" بكرى" البطل فى عيون الفقراء... حيرة وتساؤلات حول موقفه تجاه الثورة

أخبار مصر


الكلام الذي قاله النائب السابق بمجلس الشعب مصطفى بكري لقناة المحور الفضائية قبل إعلان نتائج الانتخابات بدقائق، بأن لديه معلومات مؤكدة بأن الفريق أحمد شفيق هو الفائز في الانتخابات بنسبة50,5%، حيث لم يكشف عن ذلك من قبل، وأنه فضل الانتظار حتى هذه اللحظة ليكشف ما لديه من معلومات، أثاراستياء الكثيرين الذين عبروا عن سخطهم تجاه ما قاله بكرى خصوصا أن النتائج جاءت عكس ما قاله تماما.

ما قاله بكرى لقى استجابة عند الكثيرين، باعتباره كان خلال الأشهر الماضية المصدر الأول والحصري للأخبار المهمة التى تصدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجهات السيادية فى الدولة وهو ما جعل الكثيرين يصدقون ما قاله.

لكن فوز محمد مرسي، وضع بكرى فى موضع الحرج والسخرية والتهكم من قبل الكثيرين، وكانت أكثر التعليقات ان أصدقاء بكرى الذين يسربون له الأخبار، باعوه وسربوا له خبرا مضروبا، بقصد إحراجه .

وكان بكرى ، تعرض للعديد من الانتقادات بسبب مواقفه المتقلبة بدءا من هجومه على د.محمد البرادعي في مجلس الشعب والاتهامات التي وجهها له، رغم ان البرادعي يعتبر الملهم الأول للثورة المصرية، مرورا بموقفه من جماعة الاخوان المسلمين والثوار فى التحرير، وعلاقته بالمجلس العسكري، وتبنيه لموقف المجلس على طول الخط، مما يؤكد ان بكرى كان على قناعة تامة بأن شفيق هو الفائز.

ومما أثار الاستياء منه أيضا، أنه قال في برنامجه الذي يقدمه على قناة الحياة الفضائية مساء أمس أنه يدعو الشباب للخروج لحماية المنازل والمنشآت، كما حدث أيام الثورة الأولى العام الماضي، وان الجيش والشرطة نشرا 400 الف جندى للتأمين، واثار الرعب والفزع فى مصر بما قاله، ويبدو ان مصدر معلوماته كان يضلله، لأن هذا الكلام والمخاوف من حدوث مواجهات وإن لم تحدث في حالة نجاح مرسى ، بل فى حالة نجاح شفيق وهو الامر الذى لم يشك فيه بكرى و توفيق عكاشة لحظة واحدة .

والحقيقة ان بكرى ظل فترة طويلة بطلا قوميا فى عيون الفقراء والمواطنين العاديين واكتسب شعبية كبيرة فى انحاء مصر ، الا ان بعض مواقفه الاخيرة خصوصا تجاه الثورة ، أثارت الحيرة والتساؤلات ، لأن بكرى كان دائما حريصا على ان يظهر فى موقف المنحاز للمواطن ضد الحكومة ، ونتمنى ان يعود بكرى كما كان، او يقدم تفسيرا واضحا ومقنعا لمواقفه، علما بأنه كان احد المشاركين البارزين فى تشكيل البرلمان الموازى بعد فضيحة انتخابات مجلس الشعب المزورة عام 2010، وكان يقف كتفا الى كتف بجوار عناصر الاخوان المسلمين فى الشارع اعتراضا على نتائج انتخابات 2010 ، وهى الاحتجاجات التى كانت بمثابة شرارة ثورة 25 يناير2011 ، وكان يقف فى الميدان، وله العديد من الموقف المشهورة ضد احمد عز فى مجلس الشعب، بغض النظر عن موقفه من مبارك .