أميرة ملش تكتب: تمثيلية الحمبولى
ملأت الداخلية الدنيا ضجيجًا بالقبض على الحمبولى..
كأنها فتحت عكا أو حررت القدس.. فعلت ذلك وكأن القبض على الحمبولى نصر ما بعده نصر.. الداخلية لم تكن أبدا عاجزة عن القبض على الحمبولى فهى لاتزال تركب التليفونات وتتنصت على مكالمات خلق الله.. عادت وركبت التليفونات باعتراف وزير الداخلية السابق منصور عيسوى.. قال إنه يلجأ إلى التنصت للقبض على البلطجية وتجار المخدرات والخارجين على القانون..
اعترف أيضا أن اجهزته تنصت فقط على تليفون النشاط السياسى جورج إسحق.. لكن يبدو أن الداخلية تمارس ركوب التليفونات على السياسيين والثوار لا البلطجية وتجار المخدرات.. لا تحدثنى أن الجهاز الوطنى تغير بنسف التسمية القديمة لأمن الدولة.. فرجاله لايزالون يمارسون نفس الأسلوب.. أمن الدولة أيام حبيب العادلى لم يكن يعنيه سوى أمن مبارك وعائلته وحاشيته.. الحمبولى كان أحد البلطجية الذين هربوا من السجون بعد فتحها أثناء ثورة يناير العام الماضى وكون تشكيلا عصابيا روع الآمنين فى الصعيد عدة شهور وسرق ونهب وقتل وقام بعمليات سطو مسلح واحتجز السياح لدرجة أن أصبحت شهرته خط الصعيد بعد أن وصل عدد جرائمة إلى 201 جريمة، أى عقل هذا يصدق أن الداخلية لم تكن تعرف مكان الحمبولى وتتابعة وإذا صدقنا أن الداخلية لم تهتد لطريقة طوال هذا الوقت،
فأين إذن التجسس لخدمة الجرائم الجنائية؟!، وفى لحظة ما تم القبض على الحمبولى «بقدرة قادر» وعقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، مؤتمرًا صحفيًا تحدث فيه عن الانتصار الرائع وقصة القبض على الصيد الثمين الخط الهارب منذ عدة شهور وتم القبض عليه يوم 26يناير أى بعد 25 يناير بيوم وهو بداية اعتصام الثوار من جديد وقبل ذكرى جمعة الغضب 28 يناير، وهو اليوم الذى دعا الثوار لإحيائه بالاستمرار فى الثورة حتى تتحقق مطالبهم، وكأن الأمن كان يقصد إخماد الثورة والاعتصامات التى بدأت منذ يوم 25 يناير الماضى وأرادوا تهدئة الصعيد الثائر بخبر القبض على الحمبولى وشغل المصريين بحدث مهم يبتعد بهم عن الثورة، ويبطل مفعولها
ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث فقد اعتبر كثيرون أن القبض على الحمبولى تمثيلية لأن الداخلية كانت تعرف مكانه من قبل ولكنها اختارت الوقت الذى رأته مناسبًا لعمل ذلك، ويوم الاثنين حدث مالم تضعه الداخلية فى حساباتها، حدث ما كشف عن تمثلية الحمبولى عندما حدث سطو مسلح على البنوك فى القاهرة، وهو الشىء الذى ما إن حدث فى بلد إلا وأثبت الفشل الذريع للأمن، وبالفعل تم عمل سطو مسلح على بنك فى التجمع الخامس وبنك آخر فى حلوان وفى اليوم التالى سطو مسلح أيضا على مكتب بريد فى حلوان
وقبل ذلك بعدة أيام وبالتحديد يوم 28 يناير الماضى سطو مسلح على مكتب للصرافة بشرم الشيخ، وطبعًا حصيلة السرقات بالملايين من كل هذه الأماكن لدرجة أن المصريين بحسهم الفكاهى المعتاد علقوا على ذلك بأن الداخلية تحتفل بذكرى الانفلات والانسحاب الأمنى الذى حدث العام الماضى عقب اندلاع الثورة وكان فى مثل هذه الأيام،
فإن السطو المسلح على البنوك ومكاتب الصرافة والبريد هو عنوان للانفلات الأمنى الذى نعانيه منذ ثورة يناير ولم تفلح الجولات المكوكية التى يقوم بها وزير الداخلية المعين من قبل حكومة الجنزورى خارج القاهرة ولايمكن اعتبارها غير أنها «شو إعلامي» ليس أكثر لأن النتيجة الإيجابية لاتزال غائبة، فكيف يقود وزير الداخلية حملة على محافظة الغربية مثلا وبنوك القاهرة لا يوجد عليها أى حراسة أمنية ومتروكة للبلطجية ولكل عابر سبيل.. إذا لم تهنأ الداخلية بانتصار هى من روجت له وصنعته.. لم تهنأ فصفعة السطو على البنوك كانت قاسية جدا وعنوانًا لإنفلات أمنى يبدو أننا لن نتخلص منه!