مصطفى عمار يكتب :مصر فى انتظار الأراجوز !!

مقالات الرأي


ساعات قليلة ، وتعلن نتيجة انتخابات الرئاسة بشكل نهائى ، بعد أن حاول محمد المرسى وجماعته إرهاب المجلس العسكرى بإعلانهم فوز مرشحهم بعد انتهاء عمليات التصويت بساعات ، حتى يتهموا المجلس العسكرى بتزوير الانتخابات ،إذا ما جأت النتائج الصحيحة عكس رغبتهم ، وهى الخطة التى ينحنى الشيطان أمامها احتراماً، لذكائها الشديد وشرها المفرط ، فالأن جميع أنصار مرسي ومؤيديه ، مقتنعون بفوزه، وإذا تم إعلان خسارته فتوقع منهم أى شئ، منتهى الوقاحة والخساسة السياسية من جماعة الإخوان المسلمين ، فى المقابل قرر أنصار الفريق شفيق ، أن يمشوا على نفس موجة جماعة الأخوان ، وأقاموا الأفراح والاحتفالات بانتصار مرشحهم هو الأخر ، - يعنى مافيش حد أحسن من حد- وهو ما يعطى إنطباعا بأن البلد ليس لها صاحب ولا مسئول واحد يوحد ربنا ، يظهر على شاشة التليفزيون ليكذب الفريقين ، ويلزمهم بإحترام قانون الأنتخابات ، ويطلب منهم الأنتظار حتى إعلان النتيجة بشكل رسمى.

فى الحقيقة أنا لا يهمنى من سيجلس على كرسى الحكم ، فأنا واحد من الذين قرروا إبطال صوتهم الأنتخابى ، لأننى أرفض أن أبيع مصر لجماعة الأخوان ، أو حتى أساعد على إحياء فاسدين كثيرين، يختبئون خلف سيادة الفريق ، ينتظرون فوزه ،ليعودوا للحياة من جديد بعد أن تعفنت أجسادهم عقب ثورة يناير ، - هذا هو السبب الوحيد الذى منعنى من التصويت للفريق رغم أنه ممثل الدولة المدنية التى أحلم بها - وفى الحقيقة لا أرى ضرورة لتصارع شفيق ومرسى على كرسى الرئاسة عقب التعديلات الدستورية المكملة التى أعلنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، والتى بمقتضاها ، تحول منصب رئيس الجمهورية لما يمكن أن نطلق علي متقلده أراجوز، يجلس على كرسى الحكم ولا يحكم ، وفى الحقيقة اشعر أن الرئيس القادم بعد نص التعديلات اصبح حراً فقط فى دخول الحمام وقتما شاء، وأن يقيم علاقته الزوجية فى المواعيد التى يختارها بنفسه ، ومن باب كرم المجلس العسكرى ،أنه ترك للرئيس حرية إختيار ماركة البوكسر الذى سيرتديه ، مع الوضع فى الاعتبار أن تكون ماركته مصرية لتشجيع الصناعة المحلية!، وأظهر المجلس الأعلى كرماً مبالغاً، عندما ترك للرئيس الجديد حرية إخبار زوجته بنوعية الطعام التى يفضل تناولها دون أى تدخل من المجلس العسكرى ، ولكن يبدو أن التعديلات الدستورية تأتى على هوي الفريق شفيق ، لأن الرجل قدم نفسه للشعب المصرى على أساس أنه واحد من أبناء القوات المسلحة ، التى يلتزم بمبادئها وأوامرها أى كانت ، أما مرسى فتبدو التعديلات المكملة له مسألة حياة أو موت ، فالرجل كان يكتفى بوصاية مرشد جماعته ، اما بعد التعديلات فعليه إن اصبح رئيسا أن يستأذن المرشد ومن بعده المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وهوما يضعه فى موقف محرج أذا ما تعارضت احد قرارته مع رغبة المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين ، وجاء على رغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وقتها سيفكر الى أى الطرفين سينحاز، ووقتها أيضا سيكون مثل من جمع بين زوجتين فى شقة واحدة ، وكل واحدة منهن لا تطيق سماع صوت الأخرى ، ولن يكون امامه سوى أن يطلق احداهن ، أو أن ينحرف ويقيم علاقة غير شرعية مع ثالثة ، لتأديب الأثنتين ، وفى حالة مرسى بوصفه رجل متدين ، سيفكر فى الزواج من ثالثة ، إذن مرسى لن يقبل بوصاية المجلس العسكرى عليه كرئيس ، فيما يقبل الفريق بها لأنه احد ابنائها المخلصين ، وهو ما يضع أمامنا ،إجابة من سيكون رئيس مصر القادم بشكل واضح ، ليتحول رئيسنا الجديد لمجرد أراجوز ، يحضر مباريات كرة القدم ليشجع منتخبنا الوطنى ، ويوجه كلمة لنا فى المناسبات كذكرى ثورة يناير ، مع الأحتفاظ للمجلس الأعلى بمراجعة كلمته حتى لا يقول ما لا يرضى المجلس الذى كان من الاسهل عليه أن يوفر كل الاموال التى انفقها من قوت الناس الغلابة ، ليجرى إنتخابات مجلس الشعب ومن بعدها الرئاسة ، ويعلن نفسه حاكماً شرعياً للبلاد ، لعدم وجود أى رجل يملأ عين المجلس الأعلى ، ومن ثم يوافق على منحه مفاتيح العزبة التى اسمها مصر ! فالمجلس يريد بوابا يجلس على بوابة المحروسة ، ويكتفى بالدكة التى يجلس عليها ، دون أن يفكر فى لحظة أن يحمل مفتاح تلك البوابة !