الشرطة السودانية تأمر بالحسم القوي والفوري قمع المظاهرات

عربي ودولي



أمرت قيادة الشرطة السودانية قواتها بـ الحسم القوي والفوري للتظاهرات وأحداث الشغب وذلك بعد اجتماع للقيادات الأمنية على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم لليوم السابع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ونقل موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية، شبه الرسمي أن الفريق أول هاشم عثمان الحسين، مدير عام قوات الشرطة، ترأس السبت اجتماع هيئة إدارة قوات الشرطة لمناقشة الآثار التي نجمت عن التظاهرات المحدودة التي قامت بها مجموعات من المواطنين في مناطق مختلفة بولاية الخرطوم.

وبحسب المركز، فقد قال المتحدث باسم الشرطة، اللواء السر أحمد، أن الاجتماع تناول الخطط التأمينية و التدابير الوقائية الخاصة بوقف أية تفلتات أو تخريب أو إثارة للشغب من شانها إثارة البلبلة أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة.

وأكد المتحدث الرسمي صدور توجيهات من المدير العام لقوات الشرطة بالتعامل مع الشغب حسب ما نص عليه القانون والتعامل في الوقت نفسه مع المجموعات التي تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق بالحسم القوي والفوري وفقاً للقانون.

وكانت الشرطة السودانية قد قالت إنها احتوت تظاهرات وصفتها بأنها محدودة في بعض مناطق ولاية الخرطوم، بينما أشارت تقارير صحفية إلى أن الصدامات في العاصمة السودانية استمرت لليوم السابع على التوالي السبت، في موجة من الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

ونقل بيان لوكالة الأنباء السودانية الرسمية عن اللواء في الشرطة، محمد علي، مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم قوله إن عددا من المواطنين لا يتجاوزون الـ(150 فرداً، قاموا بالاعتداء على قوة الشرطة المكلفة بالتأمين وأتلفوا إحدى المركبات الشرطية مما اضطر الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ونفى علي حصول إصابات وسط المواطنين أو الشرطة، قائلاً إن الموقف تحت السيطرة وأكد أن قوات الأمن لم تستخدم أي سلاح ناري أو مطاطي كما رشح في عدد من الفضائيات.

وأشار مدير دائرة الجنايات في الخرطوم إلى أن شرطة الولاية قامت بنشر عدد من القوات لتأمين المواقع الإستراتيجية والحيوية بالولاية إلى جانب تأمين المواطنين وممتلكاتهم، وأهاب بالمواطنين عدم الالتفات للشائعات التي تؤدى لزعزعة الأمن وتعريض الممتلكات للخطر والتعاون مع الشرطة في أداء واجباتها نحو بسط الأمن.

وكانت الاحتجاجات قد بدأت على شكل مظاهرات طلابية في الخرطوم، قبل أن تتطور الأمور إلى حراك شعبي احتجاجاً على رفع الضرائب في الموازنة الجديدة التي حدت أيضاً من التقديمات، تحت ضغط ضعف الوضع الاقتصادي الناجم عن انفصال الجنوب وخسارة البلاد لمعظم إنتاجها النفطي.

وشهدت الخرطوم عقب صلاة الجمعة مسيرات ترددت فيها هتافات تدعو لرحيل الرئيس عمر حسن البشير، الذي يتولى مقاليد السلطة في البلاد منذ عام 1989.

وكان البشير قد خاطب السودانيين الأسبوع الماضي عبر التلفزيون المحلي، طالباً منهم تفهم الإجراءات الاقتصادية القاسية، والتي فاقمت مستويات التضخم الكبيرة من وطأتها، بعد أن لامست مستويات 30 في المائة.

وكان السودان قد شهد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي تحركات احتجاجية حاولت استلهام نماذج دول الربيع العربي، غير أنها كانت محدودة، وتمكنت أجهزة الأمن من إنهائها بسرعة.