الدمايطة في ليلة مميتة واللصوص يبحثون عن الغنيمة


عاشت محافظة دمياط ليلة عصيبة أمس حيث انهار عقارا سكنيا بشارع التحرير بجوار عمارة نجم للموبيليا والتي إنهارت فجأة نتيجة لما إرتكبه أحد أصحاب المحلات التجارية بالعقار من إزالة أحد الأعمدة الرئيسية بالعقار الأمر الذي لم يحتمله العقار والذي كان يضم بين جوانبه مقر حزب الوسط بالمحافظة وكانت ليلة إختلطت فيها صرخات أهالي المصابين والمفقودين وأهالي دمياط الذين توافدوا بغزارة وبالأمطار المنهمرة مع أصوات الأوناش والمعدات لتعزف سيمفونية حزينة عاشتها محافظة دمياط .

بدأت أحداث المأساة في الخامسة مساء الأمس عندما انهار العقار السكني الذي كان يضم مقر حزب الوسط بدمياط وبدأ الأهالي في إزالة الأحجار والأنقاض حتى وصول الأوناش والمعدات والتي تأخرت نحو قرابة الساعة فقام الأهالي الموجودين بالصراخ في وجه قوات الجيش والشرطة والدفاع المدني الذين تأخروا نسبيا للإسراع في إرسال المعدات وبدأت الأوناش حين وصولها في العمل ووصل اللواء طارق حماد والقيادات الشرطية بالمحافظة واللواء محمد علي فليفل محافظ دمياط للوقوف على مجريات الأمور وأستمر العمل وسط إنهمار المطر وتم العثور على العديد من القتلى والمصابين والذين بلغت أعدادهم حسب أخر تقرير ورد من مديرية الصحة نحو 12 قتيلا وهم :

وليد ماضي 42 سنة ومحمد رشدي رضوان نقيب شرطة 35 سنة وعبد الحميد الرداد 44 سنة ويعمل مدير مكتب رئيس جامعة المنصورة فرع دمياط وزوجته سارة علي الجميل 36 سنة وإبنتهما دنيا عبد الحميد الرداد 16 سنة طالبة بالصف الثالث الثانوي وأمل محمود الأمام 45 سنة وزياد محمد زين الدين 19 سنة وشقيقه فارس محمد زين الدين 17 سنة ورضا محمد مطاوع أحد موظفي حزب الوسط وعطيات محمود حنفي 60 سنة ورامي أحمد أبو سليم 22 سنة وتوحيدة علي الدياسطي .

كما يوجد33مصابا ما بين حالات خطرة وكسور وكدمات وصدمات عصبية وهم :

عبد الطيف معروف 45 سنة حالته خطيرة وكسر بالفقرات القطنية وتم تحويله إلى المنصورة وصموئيل مجدي 30 سنة كدمات متفرقة بالجسم ومحي محمود رزق 18 سنة وأماني صبري الصياد 28 سنة السنانية ومصابة بصدمة عصبية والسيد عبد الله السيد 22 سنة جندي بالقوات المسلحة ومصاب بكسر في الساق اليمنى ونسمة محمد إبراهيم 25 سنة من كفر الغاب ومصاب بصدمة عصبية وأحمد محمود 17 سنة ومحمد السيد الحسيني 17 سنة كفر الغاب كدمات متفرقة بالجسم ومحمد السيد العوضي 17 سنة ومصاب بكدمات متفرقة ورنا فريد عبد الجواد 31 سنة زوجة النقيب محمد رشدي ومصابة بكسر في عظمة عضد الأيسر وحسانين عزت السيد الرداد 32 سنة ومصابة بكدمات في الساقين ونجوى محمد حميد 15 سنة وكريم إبراهيم الغباشي 16 سنة ومرزوق عوض مصطفى هلال 55 سنة وأسامة القللي وأسعد كامل الغباري 28 سنة وعلاء السيد أحمد وشريف محمد عبد الله علي 29 سنة وصابر أيمن شبارة 25 سنة ومحمود فاروق موسى وأمال محمود سلامة وأحمد عصام دعيدر ومصطفى كامل حسن وأحمد محمد محمود ومجدي عبد التواب الحداد وأميرة علي شتيلة 49 سنة ومصابة بكسر بالقدم اليسرى وأحلام البشبيشي 40 سنة ومصابة بجروح متفرقة ومحمد يسري مصاب بجروح باليد والساق اليمنى وتم تحويله لمستشفى اليوم الواحد وسليمان أحمد سليمان 22 سنة ومصاب بكسر في الساق اليسرى وأحمد عبد الرحمن سليمة 59 سنة مصاب بصدمة عصبية وسارة علي الجمل 36 سنة ومنى محمود رزق ومصاب بجروح وكدمات وعلاء السيد محمد 22 سنة من كفر الشيخ ومصاب بكدمات في الجسم.

وقد أمر اللواء محمد علي فليفل بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة أسباب إنهيار العقار ومتابعة العقارات المجاورة بل وصدر قرار إداري بإخلاء العمارات السكنية المجاورة وهما عمارة نجم للموبيليا وعمارة كسيبة وإزالتهما .

وفي سياق متصل تم تنظيم حملات للتبرع بالدم لمد يد العون لمصابي النكبة فتوافد الأهالي بصورة متكدسة للتبرع بالدم الأمر الذي وصل بامتلاء ثلاجات المستشفيات العامة بالمحافظة وبنك الدم بأكياس الدم عن أخرها في لفتة أعلنها الدمايطة تضامنا مع المصابين .

كما تم تشييع جثمان النقيب المتوفي محمد رشدي في جنازة عسكرية مهيبة اليوم عقب صلاة الظهر من جامع البحر وأيضا جمعت الجنازة بعض ضحايا العمارة المنكوبة الذين أودعهم الشعب الدمياطي مثواهم الأخير وأعينهم تقطر دما أسفا وحزنا على ما حل بهم من نكبة أصابت المحافظة بأكملها .

الغريب في الأمر هو أن قوات الأمن قد تمكنت من إلقاء القبض على أربعة لصوص يحاولون سرقة مبالغ مالية وبعض المصوغات الذهبية من العقار المنكوب دون أدنى إحساس من هؤلاء اللصوص بآدمية إخوانهم الذين وأدهم ذلك العقار المنكوب وأخفاهم تحت ثراه.

جدير بالذكر أنه يتردد بين بعض المواطنين أنه كانت هناك أيدي خفية تبحث عن الثراء فكانت تقوم بأعمال حفر تحت البنية التحتية للعقارات الموجودة بالمنطقة بحثا عن أثار لأنه يوجد بهذه المنطقة مسجد المعيني الأثري .