يأتى على اللائحة ايضا الشعر، والحيوانات المنوية بل و ايضا لبن الثدي.
في أواخر شهر مايو، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية 10 من أعضاء عصابة دولية يشتبه في اتجارهم بالأعضاء في أوروبا، وكان المشتبه بهم يستهدفون الفقراء في مولدافيا وكازاخستان وروسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء.
و يقول جوناثان راتل Jonathan Ratel وهو مدع خاص بالاتحاد الأوروبي ان الاتجار بالأعضاء تجارة مزدهرة و تنمو باستمرار ، و هو يقود الان قضية ضد سبعة أشخاص بتهمة استدراج الضحايا الفقراء من تركيا والدول الشيوعية السابقة إلى كوسوفو لبيع كلاهم مع وعود كاذبة بدفع ما يصل إلى 20 الف دولار مقابل الكلية . . مشيرا الى ان الجماعات الاجرامية المنظمة تشن الهجوم على الضعفاء على جانبي سلسلة التوريد: الأشخاص الذين يعانون من الفقر المزمن من جانب ، ومن جانب اخر تستغل المرضى اليائسين والأثرياء الذين يفعلون أي شيء من أجل البقاء.
و يقول الخبراء ان دول الامدادات الرئيسية للاعضاء البشرية كانت الصين والهند والبرازيل والفلبين.. واصبح فقراء اوربا الان هم الهدف ويتزايد عددهم بشكل مستمر .
و تقول منظمة اورجن ووتش ان هناك مابين 15 الى 20 الف كلى تباع بشكل غير قانوني كل عام، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية أن هذه الكلى لا تلبى سوى 10 في المئة من الاحتياجات العالمية لزراعة الأعضاء.
و ترى نانسي شيبر مديرة منظمة اورجن ووتش ان محاولة الأوروبيين الفقراء لبيع أعضائهم يذكرها بفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث خلقت البطالة المزمنة جيل جديد من البائعين على استعداد.