القوى السياسية اللبنانية تستعد لجولة الحوار الثانية بعد غد بالقصر الجمهوري

عربي ودولي


تستعد القوى السياسية الفاعلة فى لبنان الى بحث أخطر قضية تهدد الاستقرار الأمني ومستقبل العمل السياسي بين هذه القوى وتحدد معالم الطريق أمام اللبنانيين عبر مائدة الحوار الوطني بعد غد الاثنين في قصر بعبدا تمادا على دعوة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى هذه القوى أملا في أن تستجيب لدعوته بكل زخم أسوة بالجلسة الأولى يوم 11 يونيو الجاري والاتفاق على إعلان النوايا تحت مسمى إعلان بعبدا ، وأن يتم التوافق على تبني الاستراتيجة الدفاعية للبنان وتحديد مصير السلاح غير الشرعي داخل وخارج المخيمات ووضع سلاح المقاومة .

وأكد رئيس كتلة الوفاء والمقاومة محمد رعد انفتاحه على الحوار .. قائلا :اننا مقبلون على الحوار بكل ايجابية لمعالجة ما نختلف عليه وتطبيق ما اتفقنا حوله وفي حال كان هناك أولويات يفرضها التطور والتوتر القائم في بعض المناطق فان بحث وجدد رئيس حزب القوات سمير جعجع تأكيده على عدم المشاركة في طاولة الحوار بعد غد الاثنين للأسباب نفسها التي جعلته يقاطع الجلسة الأولى، ليس لأنه ضد الحوار ، بل لأنه يريده حوارا جديا ، معتبرا أن الحوار القائم اليوم ليس لديه مقومات النجاح أوالجدية.

ورفض سمير جعجع مقولة أنه وحلفاءه وقعوا في الفخ ، وقال بل نحن وحلفاؤنا أوقعنا الآخرين في الفخ ، وكان هناك فخ منصوب لنا وفكرنا في المخارج لتجنب الوقوع فيه.

وأضاف جعجع ، لو أن كل قوى 14 آذار لم تذهب الى الحوار، لكانوا حملونا مسئولية كل شىء من انقطاع الكهرباء ، وحرق الاطارات ، وحلفاؤنا فضلوا اعتماد أسلوب الملاءمة السياسية، ونحن في القوات فضلنا التصرف بطريقة أخرى ، ولو لم تكن سياسية ملائمة تجاه دعوة صادرة من رئيس الجمهورية.. وبالتالي اكتملت الأدوار، الحوار اكتمل ، ونحن عبرنا عن موقفنا.

وأشار الى أن رئيس الجمهورية جدي في دعوته ، لافتا الى أن المتحاورين لن يخرجوا بشيء من الحوار ، هو مضيعة للوقت وتضييع للتركيز عن المكان الذي يجب أن نركز أنظارنا إليه. الان يجب على الحكومة أن تجتمع وتتخذ سلسلة قرارات ، هذا هو المطلوب فقط في الوقت الحاضر.. واعتبر أن البديل عن الحوار هو العمل الحكومي الجاد والفوري ، ونقبل بالحكومة الحالية أن تبدأ بالعمل الجدي وسنكون أول من يصفق لها ، لافتا الى أن الحوار ليس هو البديل من المؤسسات الدستورية ، ونحن نقبل بالحكومة حتى لو أننا لسنا موجودين فيها اذا اتخذت أي قرار بالاتجاه الصحيح .. وأحد من القرارات المطلوبة بإلحاح مشكلة طرابلس مثلا.

وعن طرح موضوع سلاح حزب الله فقط على طاولة الحوار ، قال سمير جعجع هناك مواضيع أكثر إلحاحا هذا من جهة ، من جهة أخرى ، لا أحد يقنعني بأن قضية سلاح الحزب ستحل الآن.. الحزب غير جاهز لأن يحكي بموضوع سلاحه .

وقد حددت قوى 14 آذار مجموعة أفكار ستطرح على طاولة الحوار تعتمد على أن الحوار الذي بدأ يجب أن يكون مجديا ، من خلال البحث بسلاح حزب الله والبحث في كيفية وضع هذا السلاح بإمرة الدولة.. وبرمجة تنفيذ المقررات السابقة للحوار ، لا سيما في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات.. ويجب تفعيل إعلان بعبدا لا سيما وأنه تناول نقاطا مهمة ، ومنها على سبيل الحصر التمسك بالطائف والدستور، واعتبار مقدمة الدستور من البنود التأسيسية، مما يعني أن الدعوة الى المؤتمر التأسيسي الذي طرحه السيد نصر الله، قد تم تجاوزها، وبالتالي لا داعي للعودة اليه.. وتفعيل اعلان بعبدا والذي يدعو الى تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الاقليمية ، مستشهدا في هذه النقطة بتصريح وزير الدفاع الايراني عن صواريخ حزب الله .. والتأكيد بأن عملية نقل البلد الى وضعية مستقرة لا تتأمن في ظل الحكومة الحاضرة ، وبالتالي فإن الأولوية يجب أن تعطى لتشكيل حكومة حيادية لانقاذ البلد من الوضع الفالت وغير الممسوك .

ويتطلع اللبنانيون الى بعد غد الاثنين آملين أن يكون بداية اسبوع مغاير عن الأيام السابقة وحسم القضايا ذات الخلاف لوضع لبنان على الطريق القويم والبناء على ما تم التوافق عليه بين هذه القوى ولتجنيب البلد مآسي هو في غنى عنها في المستقبل ويكفيه ما يعانيه من مشاكل فى الوقت الراهن .