لجنة تقصى الحقائق فى أسباب فشل حزب الكرامة فى الانتخابات: خسرنا بسبب الشعور بالدونية أمام «الإخوان»
أثار قرار استقالة هيئة مكتب حزب الكرامة، أزمة كبيرة داخل الحزب، بسبب الانقسامات حول موقف الحزب من التحالف مع حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فقد جاءت نتيجة المعركة الانتخابية، التى حصل فيها حزب الكرامة على ستة مقاعد فقط، مخيبة لآمال الهيئة العليا للحزب، وباقى الأعضاء، الذين سادت بينهم حالة من الاستياء، دفعت هيئة المكتب للاستقالة بالكامل، وهو ما دفع الحزب إلى تكوين لجنة لتقصى الحقائق حول ما حدث، وضمت اللجنة فى عضويتها عصام الإسلامبولى وفايز الكارتة وشريف ريحان، وبالفعل اجتمعت اللجنة مع رئيس الحزب ونوابه الثلاثة، والأمين العام، وثمانية من أعضاء الحزب.
ورصدت اللجنة فى تقريرها عددا من المشكلات والتداعيات الناجمة عن الأخطاء والتجاوزات فى إدارة الحملة الانتخابية للمرشحين، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من تجربة دخول الحزب فى المعركة الانتخابية، ضمن «التحالف الديمقراطي»، وأشارت اللجنة إلى أنه من ضمن الأخطاء التى وقع فيها الحزب، إسناد مهمة التفاوض بشأن الدخول فى الانتخابات، لأفراد يعتزمون الترشح، وهو ما جعلهم يغلبون مصالحهم الشخصية، بالإضافة إلى اتخاذ اللجنة التنسيقية للحزب، عددا من القرارات دون عرضها على باقى الأعضاء، رغم انتهاء صلاحيات هذه اللجنة منذ تأسيس الحزب.
وأضافت اللجنة « كان يجب أن تتم إعادة النظر فى الدخول فى تحالف مع الإخوان المسلمين، فى ضوء الأحداث الجديدة بعد الثورة، حيث أصبحت لكل قوة سياسية أولوياتها المختلفة تماما عن الأولويات أيام النظام السابق»، كما أن آلية المتابعة للمفاوضات داخل المكتب السياسى مشوبة بالتقصير الشديد، من حيث المعلومات المنقوصة سهوا أو عمدا، وغير الدقيقة، وعدم توثيق المعلومات أو تقديم تقارير متابعة دقيقة وواضحة، بالإضافة إلى غياب القواعد والمعايير المكتوبة، والمتفق عليها لمباشرة المهام. وجاء التقصير الذى رصدته فى عدة نقاط، من بينها وجود حالة من الانبهار داخل «الكرامة» بإمكانيات حزب «الحرية والعدالة»، والشعور بالتلاشى والدونية فى التعامل معه، وإلقاء المهام إليهم ليقولوا كلمتهم الأخيرة فى كل ما يعرض عليهم، دون مراجعة، مثلما حدث بقبول بوضع القيادى فى الكرامة كمال أبوعيطة فى الترتيب الثالث بقوائم التحالف، بعد التعديل، وقبول اعتراض «الحرية والعدالة» على ترشيح عبد الرحمن الجوهرى، وعدم ترشح عبد العظيم المغربى فى محافظة كفر الشيخ، رغم أنه كان نائبا سابقا لدائرته، وعدم قبول ترشح إحدى السيدات بنجع حمادى، رغم أنها كانت عضوا سابقا بمجلس الشعب، وهو ما تكرر فى حالات أخرى. وفجر تقرير لجنة تقصى الحقائق فى «الكرامة» مفاجأة، بالكشف عن قرار الانسحاب الصادر من الهيئة العليا للحزب، بجلسة 17 أكتوبر الماضى، بتفويض المكتب لفض التحالف خلال ساعات، بشروط معينة، والتى تعنى الالتزام بـ 15 مرشح شعب، و5 مقاعد شورى، إلا أنه جرى الالتفاف حول هذا الاتفاق، واستمر الحزب فى التردى، ثم زاد الأمر سوءا، بقبول الحزب الدخول فى قوائم «حزب الحرية والعدالة» وليس «التحالف الديمقراطى».