قطرة العسل

ركن القراء


القناعه كنزُُُ ُ لا يفنى , الطمع يقل ما جمع , الرضا بالمقسوم عباده , من رضى بقليله عاش .......إلخ

كثير من الحكم والأقوال المأثوره التى نعرفها ونحفظها عن ظهر

قلب تحدثنا عن القناعه ,لكننا نسمع بأذن ونُخرج من الأخرى.

حقاً إنا لغافلون بل نحن معذورون فإذا كان رجال الدين أنفسهم

(أقصد من يدعون ) يقولون ما لا يفعلون ويتصرفون ضد ما

يعظون ,يأمرون الناس بالمعروف ولا ينهون أنفسهم عن المنكر

يتصارعون كالجوعى على قطعة لحم لم تُطهى بعد !

يؤثرون أنفسهم حتى على وطنهم الذى يأويهم يثبون فوقه كما

تثب الوحوش الضاريه فوق الفريسة التى لا حول لها ولا قوه.

على ذكر الوثب أذكر لكم حكاية قطرة العسل التى أفنت أهل

قريتين من أجل الحصول عليها ,الحكايه كما جاءت بكتاب

(ألف ليله وليله ) أن رجلاُ صياد كان يصيد الوحوش فى البريه

فدخل يوماًمن ذات الايام كهفاً من كهوف الجبل فوجد فيه حفره

ممتلئه عسل نحل فجمع شيئاً منه فى قربه كانت معه ثم حملها

على كتفه وأتى بها المدينه وكان معه كلب صيد عزيز عليه

فوقف الصياد على دكان زيات وعرض عليه العسل فاشتراه

ثم فتح القربه واخرج منها العسل لينظره فقطرت من القربه

قطره عسل فسقط عليها طير, وكان للزيات قط فوثب على الطير

فرآه كلب الصياد فوثب على القط فقتله, فوثب الزيات على كلب

الصياد فقتله فوثب الصياد على الزيات فقتله ,وكان للصياد قريه

وللزيات قريه فسمعوا بذلك فأخذوا أسلحتهم وعددهم وقاموا على بعضهم غضباً والتقى الصفان فلم يزل السيف دائراً بينهم إلى أن

مات منهم خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله تعالى.

أسأل الله عز وجل أن يلقى كل طامع بكِ يا مصر نفس المصير

الذى لقاه كل من وثب فوق قطرة العسل .....آمين