ميردوخ – زعيمة القرصنة هي شركة جوجل
مردوخ، رئيس شركة نيوز كوربوريشن، ووصف فيه عملاق البحث العالمي بـ “زعيمة القرصنة”، قائلة إنها “تحارب القراصنة والمزوِّرين كل يوم . وكان مردوخ قد نشر على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” ما مفاده أن جوجل “تبثُّ أفلاما بالمجان، وتبيع إعلانات تتعلَّق بها.
وجاء كلام مردوخ ردَّا على ما بدا أنه اعتراض من قبل البيت الأبيض على بعض جوانب “قانون منع القرصنة على الإنترنت” (سوبا) أو (Stop Online Piracy Act “ٍSopa”)، والذي أثار جدلا واسعا.
أوامر قضائية
وإذا ما تمَّ تمرير هذا القانون، فستكون هناك سلطة لمالكي المواد على الإنترنت وللحكومة الأمريكية تخوِّلهم بطلب إصدار أوامر قضائية لإغلاق المواقع الإلكترونية المرتبطة الضالع بعمليات القرصنة.
وبدا أن بيانا صادرا عن البيت الأبيض مؤخرا أنه يؤيِّد وجهة نظر المعترضين على قانون “سوبا” وقانون حماية الملكية الفكرية “بيبا” (Protecting Intellectual Property Act “Pipa”)، وهو مشروع قانون مشابه من المنتظر أن يُطرح للنقاش أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.
وفي ردِّه على حملة مناهضة لقانون منع القرصنة على الشبكة العنكبوتية، قال البيت الأبيض في بيان أصدره إن قرصنة الإنترنت تحتاج إلى “ردٍّ تشريعي جاد”، ولكن يجب ألاَّ يؤدِّي ذلك إلى تثبيط الإبداع”.
وأضاف البيان: “نحن لن ندعم تشريعا يقلل من حرية التعبير، ويزيد من مخاطر الأمن الإلكتروني (أمن الإنترنت)، أو يقوِّض شبكة الإنترنت العالمية التي تتميَّز بالديناميكية والإبداع.”
ومن المحتمل أن يغضب هذا الموقف العديد من الشركات، ومن بين تلك الشركات مؤسسة نيوز كوربريشن، والتي أعلنت عن دعمها العلني لقانون مكافحة القرصنة على الإنترنت.
وقد اتَّهم مردوخ في تصريحاته الأخيرة إدارة الرئيس أوباما بالرضوخ لـ “دافعي الرواتب في وادي السيليكون”، وذلك في إشارة إلى الشركات الكبرى العاملة في مجال صناعة التكنولوجيا وصناعة البرمجة والكمبيوتر في الولايات المتحدة.
وكتب مردوخ على موقع تويتر: “إن زعيمة القرصنة هي شركة جوجل التي تبث أفلاما بالمجان، وتبيع (الإعلانات) المتعلِّقة بها، وبالتالي لا عجب في إنفاقها الملايين بغرض حشد الدعم والتأييد لها.”
وكان مردوخ، البالغ من العمر 80 عاما، يشير بذلك إلى الفهرسة التي تقدمها شركة جوجل للمواقع التي تعرض التحميل غي المشروع للأفلام ولمواد أخرى تخضع لحماية الملكية الفكرية.
“اللَّهم إني قد بلَّغت!”
ولتدعيم شكواه تلك، فقد أضاف مردوخ في وقت لاحق لتعليقاته على تويتر: “لقد كنت لتوِّي أتصفَّح موقع جوجل باحثا عن فيلم المهمة المستحيلة. ويا للروعة، فقد قادني البحث إلى العديد من المواقع التي تعرض روابط مجانية للتحميل. اللَّهم إني قد بلَّغت!”
وقد أبلغت شركة جوجل موقع شبكة سي نت (Cnet)، المعني بنشر الأخبار والمدوَّنات وملفَّات الفيديو والمواد الصوتية على شبكة الإنترنت، أنها تعتبر تعليقات مردوخ “كلاما فارغا لا معنى له”.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قالت متحدثة باسم شركة جوجل: “إن جوجل تحترم حقوق الملكية الفكرية، وقد عملنا جاهدين لمساعدة أصحاب هذه الحقوق على التعامل مع القرصنة.”
مكافحة الإعلانات
وأضافت: “قمنا العام الماضي بحذف خمسة ملايين صفحة مزوَّرة من نتائج البحث التي أجريناها، واستثمرنا أكثر من 60 مليون دولار أمريكي في مجال محاربة الإعلانات غير القانونية.”
وقالت شركة جوجل، وهي من المعارضين لقانون مكافحة القرصنة على الإنترنت، إنها تعتقد أن هنالك طرقا أفضل للحماية من خرق حقوق الملكية الفكرية.
واقترحت الشركة إصدار “تشريعات موجَّهة تتطلب من شبكات الدعاية والشركات التي تنجز معاملات الدفع عبر الإنترنت/ مثل شركتنا، أن تحذف المواقع المتخصصة بالقرصنة و التزوير”.
بينما يقول مؤيدو هذا القانون إنه سيسهِّل على منتجي المواد التي تُبثُّ على الشبكة حماية حقوق ملكيتهم الفكرية لتك المواد من القرصنة الإلكترونية.
إلاَّ أن المعترضين على القانون يقولون إنه سيعيق حرية التعبير عن الرأي والإبداع على الإنترنت.
“حملة تعتيم
ويعتزم بعض هؤلاء المعترضين المشاركة بحملة “تعتيم (إغلاق) لمواقعها على الإنترنت في 18 يناير/كانون الثاني الجاري.
وهناك تقارير تشير إلى مشاركة موقع ريدت(Reddit) للأخبار الاجتماعية في يوم الاحتجاج هذا، بينما قال موقع موسوعة ويكيبيديا إنه سينضمُّ أيضا للإضراب الذي سيتخلَّله إغلاق عدد من المواقع لصفحاتها على الإنترنت لمدة 12 ساعة.
ومن المتوقع أن يتصاعد الجدل حول قانون مكافحة القرصنة على الإنترنت هذا الشهر، لكن ليس من المحتمل أن يتم تمرير هذا القانون قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي ستنطلق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.