روبرت فيسك: مرسي ليس ثوريا وليس قوميا و بالفعل نصب الجيش له العديد من الفخاخ

أخبار مصر


نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك اورد فيه انه بينما كان المصريون ينتظرون امس لسماع نتيجة الانتخابات و الاطمئنان ان الاخوان المسلمين حلوا محل نظام مبارك القديم , قمت بزيارة لبيت سعد زغلول .. لم تكن زيارتي لإجراء مقابلة، حيث توفي سعد زغلول منذ 85 عاما.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائما لزعامة مصر الآن. فقد كان زغلول زعيما ثوريا وقوميا، و وقف حزب الوفد الذي يتزعمه في وجه الاحتلال البريطاني، وكانت زوجته صفية واحدة من رائدات الحركات النسائية في البلاد.

ولكن محمد مرسي ليس ثوريا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميا. وعلى الرغم من هذا فإن المجلس العسكري نصب له الكثير من الفخاخ. و تراجع ممثل الدولة العميقة منافسه احمد شفيق، وهذا كان سيحوز على رضا زغلول لدرجة ما.

ومع ذلك، على عكس مرسي، كان يريد زغلول العيش في مجتمع عصري، ، تقدمي علماني، وقال لحزبه في عام 1919 أن الحركة الحالية في مصر ليست حركة دينية – و يبرهن اتحاد المسلمين والأقباط معا علي ذلك - وليس حركة كراهية الأجانب أو حركة تدعو إلى الوحدة العربية . مصر للمصريين. يمكنك ان ترى لماذا قد يكون غاب اليوم، بعد الحملات الانتخابية القائمة علي عبارات مثل الاسلام و الأمن .

و لم يكن زغلول رجلا مثاليا. فقد فشل في تقديم أي انطباع على الوفود المشاركة في مؤتمر فرساي للسلام بعد الحرب العالمية الأولى (لأنها تجاهلت بحماقة طلباته من أجل الاستقلال)، كما تم اتهامه بالغش في نفقاته خلال زيارته لباريس. و استغل واحدا من أقرب أصدقائه بضمه الي حزب الوفد لأنه كان غنيا. في وقت لاحق، زحفت عليه القوات البريطانية. ولكن أحبه الناس العاديين، و منظفي الشوارع، والقرويين والفقراء.

في ثورة 1919 العظيمة بقيادة زغلول ضد البريطانيين، قتل المئات من المصريين، بينما قادت صفية زغلول وهدى شعراوي مسيرات الاحتجاج عبر القاهرة، وهم يدقون على أبواب السفارات الأجنبية ويطالبون بالاستقلال. وينهي فيسك مقاله قائلا إن زغلول كان زعيم ولد قبل عصره، و من المحزن انه مات يائسا من شعبه. حيث كانت آخر كلماته قبل وفاته غطيني يا صفية، مافيش فايدة .