قيادي سلفي يرى أن الجيش المصري يحتاج لوقت لتسليم السلطة
رويترز) - قال رئيس حزب النور السلفي بمصر انه يعتقد أن الجيش يحتاج الى وقت لتسليم السلطة للمدنيين لكنه أضاف في مقابلة مع رويترز أن الجيش لا يمكن أن ينال وضعا مميزا فوق الدستور .
وقال عماد عبد الغفور إن الرئيس القادم لمصر يحتاج الى تأييد واسع لتسيير شؤون مصر في الفترة المضطربة التي تشهدها منذ سقوط الرئيس حسني مبارك في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني العام الماضي.
وأشاد بمجموعة لنشر الديمقراطية مقرها الولايات المتحدة وأحالتها السلطات المصرية للمحاكمة الجنائية عن دورها في مصر قائلا انها أعطت ثراء للحياة السياسية.
وتعد تصريحات عبد الغفور عن المنظمات غير الحكومية التي تلاحقها السلطات المصرية ايجابية بالنظر الى أنه يمثل حركة قدمت نفسها باعتبارها معارضة لكل ما هو غربي.
وشغل حزب النور ما يزيد على خمس المقاعد في مجلس الشعب المنتخب حديثا فيما كان مفاجأة انتخابية حققت له المركز الثاني في المجلس على الرغم من أن الدور السياسي للحركة السلفية برز فقط في الفترة التي تلت الاطاحة بمبارك.
ووعد المجلس العسكري الذي تولى ادارة شؤون البلاد بعد اسقاط مبارك بنقل السلطة للمدنيين بنهاية نصف العام الحالي.
وقال عبد الغفور الذي تحدث الى رويترز هذا الاسبوع في مكتبه بضاحية المعادي على الضفة الشرقية لنهر النيل ما أقوله هو أنهم لا بد أن يسلموا (السلطة وفق الجدول الزمني). لنكن واقعيين لان العملية السياسية تأخذ وقتا.
وأضاف هذا في الحقيقة هو الفرق بين رؤيتنا وبين الشباب. الحقيقة أن هناك كثير من الشباب يريد (تسليم السلطة) الان الان الان.
ويقول منتقدو السلفيين انهم ممولون من دول الخليج العربية وهو اتهام نفاه عبد الغفور.
وقال عبد الغفور ان الجمعية التأسيسية التي ستكتب الدستور الجديد لمصر ستصر على أن الجيش مؤسسة هامة وعظيمة وعريقة ولكنها لا بد أن تكون خاضعة لسيادة الشعب وخاضعة للقانون وللدستور.
وأضاف أن وضع مكانة لها خاصة فوق الدستور وفوق المساءلة هذا الشيء غير مقبول بأي صورة من الصور.
وأثار الاسلاميون غضب الاصلاحيين الاخرين بظهورهم في موقف المؤيد للمجلس العسكري على الرغم من أن العام المنقضي شهد عددا من المحاكمات العسكرية للمدنيين يفوق معدلها ما كان في عصر مبارك.
وقال عبد الغفور ان حزب النور انتقد المجلس العسكري في العديد من الامور. لكنه امتدح المجلس لاشرافه على أكثر الانتخابات ديمقراطية خلال 60 عاما.
وقال عبد الغفور ان حزب النور حضر تدريبا قدمه المعهد الديمقراطي الوطني الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له وهو أحد المنظمات الممولة أمريكيا لنشر الديمقراطية في مصر والتي تتهمها مصر بتلقي تمويل أجنبي دون الحصول على ترخيص بممارسة النشاط.
وتسببت احالة تلك المنظمات للمحاكمة الجنائية في تصدع العلاقات المصرية الامريكية وهددت المعونة العسكرية التي تحصل عليها مصر من واشنطن والتي تبلغ 1.3 مليار دولار.
وقال عبد الغفور في الحقيقة كنا نلتقي معهم وكانوا ينظمون بعض اللقاءات السياسية وكنا نحضر بعض هذه اللقاءات.
وأضاف لا شك في أنه كان هناك نوع من الاثراء للحياة السياسية... في الحقيقة ليس عندنا معلومات عن خلفيات (القضية) أو ما يجري خلف الكواليس. هل هذه الجمعيات تدعم نشاطات غير قانونية أو تناهض نظام البلاد أو لا.
وقال أنا في مخيلتي ان هذا الامر القضاء يحكم فيه ويرى هل فعلا هناك اختلاق أو تعد علي السيادة أو أن هذا فقط ادعاء ومحض تغطية للعنف (التشدد) الذي يمارس ضد هذه الجماعات.
وقرر حزب النور ألا يتقدم بمرشح للرئاسة وهو ما فعلته جماعة الاخوان المسلمين. وقال عبد الغفور ان السبب في ذلك هو تهدئة مخاوف المصريين الاخرين الذين أقلقتهم المكاسب الانتخابية للاسلاميين.
وقال عبد الغفور انه يجب أن يكون هناك نوع من التوافق لكافة القوي في المرحلة القادمة... توافق بين الكتل السياسية.
وأضاف من سيؤيده الحزب للرئاسة يجب أن يكون عنده الامكانيات والمؤهلات لقيادة مصر... وألا يكون عنده اعتراض علي أن يكون له مرجعية الشريعة الاسلامية في الحياة السياسية.
وينص الاعلان الدستوري المصري على أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
لو بقيت (المادة الثانية التي تنص على ذلك) على الوضع الحاضر مع مزيد من الالتزام بروحه (الدستور) أفضل من أن أشعر بالالفاظ ولا التزم بشق منها.
وقال عبد الغفور ان الحزب لن يفرض تقاليد محافظة على المصريين مثل فصل الجنسين في المدارس والجامعات والاماكن العامة الاخرى.
وأضاف هذا أمر يجب تركه للناس.
ومن ناحية أخرى قال ان ما يشاع عن مطالبة الحزب بالفصل بين الجنسين في الشواطيء العامة يهدف الى تشويه سمعة الحزب.
وقال ان حكومة مبارك فشلت في الدعاية للسياحة المصرية وقارن بين الخدمات التي تقدم عند برج ايفل في باريس وعند الاهرام المصرية. وقال أن الفرق كبير.
وأبدى اعجابه بأمر فرنسي اخر قائلا لا شك أن هناك زعماء غربيين يعتبرون بالنسبة للكثير منا الشخصيات التاريخية الاكثر جذبا مثل شارل ديجول الذي هو شخصية محورية أجمع عليها الفرنسيون.
وقال أعتبره رمزا فرنسيا هائلا جدا. في مصر نحن محتاجون واحدا بمثل هذه الصورة