مدير الأمن حاول إنقاذ جمهور الأهلى وقائد الأمن المركزى رفض

أخبار مصر


واصلت النيابة العامة التحقيق فى أحداث مذبحة استاد بورسعيد التى أعقبت مباراة النادى الأهلى مع نظيره المصرى، وراح ضحيتها 74 قتيلا، مساء الأربعاء الماضى، حيث استمعت النيابة إلى أقوال عدد من شهود العيان، ومجموعة من ضباط الشرطة الذين كانوا مكلفين بتأمين الاستاد خلال المباراة.

وعقد المحامى العام الأول لنيابات القناة وشمال سيناء، المستشار مجدى الديب، والمحامى العام الأول لنيابات بورسعيد، سامى عديلة، ورئيس نيابات استئناف بورسعيد، المستشار طارق كروم، اجتماعا ثلاثيا فى مقر نيابة بورسعيد، دام لنحو 6 ساعات، واستمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، لاستعراض النتائج التى توصلت لها التحقيقات.

واطلع المستشارون على أقوال شهود العيان الذين استمعت إليهم النيابة، وبلغ عددهم أكثر من 50 شاهدا، لمطابقة أقوال الشهود ببعضها، كما استعرضوا خلال اللقاء التحقيقات التى خضع لها، كل من المحافظ، ومدير الأمن السابقين، ومسئولى الأمن والعاملين فى الاستاد، لتحديد المسئولية الجنائية لكل منهما عما حدث، ومطابقة أقوال مدير الأمن مع أقوال ضباط وجنود الشرطة، ومراجعة خطة الانتشار الأمنى للقوات فى حال حدوث أى طارئ، ومدى التزامهم بتنفيذها، بالإضافة إلى تحديد المسئول عن غلق أبواب الجماهير، خاصة مع تيقن النيابة من أن أبواب المدرجات التى تسمح للجماهير بالنزول إلى أرض الملعب كانت مفتوحة، ولم تكن مغلقة بعد انتهاء المباراة.

واطلع المستشارون الثلاثة على أقوال شهود العيان، والتى أفادت وجود محرضين من بين الجماهير، بالإضافة إلى محرضين من ضباط الشرطة، على الدخول فى مشادات بين الجماهير بعد انتهاء المباراة، فضلا عن تحديد أماكن وجود كل قيادة أمنية فى أرض الملعب.

ووضعت النيابة العامة رسما كروكيا لأرضية الملعب، وحددت أماكن المشجعين لكل فريق، والأبواب الموجودة فى الملعب، والتى كان من المفترض أن تكون مغلقة، والأبواب كان من المفترض أن يتم فتحها فور انتهاء المباراة، وتحديد المدد الزمنية المستغرقة بشكل تقريبى من وصول جماهير النادى المصرى إلى مدرجات الأهلى وكيفية تعامل قوات الأمن مع التدافع الجماهيرى، ومدى التزامهم بالخطة الموضوعة فى هذه الحالة.

وتعد النيابة مجموعة صور لجميع الضباط الموجودين فى التأمين، من أجل عرضها على شهود العيان، والذين أكدوا أنهم يمكنهم التعرف على صورة الضباط المحرضين فور مشاهدتها.

وواصل فريق من وكلاء النيابة المكلفين بمتابعة التحقيقات، الاطلاع على الصور والفيديوهات التى تم مصادرتها حتى الآن، حيث تم تحديد هوية أشخاص جدد بخلاف الـ12 الذين تم التعرف عليهم، وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بضبطهم وإحضارهم للتحقيق.

وصرح مصدر قضائى إن النيابة العامة تواجه مشكلة فى رغبة عدد من الشهود عدم ذكر أسمائهم فى التحقيقات أو الاطلاع على هويتهم الشخصية، وذلك لخوفهم من أسر وعائلات البلطجية والمسجلين خطر الذين شاركوا فى المذبحة.

وأشار مصدر إلى أن عدم حصول محامى المتهمين على نسخ من التحقيقات حتى الآن، يرجع إلى عدم صدور قرار من النائب العام، المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود بذلك، خاصة أن نيابة بورسعيد لا يمكنها السماح لهم بذلك إلا بعد موافقة النائب العام، لاسيما فى ظل حالة السرية المفروضة على التحقيقات، ومن المستبعد أن يتم السماح لهم بتصوير أوراق التحقيقات قبل الانتهاء منها وتحديد المتهمين، نظرا لسرية التحقيقات .



واستمع وكيل النيابة محمد جميل، إلى أقوال احد شهود العيان ، وقال فى التحقيقات إنه ذهب لمشاهدة المباراة داخل الاستاد وتمكن من الدخول إلى أرض الملعب قبل موعد بدء المباراة بأكثر من 15 دقيقة، حيث التقط عددا من الصور التذكارية مع اللاعبين.

مؤكدا أنه شاهد الأحداث بالكامل من أرض الملعب، وشهد وصول عدد من الأتوبيسات الخاصة بمشجعى النادى الأهلى ودخولها دون تفتيش، مشيرا إلى أنه شاهد مجموعة من المسجلين خطر يلقون جمهور الأهلى من أعلى المدرج.

وأوضح أنه خلال وجوده فى أرض الملعب استمع لحديث دار بين مدير الأمن المُقال وقائد قوات الأمن المركزى، حيث طلب مدير الأمن من قوات الأمن المركزى التدخل لإنقاذ المشجعين الذين يتم إلقاؤهم من أعلى المدرجات، لكنه رفض وقال له: أنا مش باخد أوامرى منك ، مؤكدا أن مدير الأمن لم يتمكن من التدخل لمنع إلقاء المشجعين من أعلى المدرج، بعد ابتعاد جميع الضباط والجنود عنه واتخاذهم موقف المتفرج».

وأكد أن الأحداث الدامية لم تتوقف حتى تدخل عدد من المشايخ لوقف عملية قتل الشباب، وإلقاء القبض على من يقومون بذلك، مشيرا إلى أن غالبيتهم من المسجلين خطر والمعروفين على المستوى الأمنى فى المحافظة.

وأوضح أن الأبواب الخاصة بمدرجات مشجعى الناديين (تم فتحها عمدا قبل انتهاء المباراة، من قبل أحد ضباط الشرطة برتبة نقيب)، مؤكدا أنه يمكنه التعرف على النقيب فور مشاهدة صورته لأنه لا يعرف اسمه.



ولفت الشاهد إلى أن مدرجات جمهور النادى الأهلى شهدت مشاجرة كبيرة فور انتهاء المباراة، بسبب اللافتة التى تم رفعها وتسىء إلى أهل بورسعيد ، مؤكدا أن جمهور الأهلى اعترض على هذه اللافتة قبل أن تبدأ المشاجرات .

وتابع: فور انتهاء المباراة، توجه الجمهور الموجود فى مدرجات النادى المصرى إلى مدرجات الأهلى، وصعد مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر إلى أعلى المدرجات، وبدأوا فى إلقاء الجمهور من أعلى.. وشاهدت 8 أشخاص يتم إلقاؤهم بهذه الطريقة، ومن لم يتمكن البلطجية من إلقائه من أعلى المدرجات، كانوا يدفعونه ليسقط داخل المدرج .

وفى سياق منفصل، قال مصدر مطلع بمحافظة بورسعيد إن المحافظ المستقيل اللواء أحمد عبدالله، غادر المحافظة منذ الجمعة الماضية، بعد التحقيق معه، مؤكدا أن المحافظة يديرها السكرتير العام ويقتصر دوره على تسيير الأعمال الضرورية.