100 ألف متظاهر ضد الغارات الاميركية في باكستان

عربي ودولي


تظاهر اكثر من مئة الف مناصر لجمعية علماء الاسلام، اكبر الاحزاب المسلمة في باكستان، مساء الجمعة في كراتشي احتجاجا على الهجمات التي تشنها طائرات اميركية من دون طيار على شمال غرب البلاد.

وطالب المتظاهرون ايضا الحكومة الباكستانية بابقاء طرق الامداد لقوات الحلف الاطلسي في افغانستان مقفلة. واغلقت اسلام اباد طرق الامداد هذه منذ «الخطأ» الذي ارتكبته قوات الاطلسي وادى الى مقتل 24 جنديا باكستانيا قرب الحدود الافغانية في 26 تشرين الثاني. وهذا الحادث ادى الى توتر كبير في العلاقات المعقدة اصلا بين الغربيين وباكستان.


وقال زعيم جمعية علماء الاسلام مولانا فضل الرحمن للمتظاهرين «لسنا اعداء شعوب الغرب والولايات المتحدة لكننا نرفض موقف الاميركيين الذين ينتظرون دائما منا طاعة عمياء». وبلغ عدد المتظاهرين اكثر من 100 الف شخص بحسب المسؤول في الشرطة احسان ذو الفقار. وبعد انطلاقها العام 2004، شهدت حملة الغارات الاميركية على المناطق القبلية الباكستانية والتي تستهدف مقاتلي طالبان وحلفاءهم من القاعدة، وهم في غالبيتهم مقاتلون اسلاميون اجانب، ارتفاعا في وتيرتها خلال السنوات الثلاث الاخيرة مع تسجيل اكثر من 220 هجوما منذ اب 2008.


في سياق آخر، صرح وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مقابلة تلفزيونية انه يشعر بالقلق على مصير طبيب باكستاني ساعد الولايات المتحدة في العثور على اسامة بن لادن ومتهم بالخيانة في بلده. وقال بانيتا في المقابلة التي اجريت في برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي اس نيوز التلفزيونية ان هذا الطبيب الذي يدعى شيكال افريدي واوقف في باكستان، كان في الواقع يعمل لحساب الاستخبارات الاميركية تحت غطاء اجراء تحقيقات حول الوضع الصحي في ابوت اباد.


واضاف حسب مقاطع من المقابلة التي ستبث كاملة اليوم الاحد «اشعر بقلق كبير وارغب في معرفة ما فعله الباكستانيون بهذا الرجل الذي كان يساعد في الواقع في تقديم معلومات كانت مفيدة جدا للعملية»، في اشارة الى تصفية بن لادن. وكان افريدي الذي يعمل اصلا في ابوت اباد واوقف واتهم بخيانة باكستان، يجري تحاليل للحمض النووي الريبي تهدف الى التأكد من وجود بن لادن في ابوت اباد والتحقق من هويته. وقال بانيتا في المقابلة نفسها ان هذا الطبيب «لم يرتكب اي خيانة لبلده».


من جهة اخرى، اكد بانيتا انه ما زال يعتقد ان طرفا ما في السلطات الباكستانية كان يعرف مكان اختباء اسامة بن لادن قبل ان تكتشفه القوات الاميركية. وقال الوزير الاميركي ان تقارير للاستخبارات كشفت ان مروحيات عسكرية باكستانية حلقت فوق المجمع الذي كان يختبىء فيه زعيم تنظيم القاعدة في ابوت اباد. واضاف «لدي شعور شخصيا بان طرفا ما كان على علم بما يحدث في هذا المجمع ولا تنسوا ان هذا المجمع كان محاطا بجدران يبلغ ارتفاعها 18 قدما وكان الاكبر في المنطقة». وتابع بانيتا «لا بد ان احدا ما تساءل +ماذا يجري هنا؟+». واوضح بانيتا ان الحذر كان العامل الاساسي لامتناع واشنطن عن ابلاغ المسؤولين الباكستانيين مسبقا بالهجوم. وقال «في الواقع كنا نخشى من انه اذا ابلغنا باكستان فقد تحذر اسامة بن لادن». الا انه قال انه لا يملك «ادلة دامغة» على معرفة باكستان بمكان بن لادن.